لما تشوف «عزت العلايلي» بطربوشه في فيلم «بين القصرين» وهو لسه طالب في كلية الحقوق وهو باسم الله ما شاء الله لو اتقسم هيجي أد تلاتة من طلبة كلية الحقوق بتوع اليومين دول، وزميله «صلاح قابيل» بنفس الطربوش.. والحماس اللي بيتكلموا بيه وهما بيجمعوا توكيلات التأييد لسعد باشا زغلول عشان يفوضوه إنه يكلم باسم مصر تحس إن الدنيا اتغيرت على الآخر. اتلمت التوكيلات من بر مصر كلها.. لكن طريقة جمع التوكيلات في الفيلم دا «بين القصرين» شكلها كان يضحك قوي وفيها فانتازيا يعني خيال -يمكن بالنسبة لينا دلوقتي يعني- عشان طابع السرية الشديدة اللي كان بيحاولوا يرسموها على الموضوع.. يعني كل شوية تلاقي واحد بيميل على ودن التاني ويوشوشه وهو بيتلفت يمين وشمال؛ أحسن تكون عين كدا ولا كدا بصاله وتفضحه، ويقول له بصوت واطي قوي: "أنا معاي توكيل لسعد باشا.. هتمضي..". ويرد التاني بحماس يسببلك قشعريرة في جسمك: "طبعا همضي.. كلنا ورا سعد باشا". طبعًا الطريقة دي في الودودة والسرية متشوفهاش في أيامنا إلا ما بين اتنين بيسألوا بعض على سيجارة متلغمة ومحشية مثلًا ولا برشام من اللي بيصحي الميتين ويطول الرقبة.. يعني يسأله: "أنا معاي صنف كدا.... تاخد". والرد طبعًا: "معاك يا زميلي". ميت سنة بس اللي عدت مش كتير يعني في خمس تلاف سنة حضارة ولا سبعة.. وشوف طريقة جمع التأييد اختلفت أد إيه وعشان توكل حد إنه يكلم باسم مصر ويحارب الإرهاب برضه اختلفت قووووووي.. دي بقت بال«دي جي» يا عم والرقص والهيصة والليزر.. ولا تمضي على ورق ولا نيلة أنت بس انزل الشارع واسمك كدا اكتب.. المهم يكون التفويض وصل وعرفوا إنه بيكلم باسم مصر بدل ما نرجع نقول يا خسارة على اللمة دي كلها وعلى العقول المقفولة.. ومفيش فايدة.