سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الاتحادية».. بين «المعزول» و«المؤقت».. «مرسي» هوى «صور القصر التذكارية».. زيارة «جول» كشفت «طفولة الدكتور».. «منصور» التزم ب «تعليمات الحرس» وانتقل ب «العائلة» لقصر «السلام»
في الستينيات استعمل قصر الاتحادية.. الذي صار مهجورا بعد فترة من التأميم كمقر لعدة إدارات ووزارات حكومية، وفى يناير عام 1972 صار القصر مقرا لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية ومنذ ذاك الوقت عرف باسمه الحالى غير الرسمى "قصر الاتحادية" أو "قصر العروبة". وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة وأعلن بعدها المجمع الرئاسى في مصر للحكومة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس مبارك، الذي لم يكن يقيم في القصر سوى في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزله الخاص بضاحية هليوبوليس مصر الجديدة في نفس الحى. كما أن الرئيس السابق مبارك لم يكن يستقبل رؤساء وملوك الدول الأجنبية القادمة إلى مصر به إلا إذا كانت الزيارات رسمية، في منتصف يناير 2011 كان القرار ب "اقتحام الاتحادية"، عندما أراد "الثوار" إنهاء المشهد "العبثى" وهو القرار ذاته الذي كان بمثابة "المسمار الأخير" في نعش نظام "مبارك" لتبدأ بعد ذلك حكاية جديدة داخل "الاتحادية" بطلها رئيس "معزول" وآخر "مؤقت" "مرسي" لم يستطع إخفاء "فرحته بقصر الرئاسة"، فالجميع داخل القصر يتذكر عندما اصطحب الرئيس التركى عبد الله جول في جولة داخل قصر القبة لمدة ساعة ونصف سيرا على الأقدام والتقاط العديد من الصور التذكارية داخل أجمل قصور المحروسة، فضلا عن فرحته العارمة باستلام أطقم الملابس الخاصة بكونه رئيسا للجمهورية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وظهرت السعادة على "المعزول" مثل فرحة الأطفال بملابس العيد الجديدة. عقب نهاية المائة يوم الأولى التي وعد بها المصريين بعدد من الإنجازات وفشل فيها، فتم تأمين القصر خشية هجوم المتظاهرين، فضلا عن زيادة موكب حراسة مرسي الذي أصبح مكونا من ما يقرب من 40 صف ضابط و120 جنديا من الأمن المركزى وقوات المرور التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطريق المؤدى إلى الاتحادية، و4 سيارات جيب بداخلها 16 جندي صاعقة تابعون للحرس الجمهورى، و7 دراجات بخارية وسيارة مصفحة بداخلها مرسي تحتوى على حارس شخصى وبجواره حارس إخوانى في حراسة سيارتين مرسيدس على جانبى الطريق. مرسي كان يستقبل زواره من أعضاء حزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد من البوابة رقم 3 وكان يكفيهم الاتصال بالدكتور ياسر على أو أحمد عبد العاطى أو يحيى حامد مسئول ملف التواصل بين الجماعة والقصر ومندوب الخدمات لضيوف مرسي، والذي تم تصعيده فيما بعد ليشغل حقيبة وزارة الاستثمار. الباب رقم "5" كان كلمة السر في اللقاءات السرية لضيوف القصر الكبار بعيدا عن أعين الجميع، وفى حراسة أفراد أمن جماعة الإخوان الذين تم تعينهم خصيصا لتلك اللقاءات، وقائمة الضيوف ضمت رجال أعمال ومشايخ وسياسيين وسفراء عرب وأجانب. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: حسن مالك الذي فضل الاختفاء عن أعين الجميع والدخول سرا من تلك البوابة، ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، ومشايخ الفتنة الذين سعوا في القصر فسادا ومنهم الدكتور صفوت حجازى الذي كان يستقبله المعزول استقبال الرؤساء، والدكتور عبد الرحمن البر والشيخ محمد عبد المقصود والسفير القطرى سيف بن مقدم البوعينين والسفير التركى حسين عونى بوصطالى المطرود مؤخرا وآن باترسون سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقة بالقاهرة، وعدد كبير من الإعلاميين على رأسهم المذيع أحمد منصور ونجوم فضائيات شهيرة يحاولون الآن غسل ذنوبهم الإخوانية على عتبة المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى الذي يعد قاب قوسين أو أدنى من حكم مصر في الفترة المقبلة. وكانت قنوات الجزيرة والعربية والنيل للأخبار القنوات المفضلة للمعزول. "منصور".. ومهمة "رئاسية مؤقتة" أما الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور فهو مطيع للأوامر، يعى جيدا دوره المنوط له عقب تعينه رئيسا للبلاد، في الثالث من يونيو استجاب لتعليمات الحرس الجمهورى وانتقل إلى مقر سكنه الجديد "قصر السلام" الذي يبعد عن مقر الحكم في الاتحادية خمس دقائق حيث يسكن هو وأفراد أسرته. "منصور" يصل إلى مكتبه عند الثامنة صباحا ليبدأ يومه بقراءة الصحف والتقارير الإخبارية الخاصة بالأحداث الجارية واللقاءات الأسبوعية التي تعدها رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية والمكتب الإعلامي، وعند التاسعة صباحا يناقش مع اللواء أركان حرب عبد المؤمن فودة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العديد من القرارات والتقارير التي تنتظر توقيعه بالإضافة إلى متابعة جدول مواعيد اللقاءات اليومية. ومن الساعة العاشرة حتى ال 12 ظهرا يبدأ موعد لقاءات الزائرين من الوفود الأجنبية والعربية وإجراء الاتصالات اليومية، وبحلول الواحدة ظهرا يبدأ الموعد المحدد لجميع لقاءات "المؤقت" داخل القصر مع كل القوى والتيارات والأحزاب السياسية والإعلاميين. يواظب "منصور" يوميا على الاجتماع مع عدد من مستشاريه لتصحيح الأوضاع ومتابعة الأحداث الجارية ومتابعة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية حيث يعترف للمقربين أنه "بيتعلم" ومستمع جيد للعبور بالبلد من الأزمة الحالية. ويعد على عوض المستشار الدستورى أقرب الشخصيات لقلب وعقل "المؤقت" وأكثر مستشارى الرئيس عملا وتواجدا في القصر، وصاحب أختام القرارات الجمهورية التي يصدرها الرئيس. لا يضيع "المؤقت" أي وقت داخل القصر سواء في الصلاة أو الأكل، حيث إنه يسير بمبدأ العمل عبادة، وأن الصلاة بينه وبين ربه ولا يتناول أي أطعمة داخل القصر ويكتفى ببعض "الباتيهات" التي توزع على قوات الحرس الجمهورى وأمن الرئاسة من قبل وزارة الدفاع بالإضافة إلى المشروبات الساخنة. قنوات التليفزيون المصرى هي القنوات المفضلة ل "منصور" فضلا عن البحث في جميع القنوات التي تناقش مشاكل المواطنين والعمل على حلها. موكب "منصور" الرئاسى بسيط جدا لكونه نادر الانتقالات وزيارة المحافظات فضلا عن قرب منزله من مقر الحكم والمنطقة مؤمنة بالكامل. لكن الوضع يختلف عقب حوادث الإرهاب التي ضربت البلاد على يد الجماعة الإرهابية وأصبحت جولات منصور الداخلية والخارجية مؤمنة على أعلى مستوى ورصدت "فيتو" جولات تأمين منصور الأخيرة لافتتاح فندق جديد بالمطار، وافتتاح معرض الكتاب ما يقرب من 55 صف ضباط و230 من جنود الأمن المركزى التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطرقات التي يمر بها موكب منصور منتشرة بطول الطريق المؤدى لمكان الزيارة ومحيط الاتحادية، بالإضافة إلى أفراد الحرس الجمهورى، و5 سيارات جيب بداخلها 20 من جنود الصاعقة التابعة للحرس الجمهورى وسيارة مصفحة بداخلها الرئيس في حراسة سيارتين مرسيدس على جانبى الطريق بالإضافة إلى مروحية عسكرية. يغادر منصور القصر في تمام الثامنة مساء عدا أيام اجتماعات مجلس الدفاع الوطنى التي تمتد لأوقات متأخرة حيث يغادر في منتصف الليل ولا ينتهى عمل منصور بمغادرته الاتحادية حيث يواظب على الاتصال دوما بوزيرى الدفاع والداخلية للاطمئنان على الحالة الأمنية للبلاد.