في زمنٍ تتزاحم فيه على شاشاتنا موجات من التفاهة والابتذال، وتغرق وسائل التواصل الاجتماعي في صخب بلا معنى، تطلّ علينا من قلب القاهرة ظاهرة مبهجة تُعيد التوازن، وتذكّرنا أن الفن الأصيل ما زال قادرًا على أن يعيش ويتجدّد. ثلاثة إخوة: حور، محمد، وماسة، اختاروا لأنفسهم اسمًا بديهيًا وبسيطًا هو تلاتة إخوات. لكن ما يقدمونه ليس بديهيًا ولا عابرًا. يظهرون أحيانًا في الشارع، وأحيانًا داخل سيارة، مرة أمام مقهى شعبي، وأخرى على رصيف يجاوره محل قديم أو طاولة يجلس إليها زوجان مسنّان.
يطلّون بملابس بسيطة أنيقة، في بساطة محببة لا تخلو من شياكة وتهذيب. يحمل محمد جيتارًا أو عودًا، ترافقه شقيقتاه بصوتيهما، فيغنون من تراثنا الغنائي القديم ما يوقظ في الناس ذكريات وحنينًا، ويشيعون البهجة حيثما حلّوا.
ليست الحكاية مجرد ترفيه مجاني عابر. فكما كتبوا على صفحتهم: اللي بينزلنا من البيت نصور ونغني ونفرّح الناس ونقول إن لسه في فن عايش هو الشغف. شغفنا وإحنا بنشوف قدام عينينا ناس مشتاقة فعلًا تسمع وتتنفس ريحة مفتقدينها الأيام دي. شغف صادق وسط صخب مُبتذل ما يقدّمه تلاتة إخوات ليس عرضًا فنيًا تقليديًا، بل مبادرة إنسانية عميقة. إنهم يواجهون صخب السوشيال ميديا المبتذل بموسيقى صافية، ويردّون على موجة التفاهة المصوّرة بلحظة دفء وجمال.
ربما لهذا السبب حظيت مقاطعهم بمشاهدات عالية وتفاعل واسع على صفحاتهم، فالجمهور -على الرغم من كل ما يُبث إليه يوميًا ما زال متعطشًا للجمال الحقيقي، وما زال قلبه يفتح أبوابه لكل ما هو صادق وبسيط.
في كل مشهد جديد يقدّمونه، يكشفون عن أن الفن حين يتجدد من الشارع وللناس، يتحوّل إلى فعل مقاومة ضد التسطح وضد موت الروح. هنا تكمن قوة التجربة: أنها تحيي ما حسب البعض أنه اندثر، وتعيد الثقة بأن الفن ليس مجرد ذكرى محفوظة في أسطوانات قديمة، بل طاقة حية تعيش بيننا. مصر ولّادة.. والفن لا يموت قد تكون أدواتهم متواضعة: آلة موسيقية، أصوات شابة ندية، وكاميرا هاتف تسجّل اللحظة. لكن أثرهم أعمق مما قد يتركه كثيرون ممن يملكون المسارح والأضواء. إنهم يعيدون إلى وجدان الناس يقينًا بسيطًا: أن مصر ما زالت ولادة، وأن شبابها حين يتحركون بدافع الشغف والحب، يكتبون أجمل المشاهد الإنسانية. بدر عبد العاطي.. يعرف متى يتكلم ومتى يفرض الصمت دخول السوريين بين المبالغة الأمنية والإلتزام القومي والإنساني بهجة تقاوم العتمة تلاتة إخوات، ليسوا مجرد ثلاثة شباب يغنون على الرصيف. إنهم انعكاس لتوق دفين عند الناس، توق إلى الفن الحقيقي، إلى الجمال البسيط، إلى لحظة صافية تنتصر على الضجيج. في كل ظهور لهم، يذكروننا أن الفن لا يموت، بل يتجدد بأشكال مبتكرة، وأن مصر ستظل قادرة على إنجاب من يشيع البهجة في قلوبنا، مهما كانت العتمة من حولنا كثيفة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا