اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن ما يجري في بلدة معلولا السورية من انتهاكات بحق المسيحيين هو نفس ما يحدث في المناطق السورية الأخرى، مضيفًا أن المخابرات السورية كانت دوما راعية للتنظيمات الأصولية المتطرفة وأن "بلدة معلولا المسيحية تتحمل المعاناة نفسها التي تتحملها مدينة حمص السنّية". وقال جعجع في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء إن "سياسيي وإعلام قوى 8 آذار" وحلفاء النظام السوري، ينصبون أنفسهم حماة للمسيحيين من خلال إدانتهم للمجزرة المزعومة، متابعًا أنهم إذا كانوا يتمسكون بهذا الخطاب، فذلك ليس لأسباب تتعلق بحرصهم على المسيحيين ولا حتى بدافع إنساني، لكن فقط من أجل الاستثمار السياسي لخدمة نظام دمشق". ووصف جعجع "ما يسمى بحماية المسيحيين" بأنها عملية تجارية بامتياز، تجارة تتغذى من موت ومأساة الشعوب. وقال إنه لا يمتلك أية معطيات عن عدد ضحايا هذه المعركة من سكان البلدة، أو مدى ضخامة الأضرار التي لحقت بها، مشيرًا إلى أن المعارك محتدمة في الوقت الراهن، بين جيش النظام، من جهة، والمعارضة من جهة أخرى وأنه لايمكن تحديد دقة المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية المعروفة. ورأى أنه في حال تم التحقق من المعلومات حول المجزرة، فإن "الحل الوحيد في هذه الحال يكون في حماية هذه البلدة وحماية تراثها الديني التاريخي". وتابع: "إن كان النظام السوري وحلفاؤه تتملكهم رغبة حقيقية في حماية مسيحيي سوريا والمنطقة، فإن الحل الوحيد، والأكثر فعالية، يتمثل بنداء دولي لحماية الموقع في معلولا، فليستفد النظام السوري من المقعد غير الدائم الممنوح له في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لطلب هذه الحماية حتى انتهاء هذه الأزمة، والمعارضة السورية لن تعارض حتما هذا الطلب". وعن موقف الفاتيكان للسلام في سوريا، أشار جعجع إلى أنه "امتداد طبيعي للموقف المسالم التقليدي للكنيسة الكاثوليكية، والذي اتخذته حتى في عهد هتلر". ولفت إلى أن "النظام السوري كان دائمًا راعيًا للأصوليين"، مشيرًا إلى حالتي "فتح الإسلام" و"تكفيريي العراق" الذين "أرضعتهم أجهزة المخابرات السورية"- على حد تعبيره.