التجاري الدولي للتمويل CIFC تحقق محفظة عمليات تتجاوز 4.1 مليار جنيه خلال أول عام من التشغيل    نتنياهو: سنواصل السيطرة على غزة حتى لو وافقت حماس على اتفاق    الدوري المصري.. المقاولون العرب 0-0 حرس الحدود.. انطلقت المباراة    القبض على 5 طلاب تعدوا بالضرب على شخص أصيب بجرح قطعي في الإسكندرية    7 عروض أجنبية في الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    وزيرة التضامن تتابع العمليات الميدانية للحصر الوطني الشامل للحضانات على مستوى الجمهورية    رسالة مهمة من الإسكان للمتقدمين على شقق سكن لكل المصريين 7 (صور)    تخفيضات تصل إلى 50%.. موعد انطلاق معارض أهلًا مدارس 2025- 2026    نقيب الأطباء: نرحب بجميع المرشحين ونؤكد على أهمية المشاركة بالانتخابات    حكومة الأردن: مصر الشقيقة الكبرى.. والرئيس السيسى والملك عبد الله ضمانة أمن الإقليم    لجنة الحريات بنقابة الصحفيين تعلن تضامنها مع الزملاء بصحيفة "فيتو" بشأن بيان وزارة النقل    الاتحاد السكندري ل في الجول: تأجيل مكافأة الفوز على الإسماعيلي لما بعد مباراة البنك الأهلي    رغم قرار رحيله.. دوناروما يتدرب مع سان جيرمان    تقرير: رابيو يعرض نفسه على يوفنتوس    الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي ل 3 أشهر بعد شكوى الأهلي    محمد الشناوي غاضب بسبب التصرف الأخير.. مهيب يكشف تفاصيل حديثه مع حارس الأهلي في عزاء والده    195 عضوًا بمجلس الشيوخ يمثلون 12 حزبًا.. و3 مستقلين يخوضون الإعادة على 5 مقاعد في مواجهة 7 حزبيين    بعد تنفيذ حكم الإعدام.. شقيق «سفاح الإسماعيلية»: «الإدمان ضيعه ومقدرناش على مصاريف علاجه»    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    جامعة المنوفية الأهلية تتألق بأنشطة صيفية متنوعة لتعزيز مهارات طلابها    بعد ربع قرن، انتشال 3 قطع أثرية جديدة من أعماق البحر المتوسط بأبو قير    القصة الكاملة لتحويل بدرية طلبة للتحقيق: بدأت بتجاوزات وانتهت بمجلس التأديب    لو كنت من مواليد برج العقرب استعد لأهم أيام حظك.. تستمر 3 أسابيع    أحمد سعد يتألق في مهرجان الشواطئ بالمغرب.. والجمهور يحتفل بعيد ميلاده (صور)    أحدث ظهور لنادية الجندي بإطلالة صيفية جريئة على البحر (صور)    الصحة: نقل 3 مصابين من حادث طريق مطروح إلى مستشفيات جامعة الإسكندرية والعلمين النموذجي    خالد الجندى ب"لعلهم يفقهون": الإسلام لا يقتصر على الأركان الخمسة فقط    أسعار الفراخ اليوم الخميس 21-8- 2025 بأسواق مطروح.. الشامورت ب 120 جنيها    الجيش الروسي يحرر بلدة ألكسندر شولتينو في جمهورية دونيتسك الشعبية    فتح: مخططات نتنياهو للاجتياح الشامل لغزة تهدد بارتكاب مجازر كارثية    الرئيس اللبنانى: ملتزمون بتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد "المشروع الصيفى للقرآن الكريم" بأسوان    وكيل "تعليم الإسماعيلية" يتابع امتحان الشهادة الثانوية العامة الدور الثانى    وكيل صحة الإسماعيلية تفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيرى وتحيل المقصرين للتحقيق    الجامعة المصرية الصينية تنظم أول مؤتمر دولي متخصص في طب الخيول بمصر    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الخميس    البورصة المصرية تخسر 4.6 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    مستخدمًا سلاح أبيض.. زوج ينهي حياة زوجته ويصيب ابنتهما في الدقهلية    جامعة أسيوط تعلن مواعيد الكشف الطبي للطلاب الجدد    رئيس مركز القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع "إسرائيل الكبرى"    كيفية صلاة التوبة وأفضل الأدعية بعدها    تقرير: تطور مفاجئ في مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد    بينها إسقاط الجنسية المصرية عن مواطنين.. رئيس الوزراء يصدر 4 قرارات جديدة اليوم    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس يومي السبت والأحد.. هل تعود الموجة الحارة؟    في جولة مفاجئة.. عميد طب قصر العيني يطمئن على المرضى ويوجه بدعم الفرق الطبية    دار الإفتاء: سب الصحابة حرام ومن كبائر الذنوب وأفحش المحرمات    رفضه لجائزة ملتقى الرواية 2003 أظهر انقسامًا حادًا بين المثقفين والكتَّاب |السنوات الأولى فى حياة الأورفيلى المحتج    بداية عهد جديد للتنقل الذكي والمستدام چي پي أوتو تطلق رسميًا علامة "ديبال" في مصر    مديريات التعليم تنظم ندوات توعية لأولياء الأمور والطلاب حول البكالوريا    مدبولي: نتطلع لجذب صناعات السيارات وتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر    الداخلية: تحرير 126 مخالفة للمحال المخالفة لقرار الغلق لترشيد استهلاك الكهرباء    هل يوجد زكاة على القرض من البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    "عيب عليك ده الزمالك جزء من تاريخ بلدك".. أيمن يونس يوجه تصريحات نارية    برلماني يطالب بتطبيق الحد الأدنى للأجور على معلمي الحصة فوق 45 عامًا    أسعار البيض اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    نتنياهو يرفض مقترح الهدنة ويصر على احتلال غزة بالكامل    أخبار مصر: اعترافات مثيرة ل"ابنة مبارك المزعومة"، معاقبة بدرية طلبة، ضبط بلوجر شهيرة بحوزتها مخدرات ودولارات، إعدام سفاح الإسماعيلية    توسيع الترسانة النووية.. رهان جديد ل زعيم كوريا الشمالية ردًا على مناورات واشنطن وسيول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 06 - 2009


السلام عليكم
نحن نلتقى هنا فى يوم به توتر شديد بين الولايات المتحدة والمسلمين فى كل مكان، وجذور التوتر ترجع إلى ماضى كبير ووجود نزاع وحروب دينية، وقد زادت هذه التوترات بسبب الحقبة الاستعمارية التى حرمت البلدان الإسلامية من الكثير من الحقوق.
لقد تم التعامل مع البلدان الإسلامية بدون احترام لتطلعاتها، وبسبب العولمة والحداثة نظر المسلمون بعين العداء لأمريكا. كما استغل المتطرفون هذه التوترات، وكان لهجمات سبتمبر دور فى تصعيد هذه المشاعر، وكل هذا أدى إلى مزيد من عدم الثقة والخوف، وطالما أن علاقتنا تتحدد بالاختلافات، فإننا نزيد قوة من يسعون للكراهية ويرفضون السلام، ولكن علينا أن ندفع باتجاه مخالف.
لقد جئت إلى هنا إلى القاهرة لأسعى لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى، على أساس أن أمريكا والإسلام ليسا فى صراع، وإنما توجد بينهما مصالح مشتركة ومبادئ مشتركة مثل العدل والكرامة والتسامح.
أنا أحضر إلى هنا وأدرك أن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، وأعلم أن هناك الكثير من الجدل حول هذا الخطاب، ولكننى على قناعة بأننى إذا أردت أن أمضى قدمًا فعلينا أن نفتح قلوبنا ونقول كل ما بداخلنا، ولابد أن تكون هناك جهود لكى نستمع إلى بعضنا البعض كما يقول القرآن، إن علينا دائمًا أن نقول الصدق، وهذا ما أريد فعله، أن أتحدث بالحقيقة بأفضل الوسائل الممكنة وبالتواضع الكافى وبإيمان بأن ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا.
أنا أقول هذا كمسيحى، ولكن والدى يأتى من عائلة فيها كثير من المسلمين، وكنت أسمع فى إندونيسيا صوت الأذان، وفى حداثتى كنت أتعامل مع المسلمين كثيرًا وأعرف من التاريخ أن الإسلام حمل مشعل النور والعلم لمئات من الأجيال وهذا مشابه لعهد النهضة الأوروبية، وأن روح الابتكار والإبداع لدى المسلمين أنارت الحضارة فى العديد من المجالات، والحضارة الإسلامية أعطتنا مفاتيح التقدم فى الكثير من مجالات الثقافة، وعلى مر عصور التاريخ برهن الإسلام على روح التسامح الدينى والتجانس العرقى.
الإسلام كان جزءًا من حكاية أمريكا، فقد كانت أول دولة اعترفت ببلادى هى المغرب، وعند توقيع اتفاقية طرابلس قام ثانى رئيس لأمريكا بالتأكيد على عدم وجود أى خلاف مع العالم الإسلامى. والمسلمون الأمريكيون كانوا دائمًا مواطنين مهمين ولهم إنجازات كبرى ولهم أدوار فى قمة الأهمية لرفعة الولايات المتحدة، وعندما انتخب أول أمريكى مسلم للكونجرس استخدم المصحف، نسخة معينة منه، كانت لدى أحد المؤسسين الأوائل لبلادنا.
ولقد عرفت الإسلام فى ثلاث قارات قبل أن آتى إلى هنا، وأريد أن أحارب ضد كل الصور السلبية التى يظهر بها الإسلام حيثما ظهرت، وأشعر أن هذا من واجبى، ولكن نفس هذا المبدأ لابد أن ينطبق على تصورات المسلمين تجاه أمريكا، فعلى المسلمين أن يدركوا أن أمريكا ليست صورة الإمبراطورية العادية, فبلادنا تأسست على أساس المساواة وبذلنا تضحيات كبيرة لإقرار هذا الحق، ولقد صاغت بلادنا كل الثقافات فى كل الكرة الأرضية وكرسنا أنفسنا على أهمية خلق كيان واحد يتوحد من العديد من الأعراق والأجناس، وبهذا انتخبت أنا باراك حسين أوباما، وأننى لست حالة فريدة فى قصة حياتى، ولكنها فرصة ممنوحة لكل الملايين من المسلمين الذين يعيشون فى الولايات المتحدة.
والحرية فى أمريكا لا تختلف عن حق ممارسة الشعائر والعقائد، ولذلك توجد مساجد كثيرة جدًا فى بلادنا، ولقد كان هناك إقرار لحق النساء المسلمات فى ارتداء الحجاب، ولذا لابد ألا يكون هناك شك فى أن الإسلام هو جزء من أمريكا، وأمريكا تعترف بحق مشاركة الجميع فى تحقيق الطموحات القائمة على الأمن والأمان والعيش بكرامة.
بالطبع أن الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة هو البداية فقط، لأننا لا نريد الكلمات فقط لتلبية احتياجات مجتمعاتنا، ولابد أن نواجه التحديات المشتركة لتحقيق ذلك، ولقد تعلمنا من خبراتنا أن كل خطر يتهدد أى جزء فى العالم فإن هذا يهدد كل دول العالم، وهذا ما يعنيه أننا يجب أن نتشارك فى هذا العالم، وهذه مسئولية تقع على عواتقنا، وهى مسئولية صعبة على أية دولة وحدها أن تتحملها، وهذا ما يؤكده التاريخ أن أى نظام عالمى يرفع أمة بعينها فوق بقية الشعوب مصيره الفشل والاندحار، ولذا علينا أن نتبنى الشراكة الحقيقية لتحقيق أهدافنا المشتركة ومواجهة التحديات، وكل هذا لا يعنى أن نتجاهل مصادر التوتر بل على العكس علينا أن نواجه كل التوترات بشجاعة حقيقية، ودعونى أقول لكم إننى أستطيع أن أحدد قضايا محددة لابد أن نواجهها جميعًا.
قضية الحرب ضد أفغانستان ومواجهة التنظيمات المسلحة
القضية الأولى هى التشدد والتطرف والعنف بكل أشكالها، وأؤكد أن أمريكا لم ولن تكون فى حالة حرب ضد الإسلام، ولكننا سنعمل بدون كلل أو ملل للتصدى للمتشددين الذين يشكلون خطرا على الأمن، لأننا نرفض قتل الأبرياء، ومهمتى كرئيس لبلادى هو حماية الأبرياء، والمهمة فى أفغانستان لها هدف يتمثل فى ملاحقة القاعدة وطالبان منذ سبع سنوات.
ونحن لم نذهب باختيارنا ولكن مضطرين، وعلى الرغم من تبريرات البعض لهجمات سبتمبر فإن القاعدة قتلت الآلاف فى هذه الهجمات وكلهم أبرياء، سفكت دماءهم القاعدة بكل وحشية ورأت أن تعلن مسئوليتها عن هذا وصار أتباعها يحاولون توسيع نطاق أفكارهم، ولابد أن نتعامل مع هذا الخطر، نحن لا نريد إبقاء قواتنا فى أفغانستان ولا نريد قواعد عسكرية هناك ونحزن لخسارة جنودنا هناك وهذا أمر لا نريده ونتمنى أن نعيد قواتنا إلى بلادنا بكل فرح وسرور بمجرد أن نتأكد أن أفغانستان لن يكون فيها عنف مسلح، ولن تكون فيها قوى تريد تهديد أمننا القومى.
ونحن فى مهمتنا بأفغانستان نتحالف مع 46 دولة ورغم التضحيات والصعوبات لن نتراجع عن مواجهة هذا التهديد، فهؤلاء المتطرفون قتلوا الأبرياء وحتى المسلمين، والقرآن يعلمنا أن من يقتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وأن الدين الحنيف الذى يعتنقه أكثر من مليار شخص أكبر بكثير من الكراهية الضيقة التى يتبناها البعض.
ونحن ندرك أن الإسلام يدعو للسلام ونعرف أن القوة العسكرية وحدها لا تكفى لمواجهة المتشددين فى أفغانستان وباكستان، بل رصدنا المليارات من أجل المواطنين الأفغان لكى يسيروا فى طريق التنمية والتقدم.
قضية العراق:
على خلاف أفغانستان، فقد كان العراق حربًا لم نضطر إليها بل اخترناها، ولقد ذكرت الأحداث التى جرت فى العراق أمريكا بضرورة الاعتماد على الأساليب الدبلوماسية وكسب الأصدقاء والشركاء، وأننى أؤمن بأن حكمتنا لابد أن تنمو مع نمو قوتنا، وهناك مسئولية تقع على عاتق أمريكا لمساعدة العراق فى دخول مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين، ونحن لا نريد قواعد دائمة فى العراق ولا نريد مواردهم وسنترك لهم سيادتهم، ولذلك أمرت بسحب قواتنا فى وقت محدد، ونكتفى بالالتزام بالاتفاقيات المبرمة بحلول عام 2012.
ونحن سنساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتنمية اقتصاده وتطوير الحياة فيه، ولكن كعراق موحد له سيادة كشريك لنا ولن نقبل أن يعود العنف للعراق، فرغم صدمتنا فى أحداث سبتمبر إلا أننا أدركنا أن التصرف بخلاف قيمنا ومبادئنا يضر الجميع، ولقد حرمت بشكل كامل استخدام التعذيب وأمرت بإغلاق جوانتانامو بحلول العام المقبل، ولذلك فإن أمريكا ستدافع عن نفسها مع احترام سيادة الدول الأخرى وسيادة القانون، وسنؤدى هذا بروح الشراكة مع المجتمعات الإسلامية من أجل أن نتخلص جميعًا من المتطرفين فى العالم الإسلامى.
علاقة أمريكا وإسرائيل غير قابلة للكسر
الأمريكيون وعلاقاتهم القوية مع إسرائيل معروفة، وهذه الرابطة غير قابلة للكسر ومرتبطة باعتبارات ثقافية وتاريخية، ووجود وطن لإسرائيل والشعب اليهودى أمر محسوم لدى الولايات المتحدة، وأتحدث هنا عن المحرقة التى تعرض لها اليهود ومقتل ستة ملايين يهودى وأن إنكار هذه الحقيقة ينم عن الجهل والكراهية، وتهديد إسرائيل بالقضاء عليها هو خطأ خطير وفادح، ويثير فى أذهان اليهود أن السلام لن يتحقق، ولكن علينا أن نعترف بأن الشعب الفلسطينى عانى كثيرًا من أجل الحصول على وطن، وطوال ستين عامًا عانوا من النزوح والحرمان من الحياة الآمنة والسلام وتحملوا الإهانة اليومية بكل أشكالها.
أمريكا لن تدير ظهرها لأمانى الشعب الفلسطينى فى العيش بكرامة وبحقوق مشروعة، وعلى مر عقود كانت هناك مشاكل وانتهت الأمور بطريق مسدود، فهناك شعبان عانى كلاهما من ماض مؤلم، ومن السهل تبادل الاتهامات وأن يتهم كل شعب منهما الشعب الآخر، ولكننا إذا نظرنا إلى هذا النزاع من وجهة نظر واحدة فإننا لن نجد الحل إطلاقًا، ولذلك الحل الوحيد هو إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب فى أمن وسلام.
هذا الحل فى مصلحة إسرائيل ومصلحة الفلسطينيين ومصلحة أمريكا وكل الأطراف، ولذا سأتحرك بكل تفانى من أجل تحقيق هذا الهدف مع الالتزامات المفروضة على كل طرف من الطرفين بموجب خارطة الطريق، وعلينا أن نرقى جميعا إلى مستوى مسئوليتنا.
الفلسطينيون عليهم أن يتخلوا عن العنف ولا يقاومون من خلال العمل المسلح لأنه على مر قرون عانى الأمريكيون من العبودية ولكن لم يكن العمل المسلح هو الذى أعطاهم حقوقهم وإنما إصرارهم السلمى على نيل مطالبهم، وهذا ما حدث فى مناطق كثيرة من العالم، الجميع لابد ألا يتعاملوا بالعنف فى مقاومتهم، لأن هذا لا دليل على شجاعة ولا دليل على القوة ولا يمكن قبول إطلاق الصواريخ على المدنيين، وآن الأوان للفلسطينيين من أجل أن يطوروا قدرتهم على الحكم وخدمة الشعب، هذا للسلطة، وبالنسبة لحماس فعليها أن تدرك مسئوليتها لكى يكون لها دور فى توحيد الشعب الفلسطينى، وعليها أن تضع حدا للعنف وعليها أن تعترف بحق إسرائيل فى الوجود.
وعلى إسرائيل أن تعترف بحق الفلسطينيين فى الوجود، وأمريكا لا تقبل استمرار الاستيطان الإسرائيلى، لأن بناء هذه المستوطنات يعتبر انتهاكا للاتفاقيات السابقة وحان الوقت لوقف هذه الأمور، وعلى إسرائيل أن ترقى إلى مستوى مسئوليتها وتدرك أن الفلسطينيين من حقهم أن يعيشوا فى السلام، واستمرار الأزمة الإنسانية فى غزة وفقدان الفرص فى الحياة بالضفة لا يفيد إسرائيل ولا يصب فى صالح السلام، ولابد أن تتحرك إسرائيل باتجاه تحقيق ذلك.
وعلى الدول العربية أن تدرك أن المبادرة العربية كانت مهمة ولكنها ليست نهاية المطاف، وعلى الدول العربية أن تتحرك لمساعدة الفلسطينيين على كيفية إدارة مؤسساتهم تمهيدًا لإقامة دولتهم، ونحن سنساند كل من يريدون السلام ويتحركون فى اتجاهه، ونقول للجميع إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ولكن الكثير من المسلمين يدركون أن إسرائيل لن تختفى من الوجود وهناك فى إسرائيل من يعرفون حتمية إقامة دولة فلسطين.
كفى دموعا ودماء، وعلينا أن نعمل بمسئولية من أجل أن يأتى يوم ترى الأمهات فى كلا الطرفين أبناءهن فى سلام، وأن تكون القدس وطنًا دائمًا لأبناء الديانات الثلاث، وكما هى قصة الإسراء عندما صلى موسى وعيسى ومحمد، صلوا سويًا.
قضية البرنامج النووى لإيران:
أما القضية الرابعة والمثيرة للتوتر فهى مسألة السباق النووى، لقد كانت هذه القضية مصدر توتر بين أمريكا وإيران، وعلى مر سنوات تحدت إيران كل المطالب الدولية لها فى المجال النووى، وقد لعبت أمريكا دورا فى الإطاحة بحكومة إيرانية منتخبة، ولكن بعد قيام الجمهورية الإسلامية وقعت أعمال إيرانية.
نريد أن نتوقف عن التفكير فى الماضى والتحرك للأمام، والسؤال: ما هو الذى تريد أن تفعله إيران مستقبلاً؟ ونقول لها علينا أن نتصرف بشجاعة ومسئولية ونمضى قدمًا بدون شروط مسبقة، ومن الواضح الآن أننا وصلنا لنقطة حاسمة لضمان عدم اندلاع سباق تسلح نووى يسير بالعالم إلى نهاية خطيرة، وهناك بعض النقاد يقولون إن دولاً لها سلاح نووى ودولاً أخرى ليس لها، لكن أمريكا تريد عالمًا لا توجد فيه دولة تمتلك السلاح النووى، وأن أية دولة بما فيها إيران من حقها امتلاك التقنية النووية السلمية لو التزمت بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وأنا واثق أننا جميعا فى هذه المنطقة سنلتزم بهذا.
قضية تحقيق الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط:
الديمقراطية هى التحدى التالى، فأنا أعرف أنه كان هناك جدل كبير مرتبط بهذه القضية وارتباطها بالحرب على الإرهاب، ولا نريد أن تفرض دولة ما على دولة أخرى نظام حكم معيناً، ولكن الحكومات لابد أن تعبر عن إرادات شعوبها كذلك، ومن حق الشعوب أن تعبر عن نفسها، أمريكا لا تفترض أنها تدرك الأصلح لكل شعب، ولكن كل شعب من حقه أن يحقق أشياء محددة مثل الحرية فى التعبير والقدرة على إدارة الحكم والثقافة فى حكم القانون والمساواة، وأن تتعامل الحكومات بشفافية ولا تسرق من شعوبها، وهذه ليست أفكار أمريكا وقيمها وإنما هى حقوق الإنسان عموما ونحن سندعمها مهما كلفنا ذلك.
ولا يوجد خط مستقيم للوفاء بهذه الوعود، لكن الحكومات التى تحمى هذه الحقوق هى الأكثر استقرارًا وثباتًا، وأمريكا تحترم حق كل الأصوات السلمية طالما كان هناك التزام بحكم القانون، وتدعم كل حكومة تحترم شعوبها، لأن البعض يدافع عن الديمقراطية طالما هو خارج الحكم وعندما يصل إليه يقمع حقوق الآخرين، ولذا فإن كل من يملكون زمام السلطة عليهم أن يحترموا حقوق الأقليات والتصالح وحقوق الآخرين ووضع مصالح الشعوب فوق كل شىء لأن هذه مقومات الحكم الديمقراطى.
الحرية الدينية:
الإسلام لديه تاريخ يدعو للفخر، خاصة فى الأندلس وقرطبة، وقد رأيت هذا كطفل فى إندونيسيا عندما رأيت المسيحيين يمارسون شعائرهم بحرية فى بلد مسلم، وفى كل دولة لابد أن يختار الناس حريتهم الدينية بحقهم، ولكن هذه المبادئ تواجه تحديات لأن بعض المسلمين يرفضون إيمان الآخر وعقيدته رغم أن تنوع الديانات أمر مهم ويجب قبوله سواء للموارنة فى لبنان أو الأقباط فى مصر، والاختلاف بين الدين الواحد مثل السنة والشيعة يمكن أن يقود لأعمال خطيرة، ولكن علينا أن نؤمن بحرية الاعتقاد، وفى أمريكا هناك قوانين للتبرع الخيرى منعت المسلمين من ممارسة شعائرهم مثل فريضة الزكاة وسنحاول التعامل مع هذا الأمر، وفى أوروبا هناك تقييد لحرية الدين والشعائر وهذا أمر غير مقبول وعلينا أن نستفيد من الإيمان والدين فى التقريب بيننا، ونرحب بمبادرة الحوار الدينى ودور تركيا الريادى فى حوار الحضارات، لأن هذا يمد الجسور بين الشعوب سواء كان هذا فى جهود مكافحة الملاريا فى أفريقيا أو غيرها.
حقوق المرأة:
أنا أعرف أن هناك الكثير من الجدل الصحى، وأنا أرفض وجهات نظر البعض فى الغرب أن المرأة التى يفرض عليها الحجاب تخسر حقها، لكننى أقول إن المرأة التى تحرم من التعليم أيضا تخسر حقها، والمساواة للمرأة هى قضية شاملة مهمة فى العديد من الدول، وهناك كفاح من أجل المساواة فى العديد من الدول. وأنا أرى أن النساء لابد أن يشاركن فى بناء المجتمعات مثل الرجال، ولابد أن تتحرك البشرية بشقيها نحو تحقيق التنمية، لا أرى أن المرأة تختار نفس الاختيارات لكى تحصل على المساواة، ولكننا نرفض أن تجبر المرأة على أداء دور معين.
التنمية الاقتصادية والهوية الثقافية:
أريد أن أقول إنه إزاء العولمة والإنترنت فإنها أدوات لنقل المعرفة، لكنها قد تنقل العنف والإباحية، وكذلك التجارة لها ملامح إيجابية وسلبية، وهذا التغيرات تحمل الخوف من أن الحداثة والعصرنة قد تحرمنا من هوياتنا الثقافية ولا حاجة لخلق تناقض بين الهوية الثقافية والحضارة والتقدم، والمجتمعات الإسلامية يمكنها أن تحافظ على ثقافتها وهويتها بينما تنطلق فى طريق التنمية والحضارة، نحن نريد مشاركة أكبر فيما بيننا من خلال التعليم وتبادل المنح الدراسية.
مازال ينبض فى قلوب الملايين من الناس الإيمان بالآخرين وقدراتهم، وهذا ما أحضرنى إليكم هنا، فنحن لدينا القدرة على تشكيل العالم الذى نريده، وعلينا أن نتذكر ما قاله لنا القرآن من أن الخلق كان من شعوب وقبائل للتعارف، والتلمود يقول لنا إن التوراة خدمت هدفًا واحدًا وهو تعزيز السلام، والإنجيل يقول إنه يبارك صانعى السلام.
شكرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.