تتجدد العاصفة من رحم النزاعات التاريخية بين نيودلهي وإسلام آباد، مع عودة كشمير، الإقليم المتنازع عليه منذ أكثر من سبعة عقود، إلى واجهة الصراع من جديد، إثر هجوم دموي وقع الثلاثاء الماضي، وأدى إلى مقتل 26 سائحا في بلدة باهالغام السياحية في وادي بيساران، بالجزء الخاضع للسيطرة الهندية من الإقليم. الهجوم، الذي حمل ملامح التفجيرات السابقة التي كادت تشعل حروبا إقليمية، فجر حالة من التوتر بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، وفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري. وبين الاتهامات المتبادلة، والطرد الدبلوماسي، والتصريحات النارية، يبدو المشهد مهيأ لانفجار وشيك قد يتجاوز حدود كشمير إلى ساحات إقليمية ودولية أوسع، في ظل تصاعد الخطاب القومي في كلا البلدين، وتاريخ طويل من النزاعات المسلحة والمواجهات التي لم تفض يوما إلى تسوية نهائية. ورغم الوساطات الدولية التي حاولت على مدار العقود الماضية تهدئة الصراع، إلا أن الدماء التي سالت مجددا في أحد أكثر الأقاليم حساسية في آسيا أعادت التوترات إلى نقطة الصفر. تصعيد حاد على جانبي الحدود ردود الفعل على الهجوم لم تتأخر. إسلام آباد وصفت ما حدث بأنه "عمل حربي"، وتوعدت برد عسكري إذا ما تكررت الاستفزازات. في المقابل، ردت نيودلهي بسلسلة من الإجراءات التصعيدية، شملت إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الباكستانية، ووقف العمل باتفاقيات تجارية ودبلوماسية، وإلغاء كافة التأشيرات الممنوحة للمواطنين الباكستانيين. وشهد خط السيطرة الذي يقسم كشمير تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار خلال الليلة الماضية، في منطقة وادي ليبا، دون أن تُسجل إصابات بين المدنيين، وفق ما أفاد به مسؤول إداري كبير في الشطر الباكستاني من كشمير. وأكد الجيش الهندي بدوره أن قواته ردت على "نيران باكستانية من أسلحة خفيفة"، فيما تتواصل الاستعدادات الأمنية على جانبي الحدود تحسبًا لأي تصعيد. زيارة ميدانية وتهديد بالانتقام في مؤشر على جدية التوترات، أعلن الجيش الهندي أن قائده، سيزور كشمير اليوم الجمعة لتفقد الترتيبات الأمنية، كما من المتوقع أن يزور موقع الهجوم. ويأتي ذلك غداة تصريح ناري من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، توعد فيه ب"مطاردة الجناة حتى أقاصي الأرض"، ما يعكس نية واضحة في تبني سياسة أكثر عدائية تجاه باكستان. الهجوم الأخير أعاد إلى الأذهان تفجير 2019 الذي أودى بحياة العشرات من الجنود الهنود، واتُهمت فيه جماعة "جيش محمد" المدعومة من باكستان، ما أدى حينها إلى توتر غير مسبوق كاد يشعل حربا مفتوحة. واليوم، تتكرر الرواية ذاتها، إذ قالت السلطات الهندية إن اثنين من المهاجمين الثلاثة الذين تم تحديد هويتهم، يحملون الجنسية الباكستانية، دون أن تقدم أدلة موثقة على ذلك، بينما تنفي إسلام آباد هذه الاتهامات بشكل قاطع. كشمير بؤرة النزاع الأبدي النزاع حول كشمير ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى عام 1947، حين قرر المهراجا الهندوسي هاري سينغ، حاكم الإقليم، الانضمام إلى الهند رغم الأغلبية المسلمة، ما أشعل أولى الحروب بين الجارتين. ومنذ ذلك الحين، خاضت الهندوباكستان ثلاث حروب كبرى بسبب كشمير، دون أن يتمكن أي منهما من حسم النزاع لصالحه، في ظل رفض الهند تنفيذ الاستفتاء الذي أقره مجلس الأمن الدولي في عام 1948 لتقرير مصير الإقليم. وتبلغ مساحة كشمير 242 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، 90% منهم مسلمون، ما يزيد من حدة التوترات ذات الطابع الديني والعرقي. ويُعد نهر السند، الذي يعبر الإقليم، شريانًا مائيًا استراتيجيًا بين البلدين، وهو ما زاد من حساسية المنطقة، وجعل من كل اتفاق أو خلاف بشأنه مؤشرًا على حجم التأزم في العلاقات الثنائية. إجراءات انتقامية متبادلة الردود لم تقتصر على التصريحات العسكرية، بل امتدت إلى خطوات تنفيذية على الأرض. فقد أعلنت الهند تعليق العمل باتفاقية لتقاسم مياه نهر السند، فيما أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، وطردت مواطنين هنودًا، وألغت جميع تأشيرات الدخول الممنوحة لهم، مطالبة بمغادرتهم خلال 48 ساعة. وفي تطور آخر، هدمت السلطات في الشطر الهندي من كشمير منزلين قالت إنهما يعودان لمشتبهين في تنفيذ الهجوم، أحدهما متهم رئيسي، في خطوة تؤكد رغبة نيودلهي في إرسال رسائل ردع قوية، سواء داخليًا أو تجاه باكستان. مستقبل غامض ومخاوف من الانفجار وسط هذه الأجواء المتوترة، يبدو مستقبل كشمير، بل والمنطقة برمتها، على كف عفريت. فالحرب ليست خيارًا سهلًا في ظل امتلاك البلدين للسلاح النووي، إلا أن التصعيد الجاري ينذر باحتمالات خروج الوضع عن السيطرة، خصوصًا إذا ما وقع هجوم آخر أو تم تسجيل خسائر بشرية على نطاق أوسع. المجتمع الدولي يراقب عن كثب، فيما لم تُسجل حتى الآن دعوات واضحة للتدخل أو الوساطة، وهو ما يزيد من احتمالات الانزلاق إلى سيناريوهات خطيرة. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل سيكون هذا الهجوم الشرارة التي تعيد إشعال النار في كشمير، أم أنه مجرد فصل جديد في مسلسل طويل من التوترات المزمنة بين القوتين النوويتين؟ ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا