نظم عدد من السودانيين المقيمين فى فرنسا فعالية احتجاجية في إحدى المؤسسات الرمزية في العاصمة باريس، احتجاجًا على ما وصفوه ب "سياسة التجاهل الغربي" تجاه قضية السودان والأزمة الإنسانية المأساوية التي تفتك بشعبه. غياب الحماس الأوروبي تجاه قضية السودان واعتبر المحتجون أن العالم الغربي، رغم اهتمامه الكبير والتغطية الإعلامية الواسعة لبعض القضايا الإنسانية الأخرى المشابهة، لا يُظهر نفس الحماس والدعم الكافي للأزمة السودانية التي أسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا والنازحين. وقد شهدت الفعالية حضور عدد من نواب البرلمان الفرنسي والمنظمات الإنسانية، الذين عبروا عن تضامنهم مع الشعب السوداني ودعوا إلى تحرك سريع وفعّال لإنهاء المعاناة المستمرة. كما تم التأكيد على ضرورة وضع قضية السودان في صدارة أولويات السياسة الإنسانية الغربية، وعدم الاكتفاء بالوعود أو التصريحات التي لم تترجم إلى واقع ملموس على الأرض.
المأساة الإنسانية تتفاقم في السودان منذ اندلاع الصراع بين الجيش وميلشيا الدعم السريع في أبريل 2023، يشهد السودان أزمة إنسانية مدمرة، تُخلّف وراءها آلاف القتلى، وملايين النازحين داخليًّا، وآخرون اضطروا للّجوء إلى الدول المجاورة. جانب من احتجاج أبناء الجالية السودانية فى فرنسا، فيتو في دارفور، تحديدًا في مدينة الفاشر، تحوّلت الكارثة إلى مأزق إنساني شامل، مع حصار يُعيق وصول المساعدات، ومجاعة تهدد حياة السكان، بينهم النساء الحوامل والأطفال، وما يقارب نصف سكان المدينة (بما في ذلك نسبة كبيرة من الأطفال) يعيشون تحت وطأة الخوف، الجوع، نقص الخدمات الصحية والتعليمية، وتدهور البُنى التحتية. الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة حذّرت من أن الأزمة تتفاقم، مع ملايين الأشخاص الذين يفتقرون للأمن الغذائي الحادّ، ومع وصول محدود جدًا للمساعدات بسبب الحواجز الأمنية والبيروقراطية، وما يُعتقد أنّه ارتكاب لانتهاكات قوانين الحرب.
الموقف الأوروبي يتجاهل الأزمة السودانية ويكتفي بالوعود رغم التحذيرات المتكررة من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي حول المأساة التي يعيشها الشعب السوداني، يبدو أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة السودانية قد تميز بالتراخي والتجاهل. في أبريل 2024، انعقد مؤتمر إنساني في باريس بمشاركة فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، حيث تم الإعلان عن تعهدات مالية تجاوزت الملياري يورو لدعم السودان والدول المجاورة. ولكن، وفي الوقت الذي قوبل فيه الصراع في السودان بالصمت المطبق من كثير من الحكومات الغربية طوال أشهر، لم تُترجم هذه التعهدات المالية إلى تحركات فعلية على الأرض. الوعود الأوروبية التي أُعلنت في المؤتمر ظلت حبرًا على ورق في الغالب، بينما بقيت المساعدات الإنسانية معرقلة بسبب النزاع المستمر والحواجز التي يفرضها الأطراف المتحاربة. لا يمكن أن تكون هذه المساعدات مؤشّرًا على اهتمام حقيقي بالإنسان السوداني، طالما أن الوصول إلى المدنيين المحاصرين في مناطق الحرب ظل شبه مستحيل، والحكومة السودانية نفسها تواصل تأجيل عمليات الإغاثة تحت ذرائع سياسية وأمنية. في الوقت الذي يتسابق فيه المجتمع الدولي لإيجاد حلول سريعة للأزمات الأخرى في العالم، يظل السودان في دائرة النسيان، هذا التناقض الكبير في التعاطي مع الأزمات يكشف عن ازدواجية في المعايير، حيث تُمنح الأولوية للصراعات التي تتقاطع مع مصالح اقتصادية أو استراتيجية للدول الأوروبية، بينما يبقى السودان، على الرغم من معاناته الإنسانية الكبرى، قضية "منسية" في المشهد الدولي. ازدواجية المعايير الغربية بين التغطية الإعلاميّة والسياسيّة في الفعالية التي نظّمها السودانيون في باريس، رفع المشاركون لافتات وانتقادات عدة، جاء من أبرزها: التساؤل عن سبب السرعة والحماس الذي يظهره الغرب والأوروبيون في دعم قضايا معينة كالعدوان أو الاحتلال أو الصراعات السياسية المرتبطة بالشرق الأوسط، بينما يتبخّر الاهتمام عندما يكون الشعب مُعرضًا للموت من الجوع في السودان. الشكوى من أن التعاطي الإعلامي أقل بكثير من التعاطي مع أزمات أخرى، مما يُساهم في خفوت ضوء القضية السودانية في الرأي العام الغربي. المطالبة بأن لا تكون المساعدات مسألة "شعارات" أو "وعود مؤتمرات" فقط، بل أن تكون أفعالًا ملموسة، وتقديم مسارات آمنة للمساعدات الإنسانية بدون عراقيل، والمساءلة عن الانتهاكات.
اختتم المحتجون في باريس الاحتجاج بدعوات واضحة، إلى الحكومة الفرنسية والمؤسسات الأوروبية بتحمّل مسؤوليتها الإنسانية والسياسية تجاه الشعب السوداني، ليس بالكلام فقط بل بالأفعال. إلى الإعلام الغربي بأن يُعيد النظر في أولوياته، وأن يعيد إحياء تغطية الأزمة السودانية بأبعادها الكاملة، ليس كمواجهة لمنافسة أزمات، إنما كقضية إنسانية تستحق التعاطي بالعدل والمساواة. إلى المنظمات الدولية والمجتمع المدني بأن يسعوا إلى آليات شفافة تضمن وصولًا فعليًّا للمساعدات، وحماية المدنيين، ومساءلة من يعرقل ذلك، حتى لا يبقى السودان "أزمة منسية" حتى في عواصم القرار العالمي. الاتحاد الإفريقي يتجه لرفع تعليق مشاركة السودان البرهان يعلن تشكيل هيئة أركان جديدة للقوات المسلحة السودانية
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا