كانت للسياسى الداهية «جوبلز» مقولة صادمة يقول فيها «اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس» فاستخدمتها أمريكا مع بعض دول التحالف لغزو العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل ثم ثبت كذب ادعائها!! ومازالت بعض دول العالم الثالث تستخدم هذه المقولة بقصد السيطرة على مقدرات شعوبها لسهولة قيادتهم.. لم تسلم الرياضة من أفكار «جوبلز» عندما اختلق بعض المتعصبين الجزائريين الكذب عن قتل عدد من مواطنيهم فى شوارع القاهرة ثم ثبت أنها كذبة كبرى كادت تطيح بالعلاقة بين الدولتين!!.. وعلى المستوى المحلى مازال البعض يستخدمون الكذب الأبيض تارة والملون فوق شاشات التليفزيون تارة أخرى من خلال الاتصالات التليفونية أو برامج «التوك شو» حيث يفسر أحدهم أزمة السولار بأنها بسبب تهريبه إلى غزة! ويؤكد الآخر بأن اللحوم الفاسدة المدعومة بدودة «الساركوسيست» تموت من الرعب فور دخولها النار أو دخولها الثلاجة وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن لم تمت خلال نقلها فى السفن من الهند إلى الموانئ المصرية فى الثلاجات التى تصل حرارتها إلى درجة التجمد، وعندما فاحت رائحتها أسرع المستوردون بتحويل ما تبقى منها إلى اللانشون والمفروم والبسطرمة، لتتمكن الديدان المظلومة من الهرب إلى الخارج خوفاً من المفرمة المصرية.. على المستوى العائلى انتقلت ثقافة الكذب بالألوان إلى بعض الأسر المصرية عندما يكذب الزوج على زوجته عندما يعود متأخراً، والزوجة تمارس الكذب على نفسها وتجاه الآخرين، عندما يعتقد بعضهن أن النقاب هو الدرع الواقية لها من مجتمع غابت فيه ثقافة الكثيرين نحو العمل بصحيح الدين، كما أن الأبناء الصغار أدمنوا بدورهم ثقافة الكذب لمعاشرتهم لهذا المناخ الكاذب، فالموظف فى العمل يكذب على رئيسه، والمدير يكذب على مرؤوسيه، والتاجر فى السوق يقسم بالطلاق كذباً على المستهلك، وأصبح الكل يكذب فى الشارع، ويغنى على الآخر أمام الجمهور ورحم الله الفنان فريد الأطرش الذى كان يغنى بمفرده ليؤكد ويتعهد بأنها هاتكون «آخر كدبة»!!