«لن نركع أبدًا» كان هذا هو فحوى الرسالة التي أرسلها المصريون للعالم أجمع، في أعقاب محاولات الخارج المستميتة للتدخل في شئون مصر وقتالهم المستميت من أجل جماعة الإخوان ومن أجل عودة الجماعة الإرهابية لسدة الحكم في مصر. ظن «أوباما»ورفاقه من دول «محور الشر» أن بإمكانهم السيطرة على مصر وتحويلها إلى ولاية تابعة لدول المحور تأتمر بأمر قادته، إلا أنهم تجاهلوا أن هذا الشعب أعظم شعوب الدنيا وأنه لا يركع إلا لله سبحانه وتعالى، فوجهوا الرسالة تلو الأخرى لهذا المحور، كان فحوى هذه الرسائل واضحا للغاية «كلكم تحت أحذيتنا..لا نريد دعمكم..ولا معونتكم..ولا صداقتكم..فنحن من نحدد طريقنا ومستقبلنا بأيدينا..ولن نسمح لكم بإملاء أوامركم علينا ولدينا الإرادة ونحن أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا البلد». «لطمة» شديدة تلقتها دول محور الشر «أمريكا، تركيا، قطر، إسرائيل، فرنسا»، وبعض الدول الصغيرة التي لا تزيد على كونها دولا تابعة لهذا المحور، وهي اللطمة التي كانت كفيلة بإثارة جنون هذه الدول التي كانت تنظر لمصر طوال عام كامل على أنها دولة «تابعة» تنفذ ما تؤمر به فقط، بفضل جماعة الإخوان ومحمد مرسي الرئيس المعزول الذين أرادوا تسليم مفاتيح مصر لهذا المحور حفاظا على سلطانهم ولإطالة مدة بقائهم في السلطة. جن جنون «محور الشر».. فكيف لمصر أن تخرج عن «طوعهم» وتفكر وتقرر مصيرها بنفسها..ذات المشهد يتكرر حينما أعلن الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر استقلال الإرادة المصرية.. فالتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ومصر تستعيد كرامتها التي حاول طيور الظلام اختطافها وإرسالها هدية لواشنطن والصهاينة. «أوباما»و«أردوغان» قررا التحالف الكامل مع «تل أبيب» وتلك الدويلة المسماة ب«قطر» ومعهم «فرنسا» التي كانت تقدم نفسها كونها دولة تساعد الشعوب على التحرر وتحترم إرادة الشعوب..تحالف «الشياطين» وقرروا أن يتحركوا ويدبروا المؤامرات الواحدة تلو الأخرى حتى تعود مصر تحت تصرفهم من جديد وليكملوا اتفاقياتهم مع نظام الإخوان وهي الاتفاقيات التي توقفت وأصبحت لاغية بمجرد طرد الإخوان من سدة الحكم وإبعاد ممثلهم في الرئاسة «محمد مرسي» عن القصر. مؤامرة عابرة للحدود «فيتو» حصلت على معلومات في غاية الخطورة عن مؤامرات جديدة تحيكها جماعة الإخوان مع الإدارة الأمريكية ودويلة «قطر» بالإضافة إلى رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوغان». المعلومات تشير إلى أن مدينة «إزمير» التركية شهدت طوال الأسبوع الماضي اجتماعات مكثفة لمسئولين كبار في أربعة أجهزة مخابرات وهي المخابرات الأمريكية والمخابرات القطرية وجهاز الموساد الإسرائيلي إضافة إلى المخابرات التركية. وقد اجتمع مسئولو هذه المخابرات 3 جلسات مطولة وكان هناك بند واحد على جدول هذه الاجتماعات وهو خاص ب«الوضع المصري». ووفقا للمعلومات فإن ممثل المخابرات الأمريكية في هذه الاجتماعات طرح على المجتمعين الرؤية الأمريكية لمستقبل الصراع بين الإخوان والمؤسسة العسكرية في مصر، وأكد أن الجيش المصري بات مدعوما وبقوة من الشارع المصري وهو أمر في غاية الخطورة ويجب العمل على إنهاء حالة التوافق الموجودة في الشارع المصري بأي حال من الأحوال ومحاولة جر مصر إلى حرب أهلية ليدرك الشعب أن انحيازه للجيش كان خطأ كبيرا. أما ممثل الموساد فطرح فكرة نقل السيناريو السوري بحذافيره إلى مصر ورأى أن هذا هو السيناريو الأمثل. «الموساد» وضع خطة محكمة لتشكيل «جيش حر» في مصر عبر نقل بعض قادة الجيش السوري الحر إلى مصر بوحدات قتالية عبر بعض الأنفاق على مدة زمنية تبلغ «شهرين» لتتشكل بعدها نواة لهذا الجيش في سيناء ومنها إلى مختلف المدن والمحافظات إضافة إلى الاستعانة ببعض أفراد تنظيم القاعدة المتواجدين في العراق المتخصصين في زرع العبوات الناسفة وتفجير السيارات عن بعد. المسئول الإسرائيلي أكد للمجتمعين أن هذا هو الحل الأمثل الذي سيمكنهم من التدخل الفوري في مصر وربما استصدار قرار أممي من مجلس الأمن بالتدخل العسكري. مسئول المخابرات التركية رأى أن السيناريو الذي وضعه الموساد جيد لكن ما يعيق تنفيذه أن عناصر الجيش السوري الحر التي ستنضم لعناصر القاعدة والجهادية السلفية في مصر ستؤثر على العملية العسكرية في سوريا وستضمن نجاح بشار الأسد وقواته في السيطرة على مقاليد الأمور، وهو أمر عواقبه وخيمة وفقا للرؤية التركية. وعلى مدى الثلاث جلسات احتدم النقاش بين مسئولي أجهزة مخابرات «محور الشر» إلى أن تم الاستقرار على تنفيذ الرؤية الإسرائيلية والبدء الفوري في تحويل شوارع مصر إلى ساحة حرب أهلية. التنظيم الدولي للإخوان بالتوازي مع اجتماعات مسئولي المخابرات كان التنظيم الدولي لجماعة الإخوان مجتمعا هو الآخر في مدينة اسطنبول التركية التي احتضنت اجتماعات التنظيم المتكررة في واحد من أفخم فنادقها. والتنظيم الدولي للإخوان يحظى حاليا بدعم مباشر من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي الذي وضع بدوره خطة محددة لإدارة الصراع داخل مصر، وهو الصراع الذي يرى أردوغان أن المنتصر فيه سيكون صاحب النفس الطويل والخطط المحكمة. الصراع الذي يريده أردوغان سيكون بين ميليشيات مسلحة تتبع الإخوان وبين قوات الجيش والشرطة وهو كفيل من وجهة نظرهما بإعادة الإخوان للحكم مرة أخرى. خطة «أردوغان» التي تواصل فيها مع الدكتور «محمود عزت» نائب المرشد العام للجماعة وثعلب الإخوان الهارب تعتمد على الدفع بميليشيات تكون مهمتها واضحة وهي إثارة القلاقل في مصر عبر القيام بعدة تفجيرات في المدن بالقرب من الميادين الكبرى والمنشآت الحكومية المهمة، لتعزيز موقف الجماعة وقادتها الذين استطاعوا الهرب لخارج مصر تمهيدا لقيامهم بإعلان «حكومة المهجر» فور استقرارهم في إحدى الدول الأوربية. الأسبوع الماضي استقر التنظيم الدولي للإخوان الذي اجتمع في حضور «أردوغان» الذي تحمل تكاليف إقامة أعضاء التنظيم على تشكيل خلايا قتالية من بعض الموالين للإخوان في مصر تكون مهمتها زعزعة الاستقرار والقيام بأعمال عنف وتفجيرات. وأبلغ «أردوغان» قادة التنظيم الدولي للجماعة بأن كافة إمكانيات تركيا مسخرة لإعادة الجماعة إلى سدة الحكم مرة أخرى، وأن اسطنبول لن تتوانى في تقديم الدعم المادي والمعنوي لإخوان مصر حتى يحصلوا على مبتغاهم. وأكدت المصادر أن التنظيم ناقش ضرورة الانتقام من القوات المسلحة المصرية عبر شن حملة تشويه لقادتها. وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين اتفقوا على تسريب معلومات لوكالات الأنباء العالمية تذهب لوجود انشقاقات داخل الجيش المصري وتفيد أن قيادات كبيرة في الجيش انقلبوا ضد الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع رفضا لانقلابه على الرئيس المعزول. واتفق المجتمعون على قيام الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لإخوان مصر بالإشراف على تنفيذ بعض الأعمال الإرهابية داخل سيناء واستهداف المنشآت الحيوية لإحراج الجيش المصري إضافة إلى قيام «عزت» بالتنسيق بين التنظيمات الجهادية والإرهابية المتواجدة في سيناء لتشكيل جبهة قوية تقف ضد الجيش المصري. «لطمة جديدة» «إن ربك لبالمرصاد».. فبالتوازي مع كل هذه المؤامرات التي تحيكها قوى محور الشر تدخلت العناية الإلهية لتنقل المعركة من أرض مصر إلى داخل دول الشر. فأوباما بات مهددا بالإقالة بعدما تشكلت حركة «تمرد» داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وباتت تلقى دعما كبيرا من الشعب الأمريكي. «تمرد الأمريكية» قاربت على سحب البساط من تحت «أوباما» ليواجه منفردا، غضبة الشعب الأمريكي نتيجة لفشله هو وإدارته في حل مشكلة البطالة داخل «أمريكا» ونسيانه المشاكل والأزمات الاقتصادية داخل الولاياتالمتحدة واكتفائه بمحاولة الوقوف ضد إرادة الشعب المصري ودعمه لتنظيم الإخوان الإرهابي ورفضه التام للإرادة المصرية. «أوباما» بات في مهب الريح هو وإدارته فالأمريكان لن يصبروا عليه كثيراً! أما «أردوغان» الذي أراد تنصيب نفسه كخليفة للمسلمين فيبدو أن أيامه المقبلة ستكون شديدة السواد بعدما ظهرت بوادر انشقاق في الجيش التركي، إضافة إلى أن الشعب التركي نفسه لم ينس قيام أردوغان بفض اعتصام ميدان «تقسيم» السلمي بالقوة المفرطة. الثورة باتت تطرق أبواب تركيا من جديد وخطورتها هذه المرة تكمن في أنها ستكون مدعومة من شخصيات كبيرة في الجيش التركي. أما قطر وإسرائيل فحدث ولا حرج عن أوضاعهما الداخلية فالصراعات على السلطة في الكيانين باتت على أشدها.