بلغة الأرقام استغرقت مناقشات الموازنة فى مجلس الشعب 8 جلسات وتحدث من المعارضة 40 مستقلين و4 وفد وواحد عن كل من حزب الغد والأحرار الدستورى وأكثر من مائة نائب وطنى. ورغم أن العدد اكبر ممن تحدثوا الدورة الماضية إلا أن النائب الإخوانى حسين إبراهيم فيقول أن التعديلات التى قدمها أحمد عز على الموازنة إنحصرت فى رصف الطرق وبناء المدارس تجاهلت معظم مطالب اللجان بالمجلس والتى عقدت الكثير من الاجتماعات لمناقشة موازنة كل وزارة طبقا لاختصاص كل لجنة، واعدت تقارير بذلك وأضاف أن الموازنة يمكن اعتبارها مجرد بيان حكومى تم سلقه. ولم يخرج رد المجلس عن التجاهل كما يقول النائب الدكتور إبراهيم الجعفرى «فوجئنا ونحن نعرض التعديلات الخاصة بقانون ربط الموازنة أن الدكتور فتحى سرور يطلب من كل نائب أن يقصر حديثه على دقيقة واحدة فكيف يستطيع نائب أن يعرض تعديله للموازنة فى دقيقة واحدة». لقد شعرنا أن رئيس المجلس يريد استيفاء المناقشة من حيث الشكل دون الجوهر وعندما وجدنا المنصة فى استعجال قررت كتلة الإخوان سحب التعديلات احتجاجا. أما النائب الدكتور جمال زهران فيتساءل: هل يعقل أن يكون حجم الدعم المخصص لإسكان الشباب مليار جنيه ودعم المصدرين 4 مليارات جنيه؟. ويقول زهران لقد تمحورت مناقشات الموازنة من جانب الأغلبية فى العلاوة فقط وهذا أمر كان مدبرا له حتى يتم صرف انتباه النواب، ولا يتطرقوا للعجز فى الموازنة والدين وأوجه الإنفاق. ورغم تلك الاعتراضات نجد أن على عطوة نائب الأغلبية يدافع عن الموازنة ويعتبرها من «أعظم الموازنات» لأنها تضع وزير المالية فى اختبار صعب مع كيفية توزيع الموارد، رافضا اتهامات المعارضة. ويرى النائب المستقل علاء عبد المنعم أن الحكومة انحازت للطبقات الأكثر ثراء بدليل أن دعم المصدرين بلغ 4 مليارات جنيه فى حين بلغ دعم الصعيد 200 مليون جنيه والمناطق الصناعية 400 مليون جنيه والتأمين على الطلاب 230 مليون جنيه وإسكان محدودى الدخل مليار ودعم الأدوية وألبان الأطفال 182 مليون جنيه. مشيرا إلى أن الدعم الموجه لكل هذه البنود لا يمثل سوى 57 % من دعم المصدرين.