في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. فاز برشلونة علي أتليتكو مدريد المنهك والذي قابل الريال قبل 96 ساعة فقط ..ليس تقليلا من فوز برشلونة ولكن الحقيقة أن اتليتكو كان منهارا بدنيا بسبب ..لا ليس بسبب مواجهة الريال فقط فهناك سببا أخر جعل برشلونة يقدم هذا الأداء الجمالي وهناك توظيفا جديدا ( خطرا ) ولكنه فتح الطريق أمام نسخة M.S.N. ميسي ..سواريز ..نيمار هم ال msn سجلوا اهداف المباراة الثلاثة وكانوا متألقين ومتناغمين لأقصي درجة وربما هي المباراة الأفضل لهم سويا خاصة وانها أتت امام منافس قوي وربما لإنه للمرة الأولي يتم تنفيذ الخطة حرفيا والعودة لشكل كلاسيكي في توظيف رأس الحربة. للمرة الأولي منذ عدة سنوات أشعر بأن دفاع برشلونة في حالة تركيز خاصة في الكرات العرضية التي ينتجها أبناء سيميوني .. بل المهم أن السيطرة الإيجابية في وسط الملعب عادت وكانت كما أسلفت سببا في توهج ثلاثي الهجوم ..السبب تدركه في السطور المقبلة . سيناريو المباراة: لعب إنريكي حرفيا علي 4-3-3 .. ألبا وماسكيرانو وبيكي وألفيش في الدفاع أمامهم بوسكتس ثم الثنائي إنيستا وراكتيتش حلف الثلاثي ميسي ونيمار علي الأطراف بينهم سواريز كرأس حربة صريح. في المقابل لعب سيميوني 4-4-2 بشكل صريح .. خوانفران وجودين وخيمنيز وخيميز في الدفاع ..ثنائي إرتكاز تياجو وجابي وعلي الأطراف لعب كوكي وأردا توران ولعب الثنائي جريزمان ومانذوكيتش كثنائي هجومي. بدون رأس حربة وهمي ..بدون بعض التعديلات الإجبارية التي تتطلب أن يجنح سواريز للخارج ليدخل ميسي في العمق ويلعب دوره المحبب ..بدون أن تدور الكرة حول كوكب ميسي ليحرز عاد برشلونة في نسخة أفضل والسبب بسيط جدا. قبل أن نشرح السبب وأفضلية الأداء أمس لبرشلونة علينا أن نسترجع ..لماذا كان برشلونة سيئا ؟ الإجابة في الفقرة السابقة إضافة إلي غياب راكتيش واللعب من وضع ثابت في أحيانا كثيرة بالإضافة كما قلنا لفرض الرقابة اللصيقة علي ميسي والتحركات التي لا طائل منها كي يحرز محبوب برشلونة هدفا. عندما تعتمد علي فتح الملعب علي مصراعيه كما فعل إنريكي بالأمس فأنت تواجه مشكلة زيادة المساحة بين رأس الحربة ( سواريز ) وبين الأطراف (نيمار وميسي ). عندما تجعل ميسي ونيمار قريبين بشكل أقرب للداخل بالقرب من سواريز ..تصبح المشكلة في أن الثلاثي بات في العمق من وضع أقرب للثبات وبالتالي الحلول ستأتي فقط من الأطراف الفيس وألبا وهنا تكتشف عدم تواجد أطوال في الكرات العرضية وتصبح ال cut back هي السبيل الوحيد لإحراز هدفا. إذن أين الحل ؟ ..الحل كان في إتاحة المساحة والوقت اللازمين لنيمار وميسي لبدء اللعب وتخفيف الرقابة المفروضة عليهم من قبل ( خوانفرن وكوكي وأردا وخيميز ) مع عدم ترك سواريز وحيدا كرأس حربة ..مازلت تنتظر الحل. الحل ببساطة كان في دفع راكتيش وإنيستا للعب خلف سواريز من العمق .. ومع تواجد ميسي ونيمار عند خط التماس مباشرة ومع مساحة ملعب الكامب نو الرهيبة كان لزاما علي أتليتكو الخيار بين ترك عمق الملعب وحيدا برجوع تياجو وجابي للإلتصاق بخط الدفاع أو فتح مساحة الملعب العريضة بالمراقبة اللصيقة للرباعي المتحرك ( إنيستا-راكتيش-ميسي –نيمار ). ليس هذا فحسب تواجد ألفيس أوألبا لتغطية المساحة الناتجة عن تقدم راكتيش وإنيستا كان ضروريا وبذلك لا يفقد خط الوسط قدرته العددية مع قدرته علي إستعادة الكرة مبكرا أو منع الهجمة لمحاربي أتليتكو . هل كل ما يقال أو يكتب صحيحا ؟ ..الفيديو التالي ربما يفتح لك الرؤية كما فتح الطريق أمام ميسي - سواريز- نيمار.. شاهد دور إنيستا وراكتيش : أهم شىء حدث وربما يعيد برشلونة لسابق عهده هو أن يقتنع ميسي بلعب دور الجناح الذي وهو ما تحدثت عنه في الموسم الماضي من أجل إجباره علي بذل مزيد من الجهد ومع تواجد راكتيش بجواره سيمنحه هذا وقتا كافيا للإستلام دون التعرض لإصابات. ثاني اهم شىء هو قيام سواريز أخيرا بدوره الذي أشتراه من أجله برشلونة فليس من المعقول أن تعطيه دورا علي الورق وفي الملعب يتم شيئأ أخر ..كارثة الإستغناء عن إبراهيموفيتش كادت تتكرر. مع ما تم ذكره ستتاح للورقة الثالثة نيمار قدرته علي الإستعراض وإستفزاز المنافس والذي ربما يخدم برشلونة من خلال طرد احد أحد اللاعبين للمنافس .. ولكنه في نفس الوقت ربما يعرضه لكارثة من خلال إصابة نيمار نفسه. كلما برعت في خطة وتكتكيك حاول أن تجد ثغرة أخري قبل أن يكشفك المنافس وبذلك ستجد في كل مرة طريقك للمرمي دون عناء مع ضرورة ألا تنسي شيئا هاما ..الحركة بدون كرة والأهم أين ومتي تتحرك بدون كرة. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك