فى الثانى من فبراير من عام1970 توفى واحد من أشهر فلاسفة القرن العشرين هو الفيلسوف البريطانى "برتراند راسل" عن 98 عاماً بمنزله بمقاطعة ويلز. كان برتراند راسل أحد كبار مفكرى القرن العشرين وأحدث تطوراً كبيراً فى الفكر الفلسفى والرياضيات، كما كان من أكبر دعاة السلام، ووصف بأنه رجل العقل والسلام فى زمن اختل فيه العقل وغدت الشهوات والغرائز هى المحرك الأول لبنى الإنسان. وترك "راسل" العديد من الأعمال فى الرياضيات والمنطق والفلسفة، وكانت بالغة العمق والشمول، وتتلمذ على فكره عشرات من الفلاسفة والباحثين فى أمور كان «راسل» من أثار التساؤل حولها. ولد برتراند راسل سنة 1872 لأسرة ارستقراطية عريقة، وفقد والديه طفلاً فى الثالثة من عمره فكفله جده اللورد جون راسل الذى كان لفترة ما رئيساً لوزراء انجلترا، وتفتحت مواهبه قبل الآوان للرياضيات فاندفع إلى العقلانية التى لازمته حتى آخر يوم فى حياته وأصبح رائدها ورمزها فى القرن العشرين. عارض برتراند راسل الحرب إبان الحرب العالمية الأولى وكان فى الأربعينيات من عمره فسجن، وبعد الحرب كتب مؤلفاته فى الإصلاح الاجتماعى. أما فى مجال الفلسفة فتفرد بمنطقه المرتكز على تحليله الرياضى، واشترك مع «وايتهيد» فى تأليف «أصول الرياضة» الذى يعد أعظم مرجع فى المنطق الرمزى الحديث. ومن أهم كتبه الفلسفية: «التصوف والمنطق» و «الفلسفة الرياضية» و «الصدق والمعنى» و «المعرفة البشرية» و«تاريخ الفسلفة الغربية». ولم يكتف «برتراند راسل» بحياة الفلاسفة والعلماء التى أعدته الطبيعة لها بل تجاوزها إلى الاهتمام منذ شبابه الباكر بإصلاح شئون العالم. وقال «برتراند راسل» مرة يصف نفسه: «ثلاث عواطف قوية جارفة سيطرت على حياتى: الشوق للحب والبحث عن الحقيقة والرثاء المضنى لآلام البشرية»، والواقع أن حياته العريضة كانت تعبيراً عملياً عن هذه الدوافع.