في ليلة صيفية، وتحديدًا 20 يونيو 1969.. سكت أشهر قراء الأرض عن الكلام المباح، حيث صعدت روحه الطاهرة إلى السماء. إنه القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي عقمت النساء أن يلدن مثله. ترجل «المنشاوي» عن صهوة جواده في ذروة عنفوانه، حيث كان في التاسعة والأربعين من عمره. كان الحزن على فراقه عارمًا صادمًا مؤلمًا؛ فلقد مات أكثر القراء خشوعًا وتبتلًا. السطور الأخيرة من كتاب: «العصر الذهبي لدولة التلاوة» تصف لحظة إذاعة نبأ وفاة «المنشاوي»، الذي كان المصريون يترقبون تلاوته كل أربعاء، حيث يقول مؤلفه الدكتور نبيل حنفي: «ولن أنسى ما حييتُ صراخ النسوة فوق أسطح المنازل ليلتها ونياحَهن، وذلك عندما علمن أن صديق الأربعاء قد ودَّع الدنيا، بعد أن أسعد الناس بتلاواته، وعاد إلى بارئه؛ ليلقى ما خدم به القرآن الكريم يوم يُحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا». من أجمل ما قيل فى صاحب الذكرى وعنه: إنه -رحمه الله تعالى- تم دفن جسده الشريف فى التراب إلا صوتَه الذى تم حفظه وإيداعه فى صدور قوم مؤمنين، يتوارثونه جيلًا بعد جيل، كما الكنز الثمين الذى تتعاظم قيمته يومًا بعد يوم. ولا يكاد صوت "المنشاوي" يغيب عن أثير الإذاعات الإسلامية والفضائيات القرآنية. ينطبق على «المنشاوي» الحديث الشريف: «إنَّ من أحسنِ النَّاسِ صوتًا بالقرآنِ الَّذى إذا سمِعتموه يقرأُ حسِبتموه يخشَى اللهَ»، وهكذا كان -رحمه الله- مضرب المثل حتى الآن فى الخشوع والخضوع والتدبر أثناء تلاوة آى الذكر: ترتيلًا وتجويدًا. امتدح أحدهم يومًا أداء القارئ الراحل قائلًا: «المنشاوي.. ذلك المسافر من أثقال التراب إلى معارج الملائكة.. صوت غريب عتيق، إذا حزن كأنما يتنفس فى صدر سيدنا يعقوب، وإذا خشع فكأنما يجلس فى ظلال العرش، وإذا وعظَ فقرأ «قد خلت من قبلكم سُنَنٌ»، فكأنما يجلس فوق منبر». أوصاف فريدة وصفات متفردة لم يتصف بها قارئ سوى "المنشاوي" الذى لم تتجاوز مسيرته الإذاعية 16 عامًا فقط، إذ تم اعتماده العام 1953، وصعدت روحه إلى بارئها العام 1969، وبين التاريخين. صنع «المنشاوي» لنفسه وللأمة الإسلامية تاريخًا قرآنيًّا عظيمًا واستثنائيًّا على جميع المستويات، ولا ينافسه فيه أحد من أقرانه الأجلاء. الشيخ «المنشاوي» هو صاحب الرقم القياسي من بين القراء المصريين فى القراءة بالمسجد الأقصى فكَ الله أسره؛ حيث زاره فى أعوام 1957 و1961 و1962 و1964، وأبهر المصلّين بصوته العذب الذي وصلهم مباشرة بعد أن كانوا يسمعونه عبر أثير الإذاعة. كما أن تلاوات القارئ الجليل ب«الأقصى» توافر لها من جماليات الأداء وعبقريته ما لم يتوفر لغيرها. فى ستينيات القرن الماضي، شكَّ أو تشكك أحدهم فى تلاوة لصاحب الذكرى بالمسجد النبوي، فذهب إلى أحد مُحققى التلاوة بالمسجد العامر؛ مستفسرًا إن كانت تلاوته صحيحة؛ ليتعلم منها، أم لا؟!! فأجابه مُحقق التلاوة مستنكرًا: «إن لم تكن تلاوة المنشاوى صحيحة، فلا توجد تلاوة صحيحة على وجه الأرض» فكان هذا اعترافًا جديدًا بعبقرية المنشاوى وكماله فى ميدان التلاوة داخل البلد الذى شهد نزول القرآن الكريم. عندما يتلو «المنشاوي» من سورة «الزخرف»: «ونادوا يا مالكُ ليقضِ علينا ربك قال إنكم ماكثون».. تستشعر أن القيامة قد قامت، والحساب قد انعقد، وأهل النار قد دخلوها ولن يغادروها ونالوا جزاءهم المحتوم، وطُوى السِّجلُ، ورُفع الكتاب، وقُضى الأمر. وهكذا كان «المنشاوي» قارئًا عظيمًا فى زمن كانت دولة التلاوة المصرية تزخر فيه بالقراء العظام، وكان لكل منهم أسلوبه وسمته وشخصيته وبصمته التي تميزه عن غيره. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا