انطفأت شموع الأمل، وغيمت سحابة من الحزن والألم، أصبحنا نستيقظ على أحداث مؤلمة تدمع لها الأعين من روع الخبر، أحداث تتكرر فى المجتمع المصرى سببها الإهمال والعبث فى أمور حياة المواطن البسيط. أتذكر فى الصغر مشهد الدماء فى وسائل الإعلام إذا ظهر تقوم الدنيا وتنقلب بسبب أن المجتمع لايتحمل هذا المشهد المؤلم والكثير من الآراء تهاجم ذلك البث. أشرقت علينا ثورات الربيع العربى و25 يناير على أمل أن يتحسن حال الفقير قبل الغنى، الصغير والكبير، أن نعيش فى مجتمع جديد يشهد ويتعلم منه الجميع، ولكن مسلسل القتلى والجرحى مستمر حيث أصبح الأمر طبيعياً.. دماء ووفيات و"كله حصرى وحالك يامصرى محلك سر"، ولا ثورة ولا جماعة ولا حزب غيرت من نفسها لتغير المجتمع ككل، واستخدمت كلمة الثورة لخدمة المصالح الشخصية والآخرون يتصارعون ليحصلوا على نصيبهم فى الكعكة السياسية، وأن مصلحة المواطن أمر من الأمور الثانوية ... الاهتمام بها ليس فى هذا الوقت، الأهم الآن فرض السيطرة السياسية ثم التهيئة الشعبية أن من يمتلك القوة السياسية هو الأقوى وليس من حق أحد الدخول فى حوار قبل الاعتراف أننا الأقوى وأنتم الأقل. تحدث الكارثة المصرية وتمضى مرور الكرام كالعادة، ننتظر ونترقب الكارثة الجديدة، وإذا تأخرت نقول" خير اللهم اجعله خير يارب أستر يارب"، شعور من الخوف والقلق والتشاؤم فى صدورنا الآن بسبب عدم القدرة على رؤية المستقبل القريب، ولايوجد قائد له القدرة لتلبية ما وعد به من أحلام وردية، والتنصل من تحمل المسئولية أصبح ثقافة المسئولين عند الأزمات. يا أيها السادة المسئولون ... انتهى الكلام والتحليلات السلبية فى إدارتكم لأمور المجتمع، ألم تشعر ضمائركم بالذنب أنكم سبباً فى قتل النفس البشرية، وهرس الأجساد على قضبان السكك الحديدية ، ياسيادة رئيس الحزب الحاكم تصريح سيادتكم بأن حادث قطار البدرشين سببه النظام السابق غير مقبول، و أتوجه لسيادتكم بسؤال: أين أنتم خلال الفترة السابقة؟ ماذا فعلتم للشعب ، ماذا تريدون من المواطن البسيط ... أنتم من ساهم فى قتل قرة أعيننا بقطار أسيوط، أنتم من ساهم فى قتل خير جند الله فى الأرض بالبدرشين، يا أصحاب الشرعية حتى الآن لم نلمس حقيقة واحدة من وعدكم أين مشروعاتكم والإصلاح والتطوير والتنمية، أين خطط إعادة الهيكلة والدراسات للمرافق الحيوية، عليكم بمصارحة أنفسكم أنكم فى وادٍ والشعب يصارع الحياة فى ظل حكم غامض. يا إخوتى يا أهل مصر نحن نستطيع أن نغير حياتنا بأنفسنا للأفضل ... بتعديل السلوك السلبى إلى إيجابي، وتحجيم من يرد أن يحقق أطماعه بدماء النفس البشرية .