استنكرت نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب على لسان كل من الأمين العام د.عبد المنعم أبو الفتوح ورئيس لجنة مقاومة التطبيع د.باسم الكسوانى فى بيان رسمى صدر عنهما صباح اليوم اختيار طبيب إسرائيلى وصفه بالعنصرى والمسمى "يورام بلاخر" لرئاسة الاتحاد الطبى العالمى وقد ثبت عليه استهانته بالمعايير الأخلاقية لسنوات طويلة أثناء رئاسته للجمعية الطبية الإسرائيلية وتأييدة للتعذيب وامتهان كرامة الإنسان. اعتبر البيان هذا التعيين هو استهتار وسخرية بالمبادئ الأخلاقية التى قام عليها ومن أجلها اللاتحاد الطبى العالمى بالإضافة إلى أن نص (إعلان طوكيو) الذى أصدره الاتحاد الطبى العالمى فى عام 1975، أن على الأطباء ألا يشاركوا أو يؤيدوا، أو أن يلتزموا الصمت حيال إجراءات تعذيب السجناء ومعاملتهم اللاإنسانية والمهينة لكرامتهم، وخصوصاً أثناء النزاعات والحروب. وعلاوة على ذلك فإن الاجتماع السنوى للهيئة العامة للاتحاد الطبى العالمى فى عام 2007، قد قرر، وللمرة الأولى، أن على الأطباء أن يوثقوا حالات التعذيب التى تصل إلى علمهم. وأن عدم التوثيق يعتبر تعاوناً أو سكوتاً أو عدم مساعدة تجاه ضحايا التعذيب. كما أن هناك معايير طبية عالمية أبعد من ذلك، توجب على الأطباء أن يجلعوا من أنفسهم جزءاً من الجهود لمنع سوء معاملة السجناء أو تعذيبهم. لقد استنتجت (منظمة العفو الدولية) أن الجمعية الطبية الإسرائيلية، ورئيسها الدكتور يورام بلاخر، قد أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من أجهزة التحقيق والضغط والتعذيب والإهانة والمعاملة اللاإنسانية تجاه السجناء. وفى تقريرها السنوى المقدم إلى لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب فى عام 2008، أوضح ائتلاف مكون من (14) منظمة إسرائيلية وفلسطينية لحقوق الإنسان أن التعذيب وسوء المعاملة التى تمارسها السلطات الإسرائيلية قد تزايدت وتصاعدت وأصبحت من الإجراءات المؤسسية المنظمة. وصل الدكتور يورام بلاخر إلى حد الدفاع عن استعمال أجهزة التحقيق الإسرائيلية (لأساليب الضغط الجسدى المعتدل) الذى اعتبرته الأممالمتحدة تعذيباّ، فى نص رسالته التى نشرها فى المجلة الطبية المشهورة (لانسيت) عام 1997. وهو إجراء غير مسبوق من رئيس جمعية طبية. وفى 15 ديسمبر 2004، أنكر يورام بلاخر الورقة العلمية التى نشرتها المجلة الطبية البريطانية حول الصحة وحقوق الإنسان فى المناطق الفلسطينية المحتلة، والتى اعتمدت على معلومات ومشاهدات من منظمة العفو الدولية، وجامعة جون هوبكتر، والمحكمة العالمية للعدالة، وبعض منظمات الأممالمتحدة. ووصفها بأنها أكاذيب قذرة تذكر بأسوء ممارسات وأشكال اللاسامية. وقد لفت البيان إلى أن الدكتور يورام بلاخر قدم تصريحات كاذبة، وهو يجب أن يكون عالماً أنها كاذبة، فى عشرة وقائع على الأقل فى المجلة الطبية (لانسيت) وفى المجلة الطبية البريطانية، خلال السنوات العشرة الماضية. وبالنظر إلى أن هاتين المجلتين الطبيتين العالميتين لهما مستوى من الشهرة والتأثير، فإن الكذب فى الكتابة فيهما يعد تزويراً متعمدا وإفساداً للتوثيق العلمى. ويرى الكثيرون أن عضوية الجمعية الطبية الإسرائيلية فى الاتحاد الطبى العالمى يخدم فى التدليس والتغطية لحقيقتها، إذ إنها، وبموقعها الإلكترونى، لا تقدم سوى خدمة لفظية سطحية للأخلاقيات الطبية. كما أن الدكتور يورام بلاخر قد أشرف بنفسه على تجاهل متعمد ومبرمج لعدم تطبيق توصيات إعلان طوكيو. ونستنتج أن الجمعية الطبية الإسرائيلية تحت قادة يورام بلاخر قد اتخذت القرار لسنوات عديدة، ولأسباب سياسية، بأن تغمض عينيها عن جرائم التعذيب، بل وأن تسهم فى مأسسة مشاركة أطبائها فى ذلك، وقد استمر هذا الموقف بعد رئاسة يورام بلاخر للاتحاد الطبى العالمى، وهو ما يمثل قيادة معيبة من الناحية الأخلاقية فى إسرائيل وفى العالم. وإنه لمن المخزى أن يقوم هذا الطبيب اللاأخلاقى بقيادة هذه المنظمة العالمية التى تتبنى وتشرف على تطبيق معايير الأخلاقيات الطبية، إن هذا التعيين سيؤدى إلى تدمير السمعة المتميزة للاتحاد الطبى العالمى، وطرق أدائه لمهماته، ويحوله إلى مهزلة معيبة. إننا نطلب من مجلس الاتحاد إزاحة يورام بلاخر عن رئاسته، وإيلاء ذلك الأهمية القصوى التى يستحقها. وبالنظر إلى وجوب التزام الجمعيات الطبية الأعضاء فى الاتحاد بمبادئه ومعاييره الأخلاقية، فإننا أيضاً نطلب إجراء تحقيق فى السجل الأخلاقى للجمعية الطبية الإسرائيلية الذى أشرنا إليه والاتحاد يطالب كافة الجمعيات والهيئات الطبية العالمية بضرورة السعى لإبعاد هذا الطبيب العنصرى يورام بلاخر من رئاسة هذا الاتحاد الطبى العالمى.