تراجعت عائدات قناة السويس فى مصر بنحو 5.6% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالى، فيما أرجعه مسئول حكومى إلى انخفاض حجم وحمولات ناقلات الغاز الطبيعى المارة بالقناة خلال تلك الفترة. وقالت إحصائية الملاحة الصادرة عن هيئة قناة السويس، وفقا للموقع الرسمى لرئاسة الوزراء المصرية، إن عائدات القناة بلغت نحو 1.59 مليار دولار خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أبريل، بانخفاض نسبته 5.6% عن نفس الفترة من العام الماضى التى حققت عائدات بقيمة 1.68 مليار دولار. ووفقا للإحصاءات الحكومية الصادرة فى وقت متأخر من مساء أمس "الأحد"، تراجعت عائدات قناة السويس فى شهر أبريل فقط بنحو 6.2%، بعد أن بلغت 406.1 مليون دولار، مقابل 433.1 مليون دولار فى نفس الشهر من العام الماضى. وكانت قناة السويس، توقعت زيادة عائداتها فى أبريل الماضى، مع جذب القناة لخطوط ملاحية عالمية لنقل حركة الحاويات من موانئ بجنوب شرق آسيا إلى أوروبا والساحل الشرقى للولايات المتحدة عبر القناة. وبدأت شركة "ميرسك لاين"، أكبر كيان فى مجال شحن الحاويات فى العالم، والتى تتخذ من العاصمة الدانماركية كوبنهاجن مقرا لها، تحويل مسار سفنها منتصف الشهر الماضى، من قناة بنما التى لا تكفى لمرور إلا السفن المتوسطة الحجم إلى قناة السويس، التى تكفى لمرور الناقلات الضخمة. وتصل قناة بنما، التى تم افتتاحها عام 1914، بين المحيطين الأطلسى والهادى، وتسلمتها بنما من الإدارة الأمريكية منذ عام 1999. وقال محمود رزق، نائب مدير إدارة التخطيط والبحوث فى هيئة قناة السويس، إن تراجع عائدات القناة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالى يرجع إلى انخفاض أعداد وحمولات ناقلات الغاز الطبيعى المارة بقناة السويس. وأضاف رزق فى اتصال هاتفى بمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، أن قطر، وهى أكبر مصدر للغاز الطبيعى فى العالم، اتجهت نحو تصدير منتجاتها إلى جنوب شرق أسيا وتحديدا اليابان والصين، فيما خفضت صادراتها المنقولة عبر قناة السويس إلى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وتشير إحصاءات الملاحة فى هيئة قناة السويس إلى أن حمولات ناقلات النفط فى الفترة من أول يناير وحتى نهاية أبريل الماضى، بلغت 46 مليون طن، بانخفاض نسبته 1.5% عن نفس الفترة من العام الماضى، التى حققت حمولات بنسبة 46.7 مليون طن. وقال نائب مدير إدارة التخطيط والبحوث فى هيئة قناة السويس، إنه رغم التراجع خلال الفترة الماضية، إلا أن معدلات مرور سفن الحاويات فى القناة، وهى العميل الأول للممر الملاحى المصرى، تشهد تحسنا تدريجيا فى أحجامها وحمولاتها". وأضاف:" إدارة القناة تسعى لجذب مزيد من خطوط الملاحة العالمية وتقديم مزايا لجذبها من قناة بنما". وقناة السويس التى يبلغ طولها 192 كيلومترا (120 ميلا) هى أقصر طريق بحرى بين آسيا وأوروبا، إذ تختصر 15 يوما من زمن الرحلة فى المتوسط. وقال الدكتور عبد الحميد صديق، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة قناة السويس فى اتصال هاتفى لمراسلة الأناضول: "أتوقع أن تشهد إيرادات القناة تحسنا تدريجيا فى مايو الجارى، لترتفع بنحو 3%، مقارنة بنفس الشهر من العام الماض، خاصة مع بدء تطبيق الرسوم الجديدة التى فرضتها إدارة القناة". ورفعت السلطات المصرية بداية الشهر الجارى، رسوم المرور عبر قناة السويس بنسبة تراوحت بين 2 إلى 5% لجميع أنواع السفن والناقلات المارة بالقناة، بهدف تعزيز الإيرادات، والتى تعد أحد أهم مصادر الدخل القومى فى مصر. وتمثل إيرادات قناة السويس أكثر من 10% من واردات العملة الصعبة، ومع تراجع احتياطى النقد أالجنبى بمصر إلى 14.4 مليار دولار بنهاية أبريل الماضى، تبرز أهمية قناة السويس وأدوات تعظيم إيراداتها.
