غيرة الرجل من زوجته..موروث اجتماعى وعدم ثقة بالنفس

اعتدنا على أن يغار الرجل على زوجته حبا لها، أو خوفا عليها من الآخرين ومن نظراتهم إليها، خاصة إن كانت زوجته تتمتع بقدر كبير من الجمال والجاذبية.
لكن أن يغار الرجل من زوجته ومن حب الناس لها ومن نجاحها فى العمل وذكائها فهذا يبدو غير مألوف.
وعن تلك الأزمة التى تعانيها العديد من الزوجات، ترى الدكتورة حنان الكردى، خبيرة العلاقات الأسرية، أن هناك أنواعا من الرجال يغارون من زوجاتهم ..
الأول الرجل الذى تؤثر عليه معتقداته التى تربى عليها، وهذه المعتقدات هى أنه محور اهتمام زوجته وهى التابع له، فهى التى تساعده على النجاح والتقدم، فلا تنطلق هى باحثة عن نجاحاتها وتحقق ذاتها بعيدا عن مداره، كما أنها كائن ضعيف فى حالة احتياج دائم له، فعندما يرى زوجته تكسر هذه القاعدة التى تربى عليها يغضب ويرفض الاعتراف بقدرتها على تحقيق النجاح بمفردها بعيدا عنه، فتتفجر داخله مشاعر غيرة، ويرفض هذا النجاح الذى يدمر معتقدات راسخة فى ذهنه واكتسبها منذ طفولته بسبب الموروث الاجتماعى والثقافى.
والثانى الرجل الأنانى الذى لا يقبل أن تظهر زوجته أو تنجح دونه، فهو يريد النجاح له فقط، وهذا النجاح الذى ستحققه زوجته سيؤثر بالضرورة على اهتمامها به، ولن يصبح هو محور حياتها الوحيد، وهو لا يتحمل أن يشاركه أى شىء فى اهتمام زوجته، حتى وإن كان عملها أو نجاحها.
والثالث الرجل الذى لا يثق بنفسه، فهو يشعر دائما أن نجاح زوجته فشل له، وأن زوجته إذا نجحت فى حياتها العملية ستستغنى عنه وتتكبر عليه، خاصة أن الزوجة أو المرأة بشكل عام عندما تحقق النجاح فى عملها تزداد ثقتها بنفسها، فيحاول دائما هذا الرجل تحطيم زوجته، ووضع العراقيل أمامها حتى لا تستطيع النجاح فى عملها.
وتختتم الدكتورة حنان الكردى حديثها بأن الرجل الواعى الواثق بنفسه يرى فى نجاح زوجته مزيدا من النجاح له، لأنها جزء من كيان الأسرة، كما يفرح لنجاح أبنائه، بل يفتخر دائما بنجاح زوجته ويكون داعما لها.