حوار يلا كورة .. قصة عبد الرحمن عيسى من لاعب طائرة في الأهلي لمعد أحمال منتخب تنزانيا

مع وصوله لعامه السادس وجد الطفل عبد الرحمن عيسى في لعبة كرة الطائرة بالنادي الأهلي رياضة مناسبة له بجانب دراسته التي لم يكن مجتهدًا بها.
عبد الرحمن الذي انضم للنادي الأهلي عام 1999 استمر بصفوفه لمدة 5 سنوات قبل أن ينتقل لنادي اتحاد الشرطة ويقضي ذات المدة ولكن إصابة بكتفه حرمته من استكمال مشواره في الطائرة.
وكذلك استكمال مشواره كحارس كرة قدم هاوي:"القانون كان يمنع أن أُقيد باتحاد لعبتين جماعيتين فكنت أُشارك كحارس مرمى هاوي وخضعت لاختبارات بنادي الزمالك عام 2002 وشاركت بدوري بيبسي وأُخترت كأفضل حارس مرمى في النسخة الثانية منها ولكن لم يكن هناك اهتمامًا بها كالنسخة الأولى فلم أنضم لأندية والإصابة أوقفتني".
وخلال تأهيله من الإصابة تعرف على سامح رجاء "أفضل طبيب تأهيل ومنذ حينها وأرغب في أن أكون مُعد بدني".
والتحق عبد الرحمن بكلية التربية الرياضية الموجودة بشارع الهرم في محافظة الجيزة:"ذاكرت من أول يوم في الكلية عكس ماكنت عليه أيام الصغر"، لينضم بعدها للعمل في الجهاز الفني لمنتخب المبارزة "السلاح" لمدة موسمين ونصف قبل أن يؤسس شركة هو وصديق له باسم "سبورت ميتر" للإعداد البدني.
ومع تأسيسه للشركة تولوا العمل في منتخب الطائرة عام 2017 وهو الأمر الذي كان مميزًا بالنسبة لهذا الشاب الذي بدأ حياته لاعبًا لكرة الطائرة:"كنت سعيد جدًا بالعمل مع لاعبين تدربت معهم في الصغر وشرفت بالعمل بفريق به أحمد صلاح فهو أسطورة باللعبة".
وخلال هذه الفترة تلقى عرضًا من اتحاد الخماسي الحديث للعمل كمعد بدني حتى جاءت نقطة التحول في مسيرته.. إيهاب جلال المدير الفني للمقاصة كان يرغب في تواجد جهاز طبي مُعين بالفريق؛ للمساعدة في إعداد اللاعبين بدنيًا بصورة كبيرة.
عبد الرحمن كان مسؤول الدعم الفني للجهاز في مصر فجلس مع إيهاب جلال حينها الذي أُعجب بقدراته وبفهمه لأصول مهنته فعرض عليه التواجد بالجهاز الفني للفريق الفيومي:"كنت مسؤولًا عن الدعم للجهاز ثم تواصل معي للتواجد معه بصورة رسمية في أهلي طرابلس والحمدلله أدينا مهمتنا على أكمل وجه".
لترشحه أحد شركات تحليل الأداء والإحصائيات لعماد النحاس المدير الفني لنادي المقاولون للتواجد معه بشكل رسمي:"أعتبرها بدايتي الحقيقية..الحمدلله عملنا بصورة جيدة وحققنا نجاحًا وحينما كانت تصلني عروضًا كنت أتمسك بالتواجد مع الجهاز الفني فسعيد جدًا وسطهم ولن أرحل سوى للتواجد بجهاز المنتخب الوطني أو النادي الأهلي".
وهو الأمر الذي تمسك به حتى بعدما رشحته الشركة ذاتها المتخصصة في الإحصائيات للمنتخب التنزاني بقيادة إيمونيكي:"كانوا يعملون معه قبل التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا ورشحوني أنا وزميلي علي للتواجد بالجهاز الفني ووافقوا وبدأنا المهمة حينما وصل الفريق لمصر".
عبد الرحمن كان على علم بعمله مع إيمونيكي في شهر مارس ليبدأ بالتنسيق مع الجهاز الفني والطبي التحضير لعمله بمعرفة اللاعبين المصابين، العائدين من الإصابات والذين يحتاجون لتأهيل.
وهو مابدأ به على أرض الواقع حينما جلس مع لاعب الزمالك وبرشلونة الأسبق إيمونيكي:"شرحنا له ماذا نعمل بالتحديد وفكرنا وقدرنا جدًا وأعطى لنا مساحتنا".
عبد الرحمن يرى في تواجده بالجهاز الفني لتنزانيا خطوة مهمة في مسيرته ولكنها ليست نهاية لطموحه ولكن تواجده بجانب إيمونيكي في الجهاز الفني "شرف كبير جدًا فهو لاعب أسطورة ومدرب قوي وأحدث طفرة بالفريق وصعد به بعد تأخر 28 سنة عن التواجد بالبطولة وعلى المستوى الشخصي قمة في الاحترام والأخلاق ويعطينا مساحتنا وتقدير وإن شاء الله نحقق شيئًا جيدًا".
ولكن ذلك لن يجعله يترك عماد النحاس وجهازه الفني بالمقاولون:"سأُشرف على الإعداد البدني للفريق خلال تواجدي مع الجهاز الفني لتنزانيا فاستأذنت إدارة الذئاب والجهاز الفني في ذلك ودعنا نرى ماذا سيحدث".
وأيًا كان ما سيحدث مستقبلاً للمنتخب التنزاني في البطولة إلا أن عبد الرحمن لم يكن متوقع قدر الاهتمام بتواجده هو وزميله علي بالجهاز الفني لمنتخب تنزانيا بداية من نشر الحسابات الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم خبرًا بذلك:"الاهتمام أسعدني جدًا وربما خوضنا أول لقاء أمام منتخب مصر جعلنا مثار اهتمام.. مواجهة بلدي في أول مباراة رغم كونه ودي كان إحساس غريب أسمع النشيد الوطني لبلادي وأنا بالجهاز الفني للفريق الضيف".
عبد الرحمن يؤمن بأهمية الدراسة لتطوير نفسه بمجاله؛ حيث سافر إلى معهد علوم الرياضة التابع لنادي برشلونة؛ حيث أضافت له الرحلة العديد من المفاهيم والمصلطحات بخلاف التحكم في الأحمال وقت ضغط المنافسات.