يدخل النادي الاهلي ظهر الاربعاء مباراته في نصف نهائي كأس العالم للاندية المقامة حاليا في اليابان امام كورينثيانز البرازيلي بآمال تحقيق افضل انجاز في تاريخ الكرة المصرية. وينطلق اللقاء في تمام الساعة ال12:30 ظهرا بتوقيت القاهرة وسيكون مذاعا على الهواء مباشرة عبر الجزيرة الرياضية 8+. وكان الاهلي قد تأهل لهذا الدور بعد فوزه على هيروشيما الياباني مستضيف البطولة في دور الثمانية بنتيجة 2-1، فيما تأهل كورينثيانز مباشرة الى هذا الدور طبقا لنظام البطولة الذي ينص على ان يبدأ بطل امريكا الجنوبية وبطل اوروبا مشوارهما بداية من الدور قبل النهائي. الاهلي عينه على افضل انجاز في تاريخ الكرة المصرية منذ ان سطعت شمس كرة القدم في مصر في بداية القرن العشرين، لم تحقق الفرق المصرية سواء على مستوى الاندية او مستوى المنتخبات في مختلف الاعمار، سوى انجازين فقط هما برونزية كأس العالم للشباب في نسخة عام 2001 والتي حققها منتخب المدير الفني شوقي غريب، والانجاز الثاني كان برونزية النادي الاهلي نفسه في مونديال الاندية لنسخة 2006 باليابان والتي حققها فريق المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه. بخلاف هذين الانجازين، لم تشهد الكرة المصرية رغم مرور اكثر من عقد كامل على ممارستها اي انجازات اخرى، ولكنها الان في اختبار جاد لتحقيق ما سيسمي بأفضل انجاز لها عبر التاريخ. وسيكون المعني بهذا الاختبار هو النادي الاهلي مرة اخرى، والذي يملك فرصة لتسطير اسمه بحروف من فضة او ذهب اذا تمكن من تجاوز عقبة كورينثيانز البرازيلي صباح الاربعاء والتأهل لنهائي البطولة الاكبر للاندية في العالم. الاهلي يعتبر حاليا في افضل فتراته المعنوية خاصة في ظل تحقيق الفريق لما يشبه الاعجاز في كرة القدم، فالفريق الاحمر الذي توقف تماما عن لعب كرة القدم بداية من شهر فبراير الماضي عقب مجزرة بورسعيد الشهيرة، تمكن من الاعتماد فقط على المباريات الودية من اجل حصد لقب دوري ابطال افريقيا والتأهل لمونديال الاندية. والمثير اكثر ان الاهلي حقق اللقب الافريقي خارج مصر وفي تونس على وجه التحديد، كما تمكن من هزيمة بطل الدوري الياباني على ارضه ووسط جماهيره. لا خلاف ان الاهلي عاني بشكل واضح على المستوى الفني امام هيروشيما خاصة في ظل شن الفريق الياباني للعديد من الفرص التي كانت لتكفل له نتيجة اللقاء ولكن لاعبي الاهلي تمكنوا من تعويض هذا الفارق الفني بالعزيمة والاصرار وقبل كل هذا توفيق الله سبحانه وتعالي بكل تأكيد وهو ما ظهر واضحا في الفرصة "التاريخية" التي اضاعها هيساتو ساتو مهاجم هيروشيما في الدقيقة 80 من عمر اللقاء. صعود الاهلي للدور قبل النهائي لم يكن مجانا او بدون تضحيات، فالفريق خسر نجمه الاول مؤخرا حسام غالي بعدما تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي امام هيروشيما مما سيبعده لأكثر من 4 شهور عن الفريق. ومنذ انتهاء مباراة هيروشيما، دخل حسام البدري المدير الفني للفريق الاحمر في حيرة ذهنية عن بديل غالي امام كورينثيانز، ويبدو انه بعد 48 ساعة من التفكير العميق، اصبح رامي ربيعة هو مرشح البدري الاول للبدء امام بطل كوبا ليبرتادوريس. ولا خلاف ان البدري سيواصل اعتماده على طريقته الناجحة مؤخرا وهي 4-2-2-2 والتي تمكن بها من مباغتة الترجي في تونس قبل ان يواصل انتصاراته بها امام بطل الدوري الياباني، حيث اظهرت هذه الطريقة تناسبا واضحا مع قائمة الفريق الاحمر خصوصا مع التكتيك الهجومي الذي تنوع ليكون من على الاطراف وايضا من داخل عمق الملعب وهو ما تناولناه في اخر حلقة من تحليل ع الطاير. كورينثيانز وحلم معادلة رقم برشلونة على الجانب الاخر، يملك كورينثيانز طموحه واحلامه هو الاخر والتي يأتي على رأسها معادلة رقم برشلونة في عدد مرات الفوز بالبطولة حيث ان الفريق الاسباني هو الوحيد حتى الان الذي فاز بها مرتين، فيما تمكن كورينثيانز من خطف البطولة مرة واحدة وكان ذلك في اول نسخة لها بنظامها الجديد عام 2000. وربما يكون كورينثيانز هو بطل امريكا الجنوبية بعد فوزه بكوبا ليبرتادوريس الاخيرة على حساب العملاق الارجنتيني بوكا جونيورز، ولكن مستوى الفريق الذي فاز بهذه البطولة خلال شهر يوليو الماضي يختلف تماما عن مستوى الفريق الحالي. فكورينثيانز مر بفترة هبوط شديدة جعلته ينهى الدوري البرازيلي في المرتبة السادسة وهو الفريق الذي كان قد اقتنص اللقب في الموسم الماضي. بل يكفى العلم ان المباراة الاخيرة لكورينثيانز في موسم العام الجاري خسرها امام بدلاء ساو باولو بنتيجة 1-3 وهي النتيجة التي جعلت الصحافة البرازيلية تسخر من الفريق قبل ترحاله لليابان للمشاركة في المونديال. وبعيدا عن المشاكل الصحفية، من المنتظر ان يواصل تيتي المدير الفني للفريق اعتماده على طريقة 4-2-2-2 ايضا والتي نجح من خلالها من الفوز بكوبا ليبرتادوريس، وسيكون من المثير مشاهدة ما الطريقة التي ستنتصر 4-2-2-2 الاهلي ام 4-2-2-2 كورينثيانز.