كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يقول وزير خارجية سيراليون أن الاتحاد الافريقى أخطأ في حق مصر ؟! قال: ساعتها يابنيتى يكون الرد الطبيعى لنا هو "ومصر هجرت محيطها وعمقها" ! قلت: وماذا يافيلسوف عندما تقول شركة الكهرباء أن توافر الوقود ينقذ المواطنين من انقطاع الكهرباء ؟! قال: ساعتها ياصغيرتى يجب أن تدركى أن الشركة قد فسرت الماء بالماء ! قلت: وماذا يافيلسوف عندما تهتم صحيفة الأهرام بتصريح لقنصل أمريكا بالإسكندرية لمجرد أنه قال إن بلاده تحترم إرادة المصريين ؟! قال: ساعتها يافتاتى لابد أن نعرف حجم التبعية في أذهاننا جميعا ! ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟ وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدا لنا في الأمور أمور !