اتفقت روسيا وألمانيا على صيانة وحدة أوكرانيا، وهو ما أكدت عليه واشنطن أيضا، في حين يضيق الخناق على الرئيس المخلوع يانوكوفيتش وأعوانه بمنعهم من السفر وملاحقتهم ومحاكمتهم لاحقا. اتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية اليوم الأحد على ضمان "سلامة أراضي" أوكرانيا، وأن البلد في حاجة عاجلة إلى حكومة فعالة، وقال المتحدث باسم ميركل شتيفن زايبرت في بيان: "شدد الزعيمان على اهتمامهما المشترك في وجود أوكرانيا مستقرة سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي". وأضاف أن بوتين وميركل اتفقا أيضا على أن يظلا على اتصال وثيق، وكان الكرملين قال أكد في بيان منفصل في وقت سابق أن ميركل وبوتين تحدثا هاتفيا حول الوضع في أوكرانيا بطلب من برلين. كذلك اعتبرت سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي، اليوم الأحد، أن تقسيم أوكرانيا أو "عودة العنف" ليسا في مصلحة أوكرانيا أو روسيا ولا الاتحاد الأوربي أو الولاياتالمتحدة، وقالت رايس في مقابلة مع شبكة إن بي سي التليفزيونية "ليس هناك تناقض، أوكرانيا تقيم علاقات تاريخية وثقافية منذ وقت طويل مع روسيا، وأوكرانيا عصرية تريد الاندماج أكثر مع أوربا، هذا لا يمنع ذاك". أما زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو فقد أعلنت اليوم الأحد أنها غير مهتمة بتولي منصب رئيس الوزراء، جاء ذلك في رسالة نشرت على الموقع الإلكتروني لحزبها غداة الإفراج عنها. وكتبت تيموشنكو "أطلب منكم عدم بحث ترشحي لمنصب رئيس الوزراء"، ودعا الرئيس الاوكراني بالوكالة ألكسندر تورتشينوف في وقت سابق اليوم، النواب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى بعد غد الثلاثاء. وفي جنوبي البلاد تجمع نحو ألفي شخص اليوم الأحد للتنديد ب "الفاشيين الذين استولوا على السلطة في كييف"، وذلك تلبية لدعوة حزب الكتلة الروسية وجمعيات موالية للروس في سيباستوبول جنوبأوكرانيا حيث مقر الاسطول الروسي في البحر الأسود، وقال أحد الخطباء وهو يتكلم عبر مكبر للصوت في سيارة تجوب شوارع المدينة "الفاشيون استولوا على السلطة في كييف!"، وحذر منظمو التحرك من أن "السلطة الجديدة ستحرم الروس من حقوقهم ومواطنيتهم"، في إشارة إلى الأوكرانيين الناطقين بالروسية. تضييق الخناق على الرئيس المخلوع وأعوانه وكان البرلمان الأوكراني قد أقال أمس السبت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وعين رئيس البرلمان ألكسندر تورتشينوف رئيسا بالوكالة، وأعلن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بحلول الثلاثاء، في آخر مرحلة من حركة احتجاج دامت ثلاثة أشهر، وتخللتها مواجهات عنف أودت بحياة 82 شخصا على الأقل في كييف هذا الأسبوع. من ناحية أخرى يضيق الخناق على الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ومعاونيه المقربين الذين منعوا من مغادرة أوكرانيا ووجه إليهم الاتهام من قبل حزبهم ب "المسئولية" عن حمام دم كييف، وحاول يانوكوفيتش، بلا جدوى، أمس السبت رشوة حرس الحدود في دونتسك (شرق) المدينة التي يتحدر منها للسماح لطائرته بالإقلاع، وقال سيرغي أستاكوف المتحدث باسم حرس الحدود لوكالة فرانس برس "إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تقلع من مطار دونتسك لم تكن تراخيصها نظامية، وحين وصل مسئولون للتثبت من الوثائق استقبلهم رجال مسلحون وعرضوا عليهم مالا لتمكينهم من الإقلاع دون تراخيص"، مضيفا أن عرض الرشوة رفض، وتوقفت بعد ذلك عربتان مصفحتان قرب الطائرة التي غادرها الرئيس وغادر المطار، وبحسب الرئيس الجديد للبرلمان ألكسندر تورشينوف، فان يانوكوفيتش كان يحاول الفرار إلى روسيا. وحدث السيناريو ذاته بمطار دونتسك مع النائب العام فيكتور بشونكا ووزير الضرائب الكسندر كليمنكو. وقالت مصادر رسمية متطابقة إنه تم منعهما من المغادرة "إلى الخارج" لكنهما نجحا في الإفلات حين أطلق حراسهما الشخصيين النار على حرس الحدود، وشوهد أيضا في مطار دونتسك وزير الداخلية فيتالي زاكارتشينكو الذي أقيل هو الآخر من قبل البرلمان ووزراء آخرون، بحسب ما أفاد وزير الداخلية بالوكالة آرسين افاكوف. ع.ج / م. س (آ ف ب، د ب آ، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل