فى كتاب «ذاكرة مصر المعاصرة» الصادر عن مكتبة الإسكندرية أن السفير البريطانى مصّر على ضرورة إعلان الحرب ضد ألمانيا، ولم يكن هناك ما يلزم مصر بدخول الحرب إلى جانب بريطانيا، وظل رئيس الوزراء على ماهر متمسكاً بموقفه وفى 22 يونيو 1940م، أرسلت الحكومة البريطانية لسفيرها فى مصر أن يفرض على الملك فاروق التخلى عن رئيس وزرائه أو التنازل عن العرش. واستقر رأى الملك على اختيار حسن باشا صبرى ليخلف على ماهر، ثم جاء بحسين سرى على رأس الوزارة خلفاً لعلى ماهر وكان سرى صديقاً للإنجليز، وواجهت هذه الوزارة مشاكل عديدة متلاحقة ولم تعد موضع ثقة فاروق فاستقالت الوزارة أو أقيلت. واستدعى فاروق الزعماء السياسيين فى محاولة بائسة لتشكيل حكومة ائتلافية قومية برئاسة النحاس لكن النحاس رفض وأصر على وجود حكومة وفدية خالصة وفى هذه الفجوة الوزارية جاء السفير البريطانى وجدد الاختيار على فاروق فى شكل إنذار إما النحاس أو التنازل عن العرش. كان ذلك «ذى النهارده» من عام 1942م حينما حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين وفرضت على الملك وزارة النحاس.