وصلت حدة التوترات بين القوتين النوويتين الهندوباكستان، إلى أقصى درجة لها منذ عقود، بعد أن قالت إسلام آباد إنها أسقطت مقاتلتين هنديتين اليوم الأربعاء. قالت الحكومة الباكستانية اليوم الأربعاء إن قواتها الجوية أسقطت مقاتلتين هنديتين، بعد أن عبرتا المجال الجوي في المنطقة المتنازع عليها في إقليم كشمير، وهو الأمر الذي من الممكن أن يمثل أكبر تصعيد في التوترات بين القوتين النوويتين منذ عقود، حيث قال الجنرال أسيف غفور المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن إحدى المقاتلتين وقعت داخل كشمير الباكستانية، فيما سقطت الأخرى داخل كشمير الهندية، مضيفا أنه تم أسر طيار هندي، كما أكد الحكومة الباكستانية في حسابها على موقع "تويتر" أن القوات الجوية للبلاد أسقطت المقاتلتين، بعد غارات شنتها باكستان على الهند. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه حتى الآن، لم تعلق الحكومة أو القوات الجوية الهندية على هذه الأنباء، مضيفة أنه لم يتسنى لها تأكيد الادعاءات الباكستانية من طرف مستقل. في الوقت نفسه، قال بيان صادر عن الخارجية الباكستانية إن إسلام آباد شنت غارات جوية على "أهداف غير عسكرية" من المجال الجوي للبلاد وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه حتى الآن، لم تعلق الحكومة أو القوات الجوية الهندية على هذه الأنباء، مضيفة أنه لم يتسنى لها تأكيد الادعاءات الباكستانية من طرف مستقل. في الوقت نفسه، قال بيان صادر عن الخارجية الباكستانية إن إسلام آباد شنت غارات جوية على "أهداف غير عسكرية" من المجال الجوي للبلاد على الجانب الآخر من الحدود، متهمة الهند "بارتكاب أعمال إرهابية ضد باكستان". الغارات الباكستانية تأتي بعد يوم واحد من الغارات التي شنتها الهند على معسكرات تدريب للإرهابيين، داخل الأراضي الباكستانية، وهي المرة الأولى التي تعبر فيها المقاتلات الهندية الحدود بين البلدين منذ الحرب الهنديةالباكستانية في 1971. ومن جانبها قالت باكستان إن الغارات التي شنتها لم تكن انتقاما من الهند، وأكدت "أنه لذلك لم تستهدف إسلام آباد أهدافا عسكرية، متجنبة وقوع خسائر بشرية". وأضافت أن "الهدف الوحيد من الغارات، كان التأكيد على حق وقدرة بلادنا على الدفاع عن نفسها"، مشيرة إلى "أننا لا توجد لدينا أي نية للتصعيد، لكننا مستعدين تماما للقيام بذلك إذا اضطررنا، وهو ما أوضحناه بشن الغارات في وضح النهار". ماذا لو نشبت حرب نووية بين الهندوباكستان؟ المزيد من التصعيد أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، أكدت، قبل إسقاط المقاتلتين الهنديتين، أن بلادها لا تريد "المزيد من التصعيد" مع باكستان. وأكدت سواراج خلال اجتماع مع نظيريها الصيني والروسي في مدينة ووجن الصينية، إن الغارات الهندية لم تكن "عملا عسكريا"، ولكن عملية استباقية ضد جماعة "جيش محمد". وكانت الهند اتهمت الجماعة التي تتخذ من الجانب الباكستاني من إقليم كشمير مقرا لها، بالوقوف وراء التفجير الانتحاري الذي وقع في كشمير الهندية، والذي خلف 40 قتيلا من قوات الأمن الهندية، منتصف فبراير الجاري. وادعت نيودلهي أن باكستان لعبت دورا مباشرا في الهجوم، الذي يعد الأكثر دموية ضد القوات الأمنية في الهند، منذ نهاية الثمانينات، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. باكستان تقاطع مؤتمر التعاون الإسلامي بسبب الهند وحاولت الولاياتالمتحدة تهدئة الموقف، حيث اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مع نظيريه الهنديوالباكستاني، داعيا البلدين إلى التهدئة، "وتجنب التصعيد مهما كانت التكلفة". تاريخ من التوترات وتقول "سي إن إن" إن إقليم "كشمير"، الذي يتكون في معظمه من مناطق جبلية على الحدود بين الهندوباكستان، لديه تاريخ كبير من التوترات. حيث شهد الإقليم صراع مرير بين الهندوباكستان للسيطرة عليه، بعد تقسيم البلاد في عام 1947، ما تسبب في نشوب ثلاثة حروب بين البلدين، بالإضافة إلى سلسلة أخرى من الاشتباكات. وجاء الهجوم الأخير لجماعة "جيش محمد" فبراير الجاري، بعد أكثر من عامين من تسلل أفراد من الجماعة إلى قاعدة عسكرية هندية في منطقة "أوري" الهندية، وأسفر عن مقتل 18 جندي. الجيش الباكستاني: لا نريد التصعيد ولا نرغب في الحرب وقالت الهند حينها إن قواتها البرية شنت غارات على أهداف إرهابية، داخل الحدود الباكستانية، رد على هجوم "أوري"، وهو ما نفته إسلام آباد. بعد أيام من الهجوم الأخير، قُتل أربعة من أفراد الجيش الهندي في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في منطقة "بولواما" في الشطر الهندي من كشمير. وتسببت التوترات في المنطقة في قتل أكثر من 47 ألف شخص منذ عام 1989، رغم أن هذه الخسائر لا تشمل الأشخاص الذين اختفوا بسبب النزاع، وتقول بعض جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية إن عدد الوفيات ضعف هذا العدد.