سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور..«فيتو» تكشف أخطر بؤر أنفلونزا «الخنازير» في مصر.. أعداد كبيرة تعيش على أكوام الزبالة بوسط القاهرة.. لحوم الخنازير أغلى من اللحوم البلدية.. تتغذى على 2 طن قمامة يوميًا.. وتسبب الوباء
ينتشر في مصر هذه الأيام فيروس أنفلونزا الخنازير وعلى الرغم من تسببه في وفاة أكثر من 16 مواطنًا و172 مصابًا خلال شهري يناير وفبراير، إلا أن هناك عنادًا وتعتيمًا من الحكومة المصرية وإصرارًا على عدم إعلان الأمر على الرغم من تأكيد الأطباء أن الأمر قد يتحول إلى وباء يحصد الأرواح. «فيتو» من جانبها قامت بزيارة ميدانية إلى أخطر بؤرة لأنفلونزا الخنازير في مصر وهو «حى الزبالين» بمنطقة منشية ناصر في وسط القاهرة. منطقة الزبالين حي تبتلعه القمامة.. كلما مر عليك الوقت وأنت داخل حي الزبالين بمنشأة ناصر، فإن الأمراض والأوبئة تحيط بك من جميع الجوانب، وتلال القمامة هو المشهد الذي تقع عليه عيناك، روائح روث الخنازير، تصيبك بالاختناق. قرار إعدام الخنازير في مصر الذي صدر بقرار الحكومة في 2009، قضى على أكثر من 300 ألف خنزير، بدعوى انتشار انفلونزا الخنازير، على الرغم من أن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وصفت قتل الخنازير ب"الغير مبرر علميا". 4 سنوات مرت على إعدام الخنازير، وهو ما عرف ب"مذبحة الخنازير"، إلا أن عودة الخنازير مجددا لموطنها القديم يعيد الحياة لمنطقة الزرايب، وينعش الاقتصاد الذي ظل محطما طوال 4 سنوات، خاصة أن لحومها هو الأكل المفضل للسياح الأجانب ولكنه اصبح يسبب خطراُ كبيرًا على حياة الملايين من الشعب المصرى. سمير فتحي عجيب 44 سنة أحد مربي الخنازير، قائلا إن القمامة كانت طعام الخنازير المفضلة، وبعد إعدامها، تراكمت أكوام القمامة في الشوارع، خاصة مع عدم وجود مكان لتجميعها. وأضاف فتحي: فوجئنا بقرار مبارك بإعدام جميع الخنازير الموجودة، بدعوى وجود فيروس أنفلونزا الخنازير، على الرغم من عدم إصابة ولو فرد واحد بالمرض، وبالفعل تم إعدام آلاف الخنزير، وهو ما كان أشبه بالكارثة التي لحقت بأهالي المنطقة. وأكد فتحي أنه شرب ماء الخنزير أمام أجهزة الأمن، ولم يصب بالعدوى، مشيرا أنها كانت لغرض سياسي، لا يعرف أسبابه، قائلا: مبارك ضحى بالغلابة، دون مرعاة لقمة عيشهم. واستطرد أن ندرة الخنازير رفعت أسعار لحومها، من 5 جنيهات للكيلو، إلى 50 جنيها، مستنكرا تجاهل الحكومة وعدم تعويضهم بما يناسب خسائرهم، التي وصلت إلى 300 ألف جنيه، ولم تعوضه الحكومة سوى ب7 آلاف جنيه فقط، مؤكدا أن المنطقة تعرضت لخسائر قيمتها 10 مليون جنيه. وأكد أن مبارك كان سببا لإعدام الخنازير، خوفا على حياته، بالأضافه إلى ضغط التيارات الإسلامية، بسبب تحريم أكلها. وأضاف أن أحوال الأهالي تدهورت ولم تجد حتى مصاريف أولادها، حتى أن بعض الأشخاص هجروا أسرهم، بسبب سوء أحوالهم الاقتصادية. واختتم: نحن ننتظر فتح مجزر للخنازير مرة أخرى، لكن بعد انتخابات الرئاسة، خوفا من تكرار المذبحة، تحريضا من التيارات الإسلامية مرة أخرى. فيما قال عياد خليل أحد أصحاب مزارع الخنازير التي تم إعدامها: إن الحكومة ادعت وجود إنفلونزا الخنازير وقضت على قوت يومنا، وتسبب في تكبد مربي الخنازير خسائر فادحة، مضيفا أنه رغم الاتفاق على التعويض عن كل رأس حسب قيمتها والتي تبلغ من 500 إلى ألفي جنيه، لكن لم تنفذ وعودها، إضافة إلى آلاف الأسر التي تضررت من إعدام الخنازير، التي لم تجد حتى مصروفات المدارس لأبنائها، حيث كان اعتمادها الأساسي على تربية الخنازير. وأشار إلى أن عددا من رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين كانوا وراء عملية إعدام الخنازير في 2009، التي كانت تدر ربحا يقدر ب140 مليون جنيه سنويًا، متمثلة في الجلود واللحوم والسماد العضوي وأدوات المكياج. وأضاف أن روث الخنازير كان يُباع بالجرام لأهميته في تصنيع السماد، متسائلا لماذا لم تعدم الخنازير في البرازيل وأصبحت تصدر لنا لحوم الخنازير اليوم، بعد أن كنا مصدرين؟. وتابع خليل أن العائلات تشردت بسبب تلك المذبحة، وتنتظر عودة الخنازير مرة أخرى، بصورة تدريجية، وهو ما يعيد الحياة مرة أخرى للزرايب. العلاقة بين الخنازير والقمامة لا تنتهي، حيث إن القمامة غذاؤها المفضل، فهي كانت تتغذى على 2 طن من القمامة، وتعد جمع القمامة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد عليها منطقة منشأة ناصر إلى جانب تربية الخنازير، حيث وصفها الكثيرون ب" الكنز المخفي"، لكن سمة مفارقات عديدة تتلمسها عندما تقترب من أبناء المهنة، فالمفارقة بين أصحاب المخازن وجامعي القمامة، تعيد للأذهاب زمن الرأسمالية، التي امتلك فيها الأغنياء كل شئ. البطالة والإدمان أهم المشكلات التي تضرب حي الزبالين، نظرا للعشوائية التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى انعدام المرافق التي تجعل من الحي مكانا غير آدمي، كما أن تربية الخنازير زادت من معاناة أهالي المنطقة بسبب إفرازاتها، والروائح الكريهة التي تبعث منها. حي الزبالين يحتوي على 6 زرايب ومصانع لتدوير القمامة، وكسارة المخلفات التي يتعدي ثمنها آلاف الجنيهات، والتي تجعله جاهزا للتصدير. يقول إسحاق فرج، جامع قمامة، أنها المهنة التي ورثها عن أبائه، ولد بالحي، منذ كان صحراء، مضيفا أن أغلب سكان الحي قادمون من الصعيد، ولم يجدوا مهنة أخرى سوى القمامة، مشيرا إلى أن من يجد مهنة غيرها يتركها هاربا من نظرة المجتمع التي تلاحقهم، بدعوى أنها مهنة محتقرة. أما سمير خليل جامع قمامة فيقول أنهم يفتقدون الأمان بسبب تعرضهم للإصابة بالفيروسات، وعدم اهتمام الدولة بتوفير أدوات الوقاية من الأمراض المعدية التي تنقلها الزبالة، بالإضافة إلى مشاكل عدم وجود تأمين ومعاش، ونقابة تطالب بحقوقهم. أما سعد جرجس فقال: نحن غلابة نذهب لجمع القمامة من الأحياء الراقية في الساعة 2 صباحا، ونعود قبل السادسة، تنفيذا لتعليمات رؤساء الأحياء، الذين يمنعون دخول السيارات النقل، ومع هذا حقوقنا مهدرة تحت أقدام كبار الزبالين الذين اشتروا الفيلات والسيارات الفخمة، ولا يتركون لنا سوى الفتات. والتقط جورج نجيب أطراف الحديث قائلا: نحن معرضون للإصابة بفيروس " سي" بسبب أكوام القمامة المحيطة بنا، بالإضافة إلى الطرق الغير ممهدة التي لا تسمح بدخول سيارات الإطفاء في حالة الحريق.