واقعة كلما تخيلت تفاصيلها تنتابني حالة لا أعرف اسمها ولا إلى أي أبواب علم النفس تنتمي، ولكن بداخلي يقين بأنني لم أعد أحتمل قسوتها التي فاقت كل حدود الاحتمال بهما بلغت قدرتنا عليه.. عن طفل البحيرة أتحدث وأسأل هل تلك الرباعية التي تخلت عن كل معاني الإنسانية هي التي قتلت في ياسين براءته أم هناك شركاء؟! والإجابة نعم.. إن براءة ذلك الطفل المسكين قتلت على يد أطراف عدة.. منظومة تعليمية بلا ملامح محددة ولا ثابتة تتغير بتغير المسؤول عنها.. إهمال يصل إلى حد الجريمة في استعادة هيبة المدارس الحكومية التي تخرج منها نبهاء وعلماء وأدباء حقيقيون، واهتممنا بتطوير المناهج شكلًا دون آليات حقيقيه ومضمون مؤثر وبنية تحتية مؤهلة لذلك.. عندما اختفى المسرح وغرفة الموسيقى والملاعب من المدارس واستخدمت حصصهم وغرفهم لعلوم وحساب وهندسة.. عندما طالت الطبقية التعليم فاضطر من يبحث عن تعليم جيد لأبنائه أن يعمل فوق طاقته وقدرته في وظيفة واثنتين وثلاث أو أن يسافر إلى الخارج تاركًا أبناءه وكل تفاصيلهم في عنق زوجة، تفقد في الكثير من الأحيان قدرتها على لعب دور الأب والأم معًا.. عندما أصبحت سمعة المدرسة أهم من كل قيمة ومبدأ. قتلنا براءة هذا الطفل المسكين وغيره عندما لم ننشئ قناة للأطفال بأسس علمية ومهنية تناسب عصرهم وعقولهم التي سبقت واقعهم، وخبراتنا بمراحل، بل إننا حتى لم نطور البرامج الموجودة بالفعل، ونذيعها إما والأطفال في مدارسهم أو على أسْرتهم بخلاف مضامينها البالية. قتلنا البراءة عندما لم تر الدراما في معظمها من الواقع غير البلطجة والعلاقات المحرمة والألفاظ البذيئة النابية تصريحا وتلميحا خادشا للحياء.. عندما بات الحدث الدرامي محصورًا إما في فيلات وقصور الكمبوندات أو في الأزقة، فغاب السيد أبو العلا البشري وتوارى ضمير أبله حكمت، وانتهت قصة الأمس، وأصبح الحل في تشكيل لجنة هنا وعقد مؤتمر هناك، دون بحث عن كشّاف مواهب حقيقية تملأ أرجاء المحروسة. قتلنا البراءة عندما تركنا إعلام الدولة والناس ينهار دون محاسبة المتسبب في ذلك بعد أن كان ملاذ كل قيمة وملجأ كل انضباط وعودة تحتاج الكثير من الوقت والمال.. عندما تجاوزت السوشيال ميديا الإعلام وسبقته في نشر الخبر وتوثيق الحدث زيفًا أوصدقًا. عندما صنعنا نجومًا يظهرون في الإعلام فيزيدون الأزمات ويعكرون الصفو ويفسدون الوعي ويحدثون البلبلة في كل تفاصيل حياة الناس، عندما روجنا للتربية الإيجابية وأفسحنا الشاشات لمدربات تعدد الزوجات وغيرها من المسميات التي لم نعرف من أين جاءتنا.. عندما لم يعد المذيع بناءً الوعي ولم تعد محددات اختياره كالسابق. قتلنا البراءة عندما أصبحنا ننفق ملايين الدولارات لشراء أو بيع لاعب كرة مع كامل الاحترام لشخوصهم، ونترك الناس لتساؤلاتهم من أين كل هذه الملايين؟ فأصبح عندما تسأل أي طفل نفسك تكون إيه لما تكبر يجيبك بسرعة ودون عناء التفكير لاعب كرة. أربعات.. أربعات عين الحسود قلتنا البراء عندما كشفنا ستر بيوتنا على شاشات هواتفنا من أجل الترند اللعين، أو حفنة من الدولارات من هذا التطبيق أو ذاك.. عندما اختل الهرم الطبقي والقيمي.. عندما لم يعد للبسطاء لسانا يعبر عنهم بصدق ووعي إلا قليلا.. عندما وعندما بما لا تحتمله الصفحات ولا يكفيه المداد، والسؤال هل تدرك بهية أن هذه الأسباب وغيرها شريكة في قتل براءة ياسين؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا