شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، في فعاليات المؤتمر الدولي الحادي والأربعين للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua)، والذي عُقد في مدينة ساو باولو بالبرازيل خلال الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر 2025، تحت عنوان: "نُظم صحية شاملة: مواجهة التحديات بالتكنولوجيا والإنسانية"، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء وممثلي الهيئات والمنظمات الصحية من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة سبل تعزيز جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى من خلال دمج الابتكار التكنولوجي بالقيم الإنسانية في الأنظمة الصحية الشاملة. وقدم الدكتور أحمد طه عرضًا بعنوان: "رحلة مصر الريادية نحو الجودة والاعتماد: مؤشرات وطنية وجودة مستدامة للرعاية الصحية"، استعرض فيه التجربة المصرية الرائدة في بناء منظومة اعتماد وطنية متكاملة تستند إلى معايير دولية معترف بها، وكذلك الجهود الوطنية لترسيخ مفاهيم الجودة والاستدامة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، بما يضمن سلامة المريض ورضاه، ويعزز من مكانة مصر كأحد النماذج الإقليمية والدولية في الإصلاح الصحي. وخلال كلمته، أكد رئيس الهيئة أن مفهوم الجودة في الرعاية الصحية ليس جديدًا على مصر، بل هو راسخ في جذور الحضارة المصرية التي سبقت العالم في تنظيم الطب كعلم موثّق منذ أكثر من سبعة آلاف عام، مستشهدًا بالبرديات الطبية المصرية القديمة، مثل بردية "إدوين سميث"، التي وثّقت أكثر من 48 حالة طبية تم علاجها وفق بروتوكولات دقيقة منذ عام 1600 قبل الميلاد، وهو ما يُبرهن على تجذّر مفاهيم الجودة وسلامة المرضى في الهوية المصرية منذ فجر التاريخ. وأوضح أن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) تمثل اليوم امتدادًا لهذا الإرث الحضاري، وتُعد الركيزة الأساسية لضمان الجودة وسلامة المرضى ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى الإنجازات غير المسبوقة التي حققتها الهيئة في فترة زمنية قصيرة، والتي شملت: - اعتماد 613 منشأة صحية على مستوى الجمهورية، تشمل مستشفيات، ووحدات رعاية أولية، ومراكز تخصصية. - تنفيذ 4,954 زيارة تقييم ومتابعة ميدانية لضمان استمرارية تطبيق المعايير وتحسين الأداء. - تنظيم 192 برنامجًا تدريبيًا لبناء القدرات ورفع كفاءة الكوادر الصحية، استفاد منها أكثر من 17,850 متدربًا. وأشار الدكتور طه إلى أن حصول الهيئة على الاعتماد الدولي الكامل من ISQua-EEA كأول هيئة في إفريقيا والشرق الأوسط يتم اعتمادها على مستوى المعايير، وبرامج التدريب، ونظم التقييم الخارجي، قد عزز من ثقة المجتمع الدولي في المنظومة المصرية للجودة الصحية. كما استعرض مشروع الهيئة القومي "مؤشر مصر الوطني للجودة – MOASHIR MISR"، الذي يُعد أول منظومة وطنية موحدة لمتابعة مؤشرات الأداء والجودة في المنشآت الصحية، من خلال 28 مؤشرًا رئيسيًا تُطبق على ثلاث مراحل. وأوضح أن المشروع قيد التنفيذ حاليًا، وسيتم الإعلان عن نتائجه خلال العام المقبل، بما يشكل خطوة نوعية نحو حوكمة الأداء وتعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع الصحي. وفي سياق متصل، أشار رئيس الهيئة إلى اتساع نطاق التعاون الدولي، من خلال توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الدول الشقيقة، بهدف تأهيل الكوادر الصحية وبناء نظم اعتماد وطنية، بما يُعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز في جودة الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي ختام كلمته، أكد الدكتور أحمد طه أن شراكة الهيئة مع الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua) تمثل بوصلة للتميّز العالمي، مشددًا على أهمية الربط بين معايير الاعتماد الوطنية، والتحول الرقمي، والاستدامة البيئية كركائز لتحقيق رعاية صحية آمنة وعادلة ومستدامة لجميع المواطنين، مشيرًا إلى أن ما تحقق من إنجازات يعود إلى الدعم القوي من القيادة السياسية ووعي الدولة بأهمية الجودة كأداة رئيسية للإصلاح الصحي في إطار رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة التي عُرضت فيها التجربة المصرية شهدت أيضًا مشاركة ممثلين عن جهات اعتماد دولية من الهند وكوريا الجنوبية واليابان والمكسيك، مما أتاح نقاشًا ثريًا أمام حضور واسع من المهتمين بجودة الرعاية الصحية من مختلف دول العالم. وعلى هامش المؤتمر، عقد الدكتور أحمد طه عددًا من اللقاءات الثنائية المهمة، من بينها: لقاء مع رئيس ISQua، الدكتور Ezequiel Garcia Elorrio، والمدير التنفيذي للجمعية، الدكتور Carsten Engel، بالإضافة إلى لقاء مع الدكتورة Leslee Thompson، المدير التنفيذي لهيئة الاعتماد الكندية (Accreditation Canada). وأشاد جميعهم بالتجربة المصرية في اعتماد جودة الرعاية الصحية، وبالخطوات العلمية والمهنية التي اتبعتها الهيئة، فضلًا عن برامج التدريب التي تم تنفيذها لبناء كوادر مصرية مؤهلة دوليًا في مجال الجودة الصحية.