سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فيتو" تكشف طرق تهريب الأسلحة لمصر عبر أسوان.. تأتي من تشاد وكينيا وتنقل بالجمال والسيارات.. العدوة أشهر قرية في جلبها من السودان.. "معسل التفاح مقابل السلاح" شعار المهربين السودانيين
تهريب السلاح لمصر عن طريق المحافظات الحدودية له طرقه ودهاليزه التي يتفنن مهربو الأسلحة في ابتكار الجديد منها باستمرار، وعلى مدى العامين ونصف العام الماضيين واستغلالا للانفلات الأمني تعددت حالات تهريب السلاح من السودان عبر محافظتي أسوان والبحر الأحمر، وهو ما استطاعت "فيتو" فك طلاسمها في هذا التقرير. يختار مهربو السلاح المناطق التي تبعد عن النقاط الحدودية نحو 10 كيلو مترات للمرور بها مستخدمين الجمال أو السيارات، وينقل عن طريق أرقين غرب التي تنقسم ما بين الحدود المصرية والسودانية وتقترب إلى مصر من ناحية بحيرة ناصر ومدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان. ويخترق المهربون النقاط التفتيشية الموجودة بالصحراء مستخدمين حيلا وخططا محكمة للمرور الآمن دون القبض عليهم من خلال الأكمنة الحدودية أو النقاط التفتيشية. ويأتي السلاح إلى دولة السودان عن طريق دولتي تشاد وكينيا والذي يتوافر بهما بكثرة لأنه يقدم لتلك الدولتين كدعم أثناء الحروب ومن أبرز أنواع السلاح في السودان السلاح الروسي 56 ويباع في أسواق السلاح بسعر منخفض جدًا، وتحدد قيمته المادية والمكسب الذي يأتي منه على حسب خبرة التاجر. وتعد قرية العدوة بمدينة إدفو من أشهر أماكن تجارة السلاح بأسوان وذلك لأن أهلها يشتهرون باحترافهم في مجالات التهريب المختلفة لما يتمتعون به من أساليب مراوغة وحيل ذكية تؤهلهم لتحمل مخاطر تلك التجارة. ويسلك تجار السلاح بأسوان طريق "درب الأربعين" المتواجد بين مصر والسودان، والذي يستغرق فيه المهربون نحو 40 يومًا للوصول إلى مركز دراو في حالة استخدامهم للجمل كوسيلة مواصلات ويومين في حالة استخدامهم للسيارة وذلك عن طريق معابر حدودية بين حلايب والشلاتين ناحية البحر الأحمر وحلفا شرق ناحية بحيرة ناصر وتعد أشهر وأكثر المعابر التي يمر من خلالها المهربون. ويهرب التجار المصريون إلى السودان "معسل التفاح" الممنوع بيعه هناك مع بعض السلع الغذائية، ويعود إلى أسوان محملًا الأسلحة أو العاج لأنها أكثر البضائع قيمة في السودان بدلًا من عودته بالسيارة إلى مصر فارغة. ويلجأ المهربون إلى تخزين السلاح بجبال قريبة من منطقة "برانيس" والتي تعد مدخل أسوان من ناحية منطقة "أبوالحسن الشاذلى" التابعة للبحر الأحمر، ويحرصون أثناء عودتهم قبل وصولهم بنحو 20 كيلو إلى أسوان على تغيير الطريق ويسلكون الاتجاه الشمالي مرورًا "بوادي غدير" وهو الطريق البري من البحر الأحمر إلى كوم امبو، وتعد كل تلك الطرق صحراوية ونقاط حدودية. ويعجز المهربون عن تغيير تلك المناطق لأنها مسافات مدروسة ومحسوبة، ولذلك يتم تجهيز التموين اللازم للطريق من مأكولات ومشروبات ووقود، فضلا عن المرور من خلالها على مناطق سكنية لبدو الصحراء الذين يلجئون إليهم في حالة حدوث أي طوارئ معهم. وتعد جميع الطرق التي يسلكها مهربو السلاح مثل المكعبات ومتقسمة لتسهيل المرور من خلالها، أما الطرق الأخرى فتصعب دراستها وتقديرها، وبالتالي يمكن أن يضل المهربون طريقهم في حالة سلكها لتواجد جبال ليس لها نهاية بها.