حين علم الضباط والجنود على الجبهة يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 1973 أن الحرب على العدو الإسرائيلي ستبدأ ظهر اليوم التالي طاروا فرحا، لأنهم انتظروا هذا اليوم طويلا وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم للثأر من هزيمة عام 67، ولم يذوقوا طعم النوم وكل مقاتل يعلم دوره في هذه المهمة المقدسة.. وفي الصباح كان الهدوء يسود الجبهة والجميع على أهبة الاستعداد، وفي الساعة الثانية ظهرا فوجئوا بأزيز الطائرات ونسور الجو المصريين يعبرون بأكثر من مائتي طائرة على ارتفاع منخفض فوق رؤوسهم، واقتحموا سيناء وقصفوا مراكز القيادة والسيطرة التي أقامتها إسرائيل في منطقتي أم مرجم وأم خشيب والقواعد والمطارات العسكرية.. وشاهد الجنود بأعينهم آثار القصف والنيران والدخان تغطي المنطقة أمامهم، وتقطع السكون الذي ران على سيناء الحبيبة ست سنوات، كبروا تكبيرا وانطلقوا استعدادا لعبور القناة وتسلق الساتر الترابي وتمزيق العلم الإسرائيلي المرفوع أمامهم، واقتحام خط بارليف والدشم الحصينة التي يقيم فيها الإسرائيليون، وبعض الجنود من فرحتهم وحماسهم لم ينتظروا اللنشات المطاطية التي سيعبرون بها القناة وقفزوا ليعبروها سباحة. كان نجاح هذه الضربة الجوية في تحقيق أهدافها ومفاجأة العدو الإسرائيلي بها في هذا اليوم، وهو يوم عيد كيبور عندهم، وتكبيدهم خسائر كبيرة بداية لتحقيق النصر الكبير في هذا اليوم المجيد، وكان اللواء الطيار حسني مبارك قائد القوات الجوية -رحمه الله- أول من اتصل بالرئيس أنور السادات -رحمه الله- في غرفة العمليات، ليبلغه بنجاح الطيارين في تنفيذ المهمة وتدمير دفاعات العدو في قلب سيناء، وبداية عبور القوات إلى شرق قناة السويس لتحرير سيناء، ولم يبلغه بأن شقيقه الطيار عاطف كان أحد الشهداء في هذه العملية. وكانت أكثر من مائتي طائرة مقاتلة مشاركة في هذه الضربة قد انطلقت من عدة مطارات وقواعد مختلفة في أنحاء مصر، في توقيتات محددة لتصل جميعها على ارتفاعات منخفضة لتعبر قناة السويس في توقيت واحد، وتقصف أهدافها المحددة لها بدقة، وبذلك تعزل القوات الموجودة في مخابئها في خط بارليف عن قيادتها، وبالتالي يسهل اصطيادها حتى لا تعوق حركة عبور قوات المشاه للقناة أو تتحرك قوات إسرائيلية لمساندتها. وكان قد تم إبرار مجموعة من ضباط العمليات الخاصة خلف خطوط العدو قبل موعد الحرب بأسبوع، وكان من بينهم العميد أسامة المندوه أطال الله في عمره، وكلف بعضهم بإغلاق أنابيب النابالم التي أقامها العدو على امتداد القناة، والتي يمكن أن تحيل سطح القناة إلى حرائق في حال محاولة الجنود المصريين لاقتحامها.. ونجح الأبطال في تحقيق الهدف، بينما كانت تتولى المجموعة الثانية مراقبة تحركات العدو وتشكيلاته وإبلاغ القيادة بها وكانت المدة المحددة لهذه المجموعة أسبوعا واحدا فقط، ولكنها امتدت إلى أربعة أشهر لظروف القتال وتحركات العدو، وعندما عادوا بسلامة الله استقبلهم الفريق أحمد إسماعيل على القائد العام للقوات المسلحة رحمه الله وصدق الرئيس السادات على منحهم أعلى الأوسمة. وبعد ثلاثة أيام ومع النصر الكاسح للقوات المصرية في عبور القناة، وتحطيم خط بارليف وقتل أعداد كبيرة من الإسرائيليين خلال الأيام الأولى من الحرب طارت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت إلى أمريكا والتقت بالرئيس نيكسون، وبكت أمامه وهي تقول أرجوك أنقذنا لأن المصريين يريدون تدمير إسرائيل.. وأصدر نيكسون تعليماته بفتح خزائن السلاح في أمريكا وتزويد إسرائيل بكافة احتياجاتها من الأسلحة والذخائر، وكلف وزير خارجيته كيسنجر بالتوجه إلى مصر للقاء الرئيس السادات ووقف الحرب. وفي أسوان استقبل الرئيس السادات وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر وفي نهاية مباحثاتهما قال له: يا سيادة الرئيس أنا متجه الآن إلى إسرائيل، وأريد هدية منك إلى مائير، قال ما هي؟ قال الجاسوسة هبة سليم الموجودة عندكم، طلبت مني مائير أن أصطحبها معي قال له الرئيس السادات: آسف يا صديقي أنك تأخرت لقد أعدمناها بالأمس، وبعد مغادرته أعطي الرئيس تعليماته بإعدامها فورا. وبدأ السلاح الأمريكي يتدفق على إسرائيل لتحسين موقفها بعد الخسائر التي منيت بها على أيدي القوات المصرية، وكانت الطائرات الأمريكية المحملة بالأسلحة والذخائر تهبط في مطار العريش وتفرغ حمولتها لتدخل في الحرب فورا، وقد أسرت القوات المصرية إحدى الدبابات الأمريكية وتبين أنها حديثة زيرو عدادها مسجل خمسة كيلو مترات فقط.. وأعلن الرئيس السادات أننا نحارب أمريكا وليس إسرائيل وحدها، ووافق الرئيس على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع إسرائيل، وكانت مباحثات الكيلو 101، وتوقفت الحرب على أمل إيجاد حل سلمي للصراع مع إسرائيل التي تدعمها أمريكا.. وبعد أربع سنوات قام الرئيس السادات بمبادرة جريئة وهي الذهاب إلي إسرائيل منتصرا لحل الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يستوعب العرب والفلسطينيون هذه الخطوة الشجاعة واتهموه بالخيانة والعمالة، ولو أنهم استوعبوها لما وصلت الأوضاع المأساوية إلى ما نحن عليه الآن. المفاجأة الكبرى في نصر أكتوبر السادس من أكتوبر يوم العبور العظيم (3) والرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله يحاول جاهدا الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه لحل هذا الصراع أملا في إنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ولعله يكون قد آن الأوان لحل هذا الصراع الذي استمر أكثر من مائة عام، وتغيرت الموازين في السياسة العالمية وتداخلت المصالح بين الدول، وحافظت مصر على مكانتها وقوتها وتقود مع شركائها الجهود الدؤوبة من أجل السلام. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا