قامت القوات البريطانية فى 4 فبراير 1942 والحرب العالمية الثانية قد بدأت، بمحاصرة الملك فاروق داخل قصر عابدين وطلب منه السفير البريطانى بالقاهرة السير مايلز لامبسون التوقيع على قرار بالتنازل عن العرش وذلك فى حالة رفضه استدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا لتشكيل الحكومة من جديد. فى ذلك الوقت كانت القوات الألمانية بقيادة روميل موجودة بمدينة العلمين المصرية والقوات البريطانية متراجعة أمامها.. وحرصاً على تدعيم بريطانيا لموقعها رغبت فى تأليف وزارة تحرص على الولاء لمعاهدة 36 نصاً وروحاً، وتحظى بتأييد الرأى العام فى نفس الوقت خاصة أن حزب الوفد يحصل على الأغلبية فى البرلمان. لكن الملك فارق اختار على ماهر باشا لتولى الوزارة فى الوقت الذى تقدمت فيه قوات روميل.. ثم جاء الملك بحسين سرى على رأس الوزارة وكان سرى صديقاً للإنجليز وواجهت الوزارة مشاكل عديدة ولم تعد موضع ثقة فاروق فاستقالت الوزارة واستدعى الملك رموز الأحزاب ماعدا النحاس باشا فى محاولة لتشكيل حكومة قومية أو ائتلافية واتفق الجميع على حكومة ائتلافية برئاسة الملك نفسه حتى يحول دون انفراد حزب الوفد بالحكم. فما كان من بريطانيا إلا أن أرسلت سفيرها ليخلع الملك عن العرش ويلوح له باستخدام القوة وإما تكليف النحاس باشا بالوزارة.. وسالت الدموع من عينى الملك وهو يهم بالتوقيع على وثيقة التنازل عن العرش إلا أن أحمد حسنين باشا رئيس الديوان منعه فتوقف الملك وطلب فرصة ليستدعى مصطفى النحاس باشا على الفور ليكلفه بالوزارة معلناً رفضه أى انتهاك لمعاهدة 36. وحين علم اللواء محمد نجيب كرئيس لنادى الضباط بما حدث من السفير البريطانى تقدم باستقالته من الجيش واجتمع مع أعضاء نادى الضباط ..وقيل إن هذا الوقت كان بداية انضمام اللواء نجيب إلى حركة الضباط الأحرار. والغريب أن خبر حصار الملك لم ينشر وقتها فى الجرائد حيث كانت هناك رقابة شديدة على الصحف.