رؤية البرادعى

ألم تستشعر معى أن الرجل بعد أطروحاته وفى أكثر من لقاء وأمام الرأى العام لديه رؤية واضحة وجلية لدعم هذا البلد وانتشاله من حضيض الأزمات والكوارث التى تلاحقنا نحن أبناءه، والتى هى فى منأى عن رجال أعماله وسياساته وأعضاء حكومته وقادته؟
ألم تشعر بتلك التجربة، التى ساهم بها فى الاحتكاك المباشر مع صناع القرار فى كل الدول الغربية، والتى كان موقفه فيها حازماً سواء من الحرب على العراق أو دوره فى الوساطة مع إيران؟..
من المؤكد أن البرادعى يحمل رؤية واضحة لانتشال مصر من التيه الذى تعيش فيه، والسعى فى بناء الدولة الحديثة التى نحلم بها جميعاً والتى هى قائمة على الديمقراطية وتداول السلطة واستقلال القضاء حتى تكون المحصلة فى يد الشعب فى النهاية، وهو من يحدد مصيره، ولا شك أن شعب مصر لديه الإحساس بهذه المسؤولية، ولك أن تتابع مراسم استقبال البرادعى عند وصوله لتدرك مدى تعطش الناس للديمقراطية والعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولا تلتفت لهؤلاء الذين يقفون وبالمرصاد لتحركات الرجل، والذين يتهكمون عليه قائلين إنه بمعزل عن مشاكل الشعب فكيف يستطيع حلها؟ والإجابة يحملونها هم أنفسهم إذ نرد عليهم قائلين: وماذا فعلتم أنتم يا من تعيشون مشاكلنا وترونها بل تساهمون فى صنعها؟!
أليس الأولى أن تبادروا بحلها وأنتم صناع القرار وأصحاب المسؤولية.. أين المحافظون والوزراء والمسؤولون من الأزمات والكوارث التى تتعاقب علينا ليل نهار من بطالة الشباب والتعليم الزائف وغلاء الأسعار، ومن حوادث القطارات والسيارات والطرق؟ بل أين هم من نهب وسرقة المال العام وبرصد دائم من الجهاز المركزى للمحاسبات؟ أين هم من طوابير الخبز وطوابير الأنابيب وأزمة القمامة؟ أين هم من مشاكل المواطن البسيط مثلى ومثلك؟
أين هم وفى أى واد يعيشون؟ إذا كانوا يعللون ويتبجحون على سعى البرادعى وبشرف للتغيير، فمازال البرادعى لنا معشر الشباب أملاً فى التغيير وصولاً لدولة أدواتها العلم وركيزتها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.