بعد مرور أسبوع على انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني، الأهم والأقوى والأكبر في العام كله كما هو مفترض، وكما تعودنا على مدار سنوات وعقود مع بداية ظهور الدراما التليفزيونية في أوائل الستينيات، أجد نفسي ولأول مرة منذ سنوات طويلة مصابًا بالإحباط والصدمة إزاء مستوى ما يعرض من مسلسلات على القنوات العامة أو الخاصة والتي تتجاوز ال 25 مسلسلًا حتى الآن ستصل إلى ما يقرب ال 40 بنهاية الشهر الكريم.. فالغالبية العظمى من المسلسلات المعروضة حاليًا لا ترتقي بأي حال من الأحوال إلى ما هو مأمول ومطلوب ومنتظر في هذا الشهر، رغم مئات الملايين من الجنيهات التي أنفقت على إنتاجها وعشرات النجوم والنجمات المشاركين فيها وكتيبة المنتجين والكتاب والمخرجين والفنيين الذين توفروا لإنجازها! هذه المسلسلات التي سبقتها وصاحبتها دعايات بملايين الجنيهات أيضًا لم تطرح غالبيتها حتى الآن قضية أو مشكلة حقيقية واحدة من عشرات القضايا والمشاكل التي تشغل الناس ويعانون منها على مستويات عدة.. تلك المسلسلات مازالت تروج وبقوة وجرأة شديدة يحسد صناعها عليها للبلطجة والعنف والدماء والجريمة بكل صورها وللنماذح السلبية المنحرفة في المجتمع، وتعرض لصور الرقص والخلاعة والمجون والأقوال الفاحشة والإسفاف بصورة غير مسبوقة هذا العام، وكأنها حملة ممنهجة ومخططة ومتعمدة لهدم منظومة القيم والأخلاق المتوارثة، بدلًا من تقديم الأعمال الهادفة التي تحض على مكارم الأخلاق والقيم النبيلة كما كان يفعل أغلب صناع الدراما في الشهر الفضيل حتى سنوات قريبة. القوة التي كانت ناعمة والأخطر في هذا الأمر أن هذه الأعمال الرديئة تسيء بشدة إلى سمعة مصرنا الحبيبة وإلى قوتها الناعمة، التي نجحت لسنوات طويلة جدًا في أن تصل إلى كل شعوب الأقطار العربية الشقيقة، وتؤثر فيهم بقوة أكثر مما فعلت السياسة والإعلام وصناعهما وشاركت بفاعلية في تشكيل وجدان هذه الشعوب.. قبل أن يبدأ منحنى هذه القوة الناعمة في التراجع تدريجيًا تأثيرًا وقيمة منذ أحداث يناير 2011 حتى بلغت الذروة في السنوات الأخيرة. كرد فعل للتراجع الرهيب في المستوى الذي وصلت إليه الدراما المصرية التي كانت الرائدة والمعلمة والملهمة لأجيال وأجيال من الشعوب العربية! أسباب عديدة في تصوري أسباب هذا التراجع الذي تعانيه الدراما التليفزيونية المصرية في السنوات العشر الأخيرة، على مستوى الكيف والمضمون والقيمة عديدة ومتشعبة ومتباينة أهمها وأولها غياب الفكر والهدف والمشروع الذي كان هو الهاجس الرئيس عند أغلب صناع الدراما على مدار عقود وعقود.. وفي مقدمة هؤلاء المؤلفين العظام أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحمد جلال عبد القوي ومحمد صفاء عامر وغيرهم ومع رحيل أغلب هؤلاء لم تستطع الأجيال التالية من المؤلفين الذين لا يمكن مقارنة معظمهم بالسابقين ملء الفراغ.. فجاءت أعمالهم عبارة عن اجتهادات ينقصها العمق والفكر الحصيف والهدف الواضح، بل وكان منهم أصحاب الأفكار الهدامة المتجاوزة للعرف والتقاليد والأخلاق! وهو ما تعكسه عشرات الأعمال في السنوات الماضية.. وفي نفس الإطار جاء العديد من المخرجين بعد رحيل وابتعاد جيل المخرجين الكبار إسماعيل عبد الحافظ ويحيى العلمي ومحمد فاضل ومجدي أبو عميرة وهم غير مؤهلين لهذه المهنة الخطيرة لا فنيًا ولا فكريًا ولا حتى أخلاقيًا! فحدثت عملية التماهي بين الفريقين وكانت النتيجة ما نشاهدها من أعمال دون المستوى في أغلبها! ساعد على ذلك أيضًا اقتحام العملية الإنتاجية مجموعة من رجال المال والأعمال والإعلانات ومن الذين لا علاقة لهم بالفن والإبداع، ومن الباحثين عن الشهرة واللاهثين وراءها وكل من هب ودب وهدفهم المحوري الكسب المادي بعيدًا عن القيمة والمضمون المقدم! ولا يمكن أن نغفل كذلك عنصر النجوم والفنانين الذين لم يكن أغلبهم خير خلف لخير سلف للأسف! فأتي معظمهم بلا ثقافة أو فكر أو طموح أو وعي وإدراك لقيمة ورسالة الفن الحقيقية وأثرها في المجتمع! ومن ثم ساهموا بوعي أو بغير في هذه المهازل والتشوهات الفنية التي أبتلينا بها في السنوات الأخيرة وفاض بنا الكيل منها وبلغ معها السيل الزبى! أليس منكم رجل رشيد؟ وبلغت تكلفة مسلسلات رمضان هذا العام نحو 3 مليار جنيه! وهو رقم ضخم لا شك أنه كان من المفترض أن يترجم إلى أعمال عالية الجودة والقيمة الفنية ولكن هيهات هيهات ذلك، ورحم الله الأيام التي كنا نصنع فيها أعمالًا عظيمة خالدة مثل ليالي الحلمية ورأفت الهجان والعائلة وحديث الصباح والمساء، وكم يزيد عن 50 عملًا بتكلفة أقل من 5 بالمائة من تكلفة الأعمال الحالية.. لا شك هناك طفرة تقنية رهيبة في الصورة والديكورات وباقي العناصر الفنية ولكن يقابلها تدني شديد في المضمون المقدم وهو في رأيي الأهم. أشغال شقة.. الحلو ما يكملش وبداية مخيبة لهنيدي! مسلسلات رمضان 2025.. العناوين المثيرة قبل المضمون! ورغم كل ما ذكرناه عن ضعف وسوء معظم الأعمال التليفزيونية المعروضة في الموسم الرمضاني الحالي 2025، حتى أنني لا أكاد أميز من بين هذه الأعمال سوى قلة قليلة جدًا لا تتعدى أصابع الأيد الواحدة! وهي تلك التي أراها جيدة ومختلفة وتستحق العرض في الشهرالكريم! سنتعرض لها في مقال قريب إن شاء الله. إلا أنني مازلت لم أفقد الأمل في مستقبل أفضل للدراما المصرية يعيد إليها توهجها ودورها الحيوي في تشكيل الرأي العام، ويسترد لها ريادتها وتفوقها في محيطها العربي، شريطة أن يستفيق معظم صناع الدراما ويقفوا مع أنفسهم ويراجعوا حساباتهم ولهم أقول: أليس منكم رجل رشيد؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا