في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ركن الحافلة أو Parking The Bus المصطلح الذي يطلق علي الخطة الدفاعية بتنظيم عالي جدا يجعل الذهاب في رحلة قمرية والعودة مرة أخري للأرض أسهل كثيرا من الوصول لمرمي فريق يتبع تلك الخطة والتنظيم. فاز برشلونة علي أتليتكو مدريد بثنائية في مباراة إعتاد فيها برشلونة أن يلعب أمام أتليتكو منقوصا ..مهلا هل هذا سبب تفوق برشلونة علي أتليتكو مدريد ؟ بمعني أدق هل لو إستمر توريس في الملعب كان بإمكان برشلونة العودة مرة أخري ؟ دعنا نجيب بشكل غير مباشر ريال مدريد سجل الهدف الثاني في برشلونة وهو يلعب بعشرة لاعبين. هل تعلم أن ركن الحافلة سيعني بالضرورة أنك ستتعرض لإنذارات وفي حالات أخري أنت معرض للطرد ..حقيقة ربما يجمعها هواة الإحصائيات ولكن بشكل طفيف يكفي أن نقوم بحصر حالات الطرد التي حدثت في تشيلسي وأتليتكو وإنتر ميلان أمام برشلونة تحديدا. لا أعلم إن كان برشلونة مع إنريكي قد فشل في تسجيل هدف في الشوط الأول لمباراتين متتاليتين أم لا ولكن بالتأكيد كان هناك عطبا كبيرا يسمح لأتليتكو بركن حافلته دون الشعور بأي قلق ..هذا العطب بدأ أمام ريال مدريد وأخذ وقتا طويلا أمام أتليتكو كي ينجح إنريكي في معالجته أو بالأدق ( تذكره ). نهاية ركن الحافلة أسلوب 4-5-1 والذي يتحول إلي 5-4-1 بدأ مع مورينيو في إنتر لمواجهة زحف برشلونة نحو دوري الأبطال ..الأمر كان متغيرا بين نادي وأخر في فلسفته فهناك من كان يفضل أن يلعب بلاعبي وسط يميلون للدفاع ( كوادرادو وساندرو مع أليجري ) أو لاعبي وسط متوازنين ( كوكي وأردا توران مع سميوني ) مهاجمين يرتدون للدفاع ( إيتو وباندييف مع إنتر مورينيو ). الجميع كان يرتد من اجل خلق كثافة دفاعية في عمق الملعب وإجبار برشلونة أو بايرن بعد ذلك علي اللعب للأطراف وحتي خطة زيدان نفسها التي قيل أنها بخط يده كانت تعتمد علي نفس الفكرة ..رائع أليس كذلك ؟ بالتأكيد كان الأمر رائعا عندما كان هوس الإختراق بالعمق أو السبيل المفضل أو بالأحري السبيل الوحيد نحو مرمي منافسي برشلونة أو بايرن ولكن الأمر تغير كثيرا حاليا ..السبب ( لويس سواريز ) ( ليفاندوفسكي ). تواجد رأس حربة في تشكيلة الفريقين جعلا هناك سلاحا جديدا يجعل من مواجهة ركن الحافلة أمرا ليس بصعوبة الماضي لإنك في النهاية عندما تصل سترسل كرات عرضية ولديك من يجيد إستغلالها ولعل مباراة بايرن ويوفنتوس في إياب دور ال 16 خير دليل ( هدفي ليفاندوفسكي ومولر ). الأمر الذي كان سيئا في الكلاسيكو الماضي كان يتوقف عند لاعبين ( داني ألفيس ) أولا و ( راكتيش ثانيا ) فالثنائي لم يستغلا توغل ميسي للعمق وبالتالي كانت هناك مساحة أكبر لأطراف الملعب لإرسال عرضيات داخل عمق منطقة الجزاء. كان الأمر مخالفا لسياسة البرسا قديما ولكن في الموسم الماضي والحالي بات هذا الأمر غير صحيح فمع تواجد سواريز داخل منطقة الجزاء بات الإعتماد علي العرضيات شكلا مكملا ولا يتنافي مع تقاليد أسلوب لعب برشلونة. هل تريد دليلا ماديا .. أكثر المحاولات خطورة علي مرمي اتليتكو مدريد في الشوط الأول كانت من عرضية ألفيس ( تحديدا ) إلي رأس نيمار ..هدفي برشلونة من كرات عرضية في داخل منطقة الجزاء .. الغريب في الأمر أن مرتان كان قرار ميسي فيهما أن يلعب الكرة للعمق عوضا عن تمرير الكرة لألفيس الخالي تماما من الرقابة. إختراق الحافلة by ayman100100 الأمر الذي يجب أن يلاحظ أن عدد لاعبي أتليتكو مدريد ضعف عدد لاعبي برشلونة داخل منطقة الجزاء ورغم ذلك يسجل برشلونة من ( داخل الحافلة ) .. هل الأمر جديدا ؟ لا. الجديد أن فرق مثل برشلونة وبايرن ممن تعتمد علي الأسلوب الهجومي والإختراقات من العمق هي من باتت لديها عناصر تؤدي مثل هذا الدور أما قديما فسيميوني نفسه ومورينيو كانا يملكا نفس الحل ( توريس وقتها كان يلعب مع تشيلسي ..دييجو كوستا مع أتليتكو ) ورغم تقدم تشيلسي في الإياب بهدف إلا أن رد أتليتكو بثلاثية في ستامفورد بريدج من نفس السلاح ( عرضيات ) علي أقصي طرف الملعب ثم العودة للعمق. تدخل إنريكي بالتغييرات وإخراج ثلاثي الوسط تباعا ( راكتيتش وبوسكتس وإنيستا ) أضفي طاقة أكبر علي إستخلاص الكرة بشكل أسرع حتي لا يخرج وسط أتليتكو الملتحم تماما مع دفاعه من منطقة الجزاء. تشكو دائما من الطرد ..هل هناك علاقة واضحة بين ركن الحافلة والطرد ؟ نعم بالتأكيد أنت لا تترك لمنافسك ممن يمتلك الكرة الفرصة كي يتنفس تصبح أشبه بالتوأم الملتصق له وبالتالي مع أي حركة تمويه تضطر لإعاقته لإن خروجك من اللعبة يعني ثغرة في المنطقة التي لا يجب أن تحدث فيها ثغرات ( العمق ). هناك ميزة أخري إفتقدها برشلونة أمس وكانت تصبح أكثر تأثيرا خاصة لو لعب أتليتكو مدريد بكامل لاعبيه ألا وهي ( أن يعود ميسي مرة أخري لطرف الملعب ) ( تذكر هدف برشلونة الأول في يوفنتوس ) ( نيمار وميسي جناحين ) إنيستا وراكتيتش في قلب منطقة الجزاء. أخيرا .. إن أدرت أن تضع سؤالا وأنت لا تعرف إجابته ربما تصبح أنت ضحية سؤالك. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا