وسائل الإعلام الأجنبية حريصة على وضع الصور الذهنية لبعض القادة والرموز والشخصيات العامة في الدول بما يخدم أهداف ومصالح المؤسسة الإعلامية في أذهان الشعوب العربية والغربية، ومثال ذلك قناة الجزيرة القطرية و»سي أن أن» الأمريكية وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن أن تتناقض مع السياسة الخارجية لدولها، هكذا أكد عدد من خبراء الإعلام الذين وصفوا أداء وسائل الإعلام الأجنبية بأنها أبواق إعلامية للدول التابعة لها، وليس لديها مانع في إخفاء الحقائق والكذب والتضليل طالما تحقق مصالح دولها، على عكس ما يعتقده الجمهور بأنها لا تأتى إلا بالحقائق فقط. فأمريكا التي تؤيد وتبارك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين تروج لها " سي إن إن" وتقنع العالم بأن فلسطين دولة الإرهاب وإسرائيل دولة الديمقراطية، بل وصفت الزعيم جمال عبد الناصر ب"هتلر النيل ". دكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، يؤكد أن وسائل الإعلام الأجنبية هي أبواق للدول التابعة لها، تحقق سياستها الخارجية، ودائما تتحيز لملاكها، لافتا إلى أن فكرة الحياد الإعلامي وهمية، ولا توجد في الواقع الإعلامي، وأوضح أن وسائل الإعلام الأجنبية ارتبطت في أذهان الناس بأنها تمثل الحياد والدقة والمصداقية وكل ما تذيعه وتنشره هو الحقيقة. وأكد أن وسائل الإعلام الأجنبية حريصة على وضع الصور الذهنية لبعض القادة والرموز والشخصيات العامة في الدول بما يخدم أهداف ومصالح المؤسسة الإعلامية في أذهان الشعوب العربية والغربية، ومثال ذلك قناة الجزيرة القطرية و"سي إن إن" الأمريكية، ويوجد ارتباط وثيق بين قناة "سي إن إن" ورجال الأعمال في قطر، ولهم أسهم أيضا في "جارديان" البريطانية بأكثر من 50%، لذا فنظام الملكية والسياسة العامة في وسائل الإعلام الأجنبية يشكل أجندتها الإعلامية. مكاوي يرى أنه دائما ما تصور وسائل الإعلام الأجنبية الزعماء وفق سياسة الدولة الخارجية، فإذا كانت ترضى عن أداء الزعيم – مثل ما حدث مع الراحل أنور السادات- فقد صورته في إعلامها أنه أفضل الزعماء العرب، مضيفا أن تقديم الصورة الإيجابية والسلبية له علاقة كبيرة بالسياسة الخاصة بالوسيلة الإعلامية التي لا تخرج عن الدولة التي تنتمى إليها، بالإضافة إلى نشر الأخبار المغلوطة، فلديهم كل شيء مباح، وهم لا يلتزمون بمواثيق الشرف ولا المعايير المهنية. الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز يقول: إن وسائل الإعلام الأجنبية هي النافذة على العالم العربي، وتلعب أدوارا محورية في تنفيذ سياسة معينة، فلا يجب أن ننسى دور "سي إن إن " في حرب الخليج وتحرير الكويت، ودور "بي بي سي " في حرب فوكلاند، فقد ساندت الإدارة البريطانية في حربها. ياسر أوضح أنه يمكن رصد قيام وسائل إعلام غربية بتنفيذ إستراتيجية واضحة الغرض، منها خدمة تنظيم الإخوان الذي يمثل أدوات أجندة سياسية غربية، مشيرا إلى أن الإعلام الغربي في أجواء العدوان الثلاثي على مصر-عام 1956 - وصف الزعيم جمال عبد الناصر بالفاشي والمجرم و" هتلر النيل "، وقال ذلك أبرز وسائل الإعلام البريطانية. ويضيف عبد العزيز أن " سي إن إن" و"فوكس نيوز" والإعلام البريطاني قد أقنع العالم بأن العراق تحتوى على أسلحة دمار شامل، وأنها ترتبط بعلاقات إرهابية مع تنظيم القاعدة، وحينما ثبت كذب هذه الادعاءات أصبحت تروج لبناء الديمقراطية في العراق، إلى أن تم تدمير العراق بالكامل، وأشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية تشن الآن حملة هجوم على مصر هدفها مساندة تنظيم الإخوان لتحقيق أجندة سياسية يتبناها الغرب، ولكى يتحقق ذلك تمارس أبشع الأخطاء المهنية التي طالما ادعت أنها بريئة منها. من جانبها أكدت دكتورة إيناس أبو يوسف، أستاذ الإعلام الدولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن كافة الدراسات في مجال الإعلام الدولى أثبتت أن وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية لا يمكن أن تتناقض مع السياسة الخارجية لدولها، أيا كانت الحريات التي تتحدث عنها، وفي دراسة الصراع العربي- الإسرائيلي في جريدة "نيويورك تايمز" صورت إسرائيل بأنها الدولة الديمقراطية، وفلسطين إرهابية، وأن التاريخ يؤكد أن القدس عاصمة اليهود، والعرب ليس لهم الحق فيها، كما صورت العرب في مذابح " صابرا وشاتيلا" عام 1982 التي حدثت للاجئين الفلسطينيين في لبنان بالانتقاميين. إيناس أكدت أن الإعلام الغربي صور الزعيم عبد الناصر بالديكتاتور الذي اغتصب الديمقراطية، وأن الغرب ليس لديه عائق في إخفاء الحقائق طالما يحقق مصالحه الشخصية، وأوضحت أن مراسل " سي إن إن" كان خلفه حريق مبنى محافظة الجيزة، ويتحدث عن مدى شعبية الإخوان في الشارع المصري، وأن الجيش يقتل شعبه، وأن الحريق نشب من معارضي الإخوان لإلصاق التهمة بهم.