الامر الذى دفع بعض الدول العربية والاجنبية للانسحاب من الانخراط فى دخول القوة الدولية المزمع ان تعمل فى قطاع غزة تتحرك الادارة الامريكية فى الوقت الراهن فى اتجاه البحث عن بدائل او خيارات جديدة للتماشى مع الامر الواقع فى قطاع غزة، وهو ما برز فى مجمل التحركات الامريكية، الامر الذى قد يؤثر على الامن القومى المصرى فى المديين القصير والمتوسط الاجل، ويمكن رصد أهم التحركات الامريكية الراهنة فى قطاع غزة انطلاقا من البحث عن مسارات بديلة، من خلال تشكيل الادارة الامريكية لمركز التنسيق الامريكى الاسرائيلى والذى يضم ممثلين لحوالى 40 دولة، ما يؤكد على ان الادارة الامريكية تنتقل تدريجيا من مجرد التنسيق الامنى واللوجستى والمعلوماتى الى لعب دور فى توزيع المساعدات الانسانية بديل عن اسرائيل، ومن ثم فإن هذا التحرك الامريكى قد يعد الخطوة الرئيسية فى إعادة تمركز حضورها فى قطاع غزة والتأكيد على الدور الامريكى فى مشروع اعمار القطاع فى الجزء الذى تسيطر عليه اسرائيل وخاصة فى مساحة حوالى 52% من مساحة قطاع غزة، اى إن الامر سيكون مرتبطا بالفعل بالعمل فى الواقع الراهن ودون الانتظار للتحرك فى كل قطاع غزة وخاصة فى الجزء الثانى الذى تسيطر عليه حركة حماس، ما يعنى التعامل مع الواقع على الارض كذلك تخطيط الادارة الامريكية لبناء قاعدة عسكرية كاملة فى غزة، ورغم تأكيد مصادر امريكية ان الولاياتالمتحدة ليس من اهدافها القيام بهذا الامر على الاقل فى الوقت الراهن، فإن كل الشواهد تشير الى ان الادارة الامريكية تخطط لهذا الهدف فى ظل ما يشهده القطاع من تطورات امنية وعسكرية وسياسية قد تمنع الاستمرار فى تنفيذ مخطط المرحلة الثانية من الخطة الامريكية، وفى ظل معوقات عديدة تواجه ما يجرى من سياسات حقيقية خاصة أن الادارة الامريكية بدأت فى تسويق البدائل على الارض. إضافة للتحرك فى مجلس الامن لإقرار قرار مجلس الامن فى هذا التوقيت مع الاعلان عن ان القوة الدولية المفترض ان تشكل سيكون من مهامها نزع سلاح حركة حماس على الارض مع تحميل القوة مسئوليات مهمة، الامر الذى دفع بعض الدول العربية والاجنبية للانسحاب من الانخراط فى دخول القوة الدولية المزمع ان تعمل فى قطاع غزة وتسلح بأسلحة سيتم اقرارها فى القرار الدولى. وذلك فى ظل عدم وجود مؤشرات حقيقية على توجه او موقف الادارة الامريكية للمشاركة فى مؤتمر اعمار قطاع غزة المزمع ان ينعقد فى مصر نهاية الشهر الجارى، الامر الذى يؤكد على ان الادارة الامريكية تعمل فى مسار آخر ومن خلال مسار مختلف على خط المخطط له عربيا / مصريا ما يشير الى ان الادارة الامريكية قد تعرقل مسار ما يجرى وتركز فى القوت الراهن على خطة نزع سلاح حركة حماس اولا قبل اى حديث عن الخيارات البديلة . فى نفس السياق تحرك الادارة الامريكية فى مسار انسانى - سياسى - اقتصادى - امنى فى نفس التوقيت وبدون الالتزام ببنود الخطة الامريكية التى اعلنها الرئيس ترامب فى ظل صعوبات عدة تواجه تنفيذ هذه الخطة وليس فقط الالتزام بنصوص المرحلة التالية بما فى ذلك خطة نزع سلاح حركة حماس فى الوقت الراهن مع استثمار الادارة الامريكية الواقع الراهن، فلم تشكل القوة الدولية لاعتبارات متعلقة بمواقف الدول المعنية وعدم وجود اى خطوات عربية او فلسطينية على الارض، فلم تشكل لجنة الاسناد الفلسطينية بعناصرها المقترحة من التكنوقراطية وتحديد مهامها، ولم يعد هناك طرح لشكل الادارة العربية المقترح ان تمثل الى جوار مجلس السلام الاقليمى الذى سيترأسه الرئيس ترامب شخصيا ما يؤكد على ان الادارة الامريكية سعت فعليا للاستثمار فيما يجرى وستعمل على تنفيذه بصورة عاجلة. فى المجمل ينبغى مراقبة المشهد الراهن فى غزة ووضع الخطط الاستباقية فى التعامل خاصة فى موضوع اى خطط بديلة او استثنائية يمكن ان تؤثر على مسار ما يجرى عربيا وإعادة النظر لبعض الوقت فى بعض الاستحقاقات ومنها عقد مؤتمر الاعمار فى هذا التوقيت مع التخطيط الرئيسى من الآن للبديل ولو لبعض الوقت حتى مع التصور بعقد المؤتمر لتحقيق الأهداف العربية والتى تقودها مصر فى هذا التوقيت بالتنسيق مع الدول العربية وعدم التعجل فى الالتحاق بالقوة الدولية الا بعد معرفة بنود قرار التشكيل ودراستها جيدا خاصة أن تسليح القوة سيكون له تأثيراته على الامن القومى العربى والمصرى معا وعدم التماشى مع اى طرح قد يكون مكلفا خاصة من منظور البعد الامنى مع عدم الابتعاد عن ادارة المشهد من الخارج سواء فى استقبال المسئولين الامريكيين مع العمل عربيا ومصريا على تبنى خطاب اعلامى وسياسى برفض خطة تقسيم القطاع والتأكيد المستمر على وحدة قطاع غزة وليس تكريس استراتيجية الامر الواقع التى تعمل الادارة الامريكية وإسرائيل من خلالها.