كنا نسمع عن لعنة الفراعنة التي كانوا يحمون بها مقابرهم وموتاهم وكنوزهم من سارقى ونابشى القبور.. وكنا نسمع عن الحيَّات التي تلدغ كل من يقترب من هذه القبور وسمعنا أيضًا عن موت علماء آثار كثير جدًا بطريقة غريبة ومخيفة، ووقفنا أمام سرد هذه الحكايات بين الشك واليقين والإعجاب في حينًا آخر.. فهؤلاء أجدادنا الذين عجز العالم عن فهم أو سرقة حضاراتهم.... ولكننا الآن نشعر ونرى لعنة جديدة حديثة العهد ولكنها غير مبهمه وغامضة كلعنة الفراعنة.. إنها لعنة الأرض المقدسة لعنة أرض سيناء التي تقاتل مع أبنائها... والتي تدفن في أرضها كل معتد اثيم يريد أن ينهب خيراتها ويقتل أبناءها وينتهك عرض نسائها... وفى دهشة وانبهار وكبرياء تساءلت ترى لماذا هذه الأرض بالذات ؟ وكيف تحارب مع أبنائها ؟ ووجدت الإجابة التي أثلجت صدرى، فهذه الأرض التي فضلها الله على سائر الكون وتجلى فيها بعظمته، نعم ارفعوا رءوسكم في شموخ فقد تجلى الله على أرضنا في بؤرة طاهرة كما وصفها الخالق العلى، فأمر كليم الله سيدنا موسى عليه السلام، وقال له اخلع نعليك إنك في الواد المقدس طوى،، يا الله.. الجزء الوحيد على الأرض الذي يستحيل أن تدنسه أحذية البشر حتى لو نعل رسول من عند الله، الهذه الدرجة هي أرض طاهرة ومقدسة !! ولكن وقف عقلى مرة أخرى أمامى وسألنى كم انتهكت من أعداء الله اراضً مقدسة ولكن هذه الأرض تقاتل مع أبنائها فكيف؟ فأجبته لأنها يحيا فيها أمواتنا. فرمالها الطاهرة ارتوت بدماء أبنائها فحفظتهم في قلبها وحاوطتهم بدفئها لذلك عندما يشعرون بالخطر عليها تتجمع دماؤهم في صورة مهيبة يعجز أمامها عقولنا فيقفون يدا واحدة معهم اسهم من السماء يقذفون بها عدو الله وعدونا لتتحقق آية الله الكريمة (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) نعم يحارب فيها أمواتنا مع أحيائنا، لا عفوا فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون، ولأنهم ارواحًا طاهرة فلا يحيوا مع نفوسًا ضالة سافرة لذلك تلفظ من بطنها كل ابنًا لها لم يرع حقها، هكذا حمى الله ارض سيناء التي عاش بها الأنبياء ونزلت عليهم رسالة السماء ووقعت فيها المعجزات فمازل بحرنا يهيج بأمواجه عند فلق البحر لموسى، ومازالت رمالها تحتضن أجساد الأنبياء، وداخل جوفها دفن أعداء الله ليكونوا عبرة لمن يشاق الله، فلا تقترب عدو الله فلن تنجو من غضبها، فإنها لعنة أرض سيناء.