فى عام 1893 وتحديدا 30 يناير حين رفض الزعيم أحمد عرابى الانصياع للخديو عباس حلمى الثانى وبعد موقفه الأخير المخزى من أعضاء الثورة العرابية بانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده آنذاك"جيش إنجلترا"، بعث عرابى إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديو بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وبعد مداولة الرأى أصدرت هيئة الفتوى بالأزهر الشريف قرارها بعدم عزل عرابى عن منصبه، ووقف أوامر الخديو ونظاره وعدم تنفيذها، لخروجه عن الشرع الحنيف. واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق، حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التى استسلمت حاميتها بالقلعة عصر نفس اليوم، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطانى لمصر الذى دام 72 عاماً. بعدها احتجز عرابى فى ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته فى 3 ديسمبر 1882 والتى قضت بإعدامه ثم تخفيف العقوبة بعد ذلك مباشرة إلى النفى مدى الحياة إلى سيلان. وفى 30 يناير بداية عام 1893 أصدر الخديو عباس حلمى الثانى قرارا بالعفو عن أعضاء الثورة العرابية المنفيين إلى سيلان.