سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"رابعة والنهضة" مهبط "الديانات الإخوانية".. "الضلال" يسيطر على عقول الإخوان بعد رؤيا الملائكة والأنبياء فى الاعتصامات.. عزل "مرسى" أشد حرمة من هدم الكعبة.. و"المعزول" يخفف عن الميت عذاب القبر
المشكلة باتت صعبة ولم يعد لها حل سوى فض الاعتصام الإخواني برابعة العدوية والنهضة، ليس من أجل تطهير الميادين من مخلفات الطعام، ولكن لتطهير العقول من الخرافات الشاذة التي علقت بعقول أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي طوال فترة الاعتصام الذي دخل يومه الأربعين. فعلى الرغم من أن المطلب الذي تجمع جماعة الإخوان أتباعها في ميدان رابعة هو مطلب سياسي بحت، لا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد إلا أن لغة الخطاب الديني هى السائدة هناك، وهى اللغة الوحيدة التي تستطيع الجماعة السيطرة من خلالها على أتباعها، بل أصبحت اللغة الوحيدة التي يمكن أن يصغي إليها أولئك الأتباع المضللون. وما تشهده "رابعة" من تخاريف وخزعبلات على ألسنة شيوخ الفتنة يعيدنا إلى عصور الظلام والجهل والتخلف والخرافات التي بدأت بانحدار مستوى التفكير منذ فتوى العلاج ببول الإبل ونكاح الجهاد، وانتظار معجزة إلهية تهبط من السماء تعيد المعزول إلى كرسي الرئاسة، تلك الخرافات التي تلحق الضرر بالإسلام والمسلمين لابد أن تتوقف حتى ولو بفض الاعتصام بالقوة. البداية جاءت من قول صفوت حجازى إنهم سيدفنون صورة مرسي مع قتلى الحرس الجمهورى حتى تخفف عنهم أهوال عذاب القبر، أيضا عندما يبشرهم أحد الشيوخ بأن ثواب وقفة رابعة أكبر من وقفة عرفات، بالإضافة إلى الحمام الأخضر الذي يقتل الحمام الأسود ثم يقف على كتف مرسي، ناهيك عن الرؤيا المباركة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من مرسي أن يؤمه في الصلاة، أفكار وهى أفكار أشد خطورة من الخرطوش والمولوتوف والسنج والسيوف. لقد ساعد على تفشي هذه الخرافات الجهل الذي جعل قطعان من البشر تسير بلا وعي وراء شيخ منافق يروي لهم خرافات عن تحليق حمامات خضراء على كتف المعزول وآخر يخبرهم أن أحد الصالحين في المدينةالمنورة أبلغه برؤيا أن جبريل عليه السلام دخل مسجد رابعة ليثبت المصلين، وأنه رأى مجلسا فيه الرسول صلي الله عليه وسلم والمعزول والحضور فحان وقت الصلاة فقدم الناس الرسول ولكن الرسول الذي تقدم الأنبياء والمرسلين في رحلة الإسراء والمعراج يقدم مرسي، وثالث يروي لهم أنه شاهد صحراء بها 50 جملا وبها شباب وأطفال صغار يلعبون في الرمل ولكن مع الوقت جاع الشباب والإبل واشتد بهم العطش فكان الفزع لله ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الأرض فخرجت ساقية ارتفاعها 10 أدوار"تقلب الأرض وشربت الإبل وشرب الناس والأطفال وسمع الناس صوتا يردد ارعوا إبل محمد مرسي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل نجد مرشد الفتنة بديع يبث سمومه عبر حسابه على تويتر بقوله: إن الإخوان يعتبرون في حالة جهاد في سبيل الله وأن الإسلام يسمح للمسلم بالإفطار في رمضان إذا خرج للجهاد، ولم يكتف بذلك بل قارن في تغريدة أخرى بين انقلاب العسكر على مرسي بحسب قوله بغزوة بدر التي خاضها الرسول صلي الله عليه وسلم ضد قريش، وشدد على أن أعضاء الجماعة يستعدون لمعركة بدر الثانية في ذكرى غزوة بدر 26 يوليو المقبل. رحلة خرافات رابعة لم تتوقف عند هذا الحد بل وصلت إلى حد شعور أحد المعتصمين بها أن القرآن الكريم ينزل عليه الآن في رابعة العدوية مدعيا أن الموجودين برابعة أكثر إيمانًا من الذين خارج الاعتصام. المهمة باتت صعبة وثقيلة لاستعادة العقول المغيبة، التي اقتنعت بأن إزاحة مرسي بمثابة حرب ضد الإسلام والمسلمين، وأن جيشهم العظيم هو العدو الذي يطلق النار على المصلين، وأن الكذب مباح في زمن الحرب حتى لو كان ترويج صور أطفال سوريين قتلى على أنهم مصريون، وتبرير رمى الأطفال من فوق العمارات، وضرب معارضيهم وتكسير عظامهم بصورة وحشية، ووفرت قيادات الإخوان وشيوخهم غطاءً دينيا لأطماعهم السياسية، ووصل الجنون ذروته عندما شعروا بأن مصر التي كانت في قبضتهم ضاعت منهم، فانهارت أحلام الخلافة والإمارة التي انتظروها ثمانين عاما، وأيقظوا فتنة كبرى وقودها النار والدماء والفرقة، وملأوا عقول الجموع الغاضبة في رابعة العدوية بمعتقدات دينية مشوهة، تقسّم أبناء الوطن الواحد إلى مؤمنين وكفار.