صدر للكاتب الدكتور محمد حسين أبو العلا كتاب "التراجيديا الإسلامية.. فلسفة الدين والدم"، عن مركز المحروسة للنشر في 134 صفحة. يستهل المؤلف مقدمة الكتاب بالقول: "أبت مصر – بكبريائها وشموخها – أن تعتصم بالظلمة، أبت مصر التي اخترعت الأبدية أن تعانق الزوال، أبت الإذعان والطاعة الصماء والانسياق للدهماء الإسلامية. استعصت شفراتها على ثعالب الحشد الدولي التي أرادت لها تحللا أو تفكيكا أو محوا كاملا". استمسكت بروحها الدينية التي جدوا في طمسها وإزهاقها بأباطيل مروعة، تتطاول لتبلغ الذروة من منطق الجنون. وأكد الكتاب أن التراجيديا التي عاشتها مصر في ظل الحكم الإخواني ليست إسلامية ولا دينية وإنما هي نمط متفرد من المسخ السياسي، وأكذوبة عابرة لا تعلق بالأذهان، وخداع لحظي سرعان ما تكتسحه الموجه الزمنية. لكن السقطة الكبرى في هذه التراجيديا - كما يرى المؤلف - هي أنها لا تحمل في كنهها ما يستشف منه حكمة بالغة، أو فكرة رائدة، أو معنى راق يمكن أن يحول أو يغير؛ وإنما كان التضاؤل المطلق فكرا ومعنى وأداء وجوهرا؛ ذلك أنها قد افتقدت التحيز القومي، وشجعت على تآكل الطاقة الإبداعية، وناقضت المسلمات الاجتماعية، وتجاهلت الملامح والثوابت التاريخية، ورفضت إحياء عناصر التشكيل الثقافي، بل جرمت مشروعية الفكر، وأهدرت المعنى الأصيل لهذه اللحظة الحضارية، لكنها وبكل صدق قد جسدت جدلية الدين والدم. ويخلص الدكتور أبو العلا إلى أن التاريخ قد أعلن براءته من مآثم الجماعة المتأسلمة مستندا في ذلك إلى عمق الرؤية النقدية التي تنسف كل ما حاولوا الإيهام بصدقه وكل ما حاولوا الإقناع بزيفه، وذلك في إطار ملحمة كبرى في شروح العداء الأصيل للقيم العليا والفضائل والأديان والأوطان، مستهدفا بذلك إحداث شرخ حاد في عقل أولئك الأشياع المفتونين عشقا بالبلاهة وتقديس نظريات الغباء في أحدث نماذجها. يذكر أن للكاتب مؤلفات أخرى هي: القرآن وأوهام مستشرق، أمتنا وجوائز نوبل، العنف الديني في مصر، ديكتاتورية العولمة، السادية الأمريكية، وميثاق العبث السياسي.