الأسباب متعددة، منها الغباء المستحكم الذي تمثل في اختيار المرشح الرئاسي محمد مرسي الذي أثبت للمصريين جميعا أنه الرئيس الأكثر فشلا في تاريخ مصر، حيث لم ينجح في تحقيق إنجاز واحد لا على مستوى الاقتصاد ولو على مستوى الأمن لا ولا حتى على مستوى تطبيق الشريعة التي يرفع شعارها الإخوان صباح مساء. قد يكون سبب هذا الاختيار أن الإخوان لا يمكن أن ينفقوا المليارات إلا على شخص مضمون لا يملك الخروج عليهم أو أن هذا الشخص هو أفضل ما عندهم وفي الحالتين الغباء صفة ثابتة. سبب ثان هو تعجل الإخوان في تحقيق فكرة التمكين وذلك بالسيطرة على كل مفاصل الدولة والاستحواذ على كل المناصب وخلع جميع قيادات الفلول في مقابل زرع جميع قيادات الإخوان بصرف النظر عن أي كفاءة على اعتبار أن أهل الثقة أولى من أهل الكفاءة. وهذا كان سبب في معاداة كل الفصائل لهم ومن ثم إظهار العداء لهم من كل أفراد الشعب، خاصة أنهم لم يتمكنوا من عمل أي إنجاز في أي محال للغالبية العظمي من فقراء الشعب المصري. سبب ثالث هو الكذب في جميع الأحوال وفي أي وقت وفي أي مكان على طريقة جوبلز وزير الإعلام الألماني في عهد هتلر اكذب.. اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس ولكن المصريين لم ينخدعوا بأكاذيب الإخوان على مدار عام من استيلائهم على السلطة بداية من كذبة مشروع النهضة مرورا بكذبة المائة يوم الأولى ونهاية بكذبة الشرعية التي اتخذوها رداء لانقلابهم على النظام الديمقراطي الذي أتى بهم إلى الحكم لكي يفعلوا ما يشاءون ولكن حبل الكذب قصير وإن كنت كذوبا فكن ذكورا يا دكتور مرسي ويا كل إخواني ينتمي لجماعة الإخوان. سبب رابع أنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، حيث لم يكن الإخوان يحلمون حتى في أعظم أحلامهم تفاؤلا بأن يسمح لهم بالترشح للرئاسة فضلا عن أن ينجحوا فيها وأن يتسلموا زمام السلطة ولكن حدث هذا بعد ثورة يناير والتي لم يكن لهم فضل فيها وعلى ذلك فقد كان نجاحهم في الاستيلاء على السلطة هو الإرادة الإلهية تتستر خلف أسباب بشرية وكذلك كان خروجهم منها حيث ساد بينهم الاعتقاد بأن النجاح جاء نتيجة صبرهم على الاضطهاد والظلم وحكمة قادتهم في التعامل مع الأزمات السياسية الكثيرة التي قابلتهم وعظم أموالهم وقوة بأسهم ومكرهم الذي انقلب عليهم وكما يقال جنت على نفسها براقش. سبب خامس هو الدعاء على أنفسهم في المساجد والخلوات والاجتماعات، وهو المشهد الذي كان يتصدر أغلب تجمعاتهم وذلك بالدعاء على الظالمين وهم الظالمون والدعاء للصالحين وغيرهم كانوا كذلك. لذلك وغيره سقط الإخوان كما سقط الذين من قبلهم وكل من سيأتي بعدهم ويسير على سيرتهم والله غالب على أمره.