سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. حكاية رؤساء مصر مع «الفلاحين».. «نجيب» التقط أول صورة معهم عام 1953.. «ناصر» منحهم أراضي الإقطاعيين.. «السادات» قربهم منه.. «مبارك» استعان بفلاحين «أمن دولة».. ومزارعون «خصوصي» ل«المعزول»
ما أن يقترب موسم الانتخابات إلا وتنهال الوعود على الفلاحين، ويحرص كل مرشح- برلماني كان أم رئاسي- على التصوير معهم، وخطب ودهم، واعدًا إياهم بتحقيق الأماني والأحلام، ونقلهم من شظف العيش إلى حياة الرفاهية، وفور حصول المرشح على أصواتهم، وبمجرد جلوسه على الكرسي، ينسى ما وعد به الفلاحيين الذين ينطبق عليهم المثل «في أفراحكم منسية وفي حزنكم مدعية». محمد نجيب أول رئيس حكم مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 حرص على التصوير مع الفلاحين، والتقطت أول صورة له معهم عام 1953، بعد أقل من عام واحد على توليه المسئولية، كما حرص على التقرب منهم، ومنحهم العديد من الحقوق، التي يستحقونها عن جدارة، وأصدر قانون «الإصلاح الزراعي» مبكرًا في 9 سبتمبر 1952، لكن كان إعفاءه من منصبه حال دون تحقيق هذا القانون. ناصر الفلاحين بعد إعفاء محمد نجيب من الرئاسة، جاء عبد الناصر إلى سدة الحكم، وطبق قانون «الإصلاح الزراعي» الذي ينص على تحديد الملكية الزراعية وأخذ الأرض من كبار الملاك وزعت على صغار الفلاحين المعدمين في تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان ل50 فدانًا للملاك القدامى، وعرفت هذه التعديلات بقانون الإصلاح الزراعي الأول والثاني. كما أنشأ عبد الناصر جمعيات الإصلاح الزراعي لتتولى استلام الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم وتوزيع باقي المساحة على الفلاحين الإجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من إجراء لملاك، وصاحب هذ القانون تغيرات اجتماعية بمصر ورفع الفلاح المصري قامته واسترد أرضه وأرض أجداده الذي حرم من تملكها آلاف السنين. السادات والفلاح رحل عبد الناصر وتولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقاليد الحكم، وظل الإصلاح الزراعي وقانونه كما هو، مع إدخال العديد من التعديلات عليه لصالح الفلاحين، وصغار الملاك، كما عمل السادات على التوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية عقب الانتصار في حرب أكتوبر، وأدخل وسائل الإنتاج الحديثة في الزراعة. والعلاقة بين السادات والفلاح لا تحتاج إلى دليل لمعرفة متانتها، فالسادات كان يفخر دائما بأنه «فلاح»، وكان يحرص على الجلوس على الأرض مع أبناء قريته «ميت أبو الكوم» كلما زار القرية، والتقط العديد من الصور التي تعبر عن التباسط معهم والتقرب منهم. فلاحين مبارك «أمن دولة» ورغم تعديل القوانين الزراعية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتحولت ملكية الأرض للفلاح إلى ملكية قانونية كاملة، ليستطيع الفلاح المصري المالك لحيازة بالإصلاح الزراعي أن يبيع ويشتري ويزرع ما يشاء بعد أن فقد هذه الحقوق لعقود، إلا أن مبارك عزل نفسه عن الفلاحين، واقتصرت علاقته معهم على المناسبات السنوية حتى عام 2005 عندما قرر الترشح لفترة رئاسية سادسة، وهنا قام بعمل «نيولوك» واستعان بفلاحين «أمن دولة»، حسبما أشيع وقتها، لتلتقط له عدسات المصورين صورًا له وهو يحتسي الشاي مع إحدى عائلات المزارعين في أحد الحقول، وهو جالس على «الكنبة» الشهيرة. «المعزول» والمزارعين ورغم أنه لم يمكث سوى عام واحد في الحكم، إلا أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان أكثر الرؤساء حرصا على الظهور وكأنه المدافع الأول عن الفلاحين، وعلى طريقة سلفه «مبارك» استعان المعزول بفلاحين من «طراز خاص»، في زيارته لإحدى مزارع مدينة برج العرب بالإسكندرية، وأسهب في وعوده وقراراته لحماية وإنصاف المزارعين، ولكن تبين أن معظم هذه القرارات مجرد «طق حنك»، كما يقول الشوام.