سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثقفون: "مرسى"يتجاهل دور مصر العربى ويمضغ الزلط لإسرائيل ولم يستنكر غاراتها على سوريا واقتحامها للأقصى ولم يرفض تصريحات "أوباما" بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.. ومصر تنسى دورها العربى لصالح الطائفية قالوا: بيان الرئاسة متأخر ولذر الرماد فى العيون...
عبر عدد من الأدباء والمثقفين عن غضبهم الشديد من موقف مصر المتأخر إزاء ما يحدث من اعتداءات على سوريا، فى حين أن دورها العربى بدأ يتلاشى بسبب انشغال رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، فى هموم جماعة الإخوان المسلمين ومشاكلها فقط، من أجل مشاريع طائفية فقط – على حد وصفهم – مستنكرين تأخر بيان رئاسة الجمهورية حول ما يحدث من اعتداءات على الجمهورية العربية السورية، مؤكدين أن البيان باهت ومتأخر لذر الرماد فى العيون، وأن ما حصلت عليه إسرائيل من الرئيس "مرسى" ومن حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أضعاف مضاعفة ما حصلوا عليه من النظام السابق والمخلوع "مبارك" وأن حكم "مرسى" فاجأهم بما لم يكونوا يتوقعونه من قبل. الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، قال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إنه فى كل حروب المصريين مع إسرائيل منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت إما أن تبدأ من سوريا، أو بالمشاركة بين سوريا ومصر، ولذا فإن السؤال الذى ننتظر إجابته هو هل نتوقع أن يقف "مرسى" إلى جوار إسرائيل؟، مضيفًا، أن هذا هو سؤال اليوم الذى لا يجب أن ننشغل عنه، فإسرائيل تضرب سوريا وأمريكا تبرر ذلك بأنها تدافع عن نفسها، وأنها تدمر شحنات من الأسلحة كانت سترسل لحزب الله، وكهذا يقول الرئيس الأمريكى، وإيران أعلنت إعلانًا دبلوماسيًا وهو أن الجيش السورى ليس فى حاجة لمشاركة جيوش أخرى، ولكنها مستعدة للتدريب فقط، روسيا لم نعلم موقفها حتى الآن، ومصر الجديرة بأن تكون صاحبة القول الأول فيما يتعلق بسوريا، صامتة.. صامتة جدًا على أن نتأكد أن الإخوان إذا كانوا لعبة أمريكا فهم على الأكثر حلفاء إسرائيل نرجو أن يكذبوا هذا الظن. وأضاف "رمضان" أقول هذا بالرغم من صدور بيان بلاغى متأخر من رئاسة الجمهورية وهو يذكرنى بالدور الذى قام به "مرسى" فى ذلك الصراع الذى حدث بين إسرائيل وحماس أول حكمه، واعتبرها أنصاره نصرًا كبيرًا على الرغم من أنها كانت تسليم جديد لإسرائيل بحق السيادة فى المنطقة، بيانه الآن لا يختلف عما فعله فى تلك الفترة، وعلى الرغم من أن "مبارك" كان الحليف الاستراتيجى لإسرائيل إلا أنها لم تلجأ لتخفيض استعداداتها العسكرية والدفاعية فى أيامه، ولكن منذ أيام أعلنت إسرائيل أنها ستخفض استعداداتها العسكرية الدفاعية لأنها لم تعد بحاجة إلى كل هذه القوات، وكأن "مرسى" ليس حليفًا إستراتيجيًا فقط بل أكثر من ذلك بكثير. وقال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن قادة العدو الإسرائيلى أن ما حصلت عليه إسرائيل من الرئيس "مرسى" ومن حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أضعاف مضاعفة ما حصلوا عليه من النظام السابق والمخلوع "مبارك" وأن حكم "مرسى" فاجأهم بما لم يكونوا يتوقعونه من قبل، وحتى "مرسى" فى حديثه فى قناة الجزيرة حول التعاون الأمنى والسياسى والاستراتيجى مع إسرائيل موجود منذ أيام النظام السابق، وما يجرى الآن هو مجرد استمرار له، لو أن أى محرر جيد لديه أرشيف حى، ورجع إلى أدبيات الإخوان سواءً فى أيام حسن البنا وحتى الآن، ولو عاد إلى تصريحات محمد مرسى نفسه عندما كان فى البرلمان ورئيسًا لحزب الحرية والعدالة، سيكتشف أن الجماعة لا عدو لها على الأرض إلا إسرائيل. وأوضح "القعيد" أن حكم الإخوان ضمن لإسرائيل أمرين أساسيين، تحييد حماس وإسكاتها، والعلاقة الدافئة والناعمة بين القاهرة وتل أبيب، ولذلك قررت إسرائيل اغتنام الفرصة، وطرق الحديد وهو ساخن، ورفعت شعار تبادل الأراضى بديلاً لحق العودة، وقالت أن تبادل الأراضى بين إسرائيل والعرب وليس الفلسطينيين فقط، ويبدو أن هناك فصول مخيفة فى العلاقة مع العدو قادمة، وأعتقد أن البيان المتأخر هو لذر الرماد فى العيون، ثم أن موقف مرسى من سوريا يتفق تمامًا مع موقف إسرائيل من سوريا التى تعتبر بشار عدوًا يجب رحيله، وهو مجرم بالفعل، رغم أن رحيله يمكن أن دون وجود بديل جاهز له يحول سوريا إلى دويلات. وفى نفس السياق، قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إن هذه ليست هى المرة التى تعتدى فيها إسرائيل على سوريا فى ظل وجود الرئيس محمد مرسى، موضحًا أن الغريب أنه فى زمن المخلوع محمد حسنى مبارك والرئيس الراحل أنور السادات كانت الرئاسة تصدر بيانًا تستنكر فى مثل هذه الاعتداءات وتدينها، ونتذكر أنه حينما هاجمت إسرائيل المفاعل النووى فى بغداد، عام 1981 أصدر السادات بيانًا أدان فيه بشدة هذا الاعتداء بالرغم من أن العلاقات مع العراق كانت منقطعة حينها. وقال "النمنم" الحقيقة الواضحة هى أن رئاسة الجمهورية "تمضغ" الزلط لإسرائيل أكثر من اللازم، فالرئيس مرسى استنكر وجود القوات الفرنسية فى مالى، ولم يستنكر الهجوم الإسرائيلى على سوريا، فالواضح أن مصر تنسى دورها العربى لصالح مشاريع طائفية صغيرة، فى حين أن الاعتداء على سوريا يمس الأمن القومى لمصر، وسبق أن كنا شركاء فى حرب أكتوبر 1973 و1967 وحينما وقع العدوان الثلاثى على مصر، استنكر السوريون ذلك بشدة. وأشار "النمنم" إلى أن فترة رئاسة الرئيس مرسى لم يحدث أن نستنكر الغارات الإسرائيلية على سوريا ولم نستنكر اقتحام المسجد الأقصى من الجنود الإسرائيليين ثلاث مرات ولم نستنكر أن أوباما قال فى زيارته لإسرائيل أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، موضحًا أن الرئيس غارق فى هموم الجماعة ومشاكلها فقط، ونتمنى أن يعامل مصر بنفس الاهتمام والحب الذى يعامل به جماعته.