"البر" أباح المحرمات في "رابعة".. والصغير: على المتضرر اللجوء ل "النهضة" لم يعد خافيا على أحد أن الخداع والمكر والرغبة في تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة، هو جزء من تكوين جماعة الإخوان المسلمين، ويتجلي ذلك بوضوح في طريقة إدارتهم اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، فبعيدا عن بداية أزمتهم الأخيرة، عندما شعروا بالخطر قبيل ثورة 30 يونيو نظموا تظاهرات استباقية حشدوا لها أنصارهم من جميع المحافظات حتي يبدو الأمر أمام المصريين والخارج أيضا أن للإخوان شعبية كبيرة في الشارع تساندهم، ومع تزايد احتمالات نجاح الثورة تفاقم الخوف لدي الجماعة وأنصارها، فقرروا الاعتصام في مكان واحد أيضا حتي يبدو عددهم أكبر، واختاروا لهذا ااعتصام ميدان رابعة العدوية، ومع الخروج الهادر للمصريين في 30 يونيو أصبح اعتصام رابعة المنبر الأكبر لرسائل جماعة الإخوان للداخل والخارج، وأرادوا تصدير مشهد أن من يعتصمون في رابعة العدوية هم جميع فئات المجتمع المصري بمختلف مكوناته من إسلاميين وليبراليين ويساريين وقوميين. وحرصت الجماعة على أن تتواجد بعض الفتيات السوريات السافرات على المنصة، وفي كثير من الأحيان أسندوا إليهن مهمة إلقاء البيانات باللغة الإنحليزية، حتى لا ينكشف أمرهم إذا تحدثوا بالعربية، بجانب إذاعة المنصة للأغاني الوطنية لمشاهير المطربين المصريين والعرب. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "فيتو" من مصادر داخل اعتصام رابعة، قوبلت طريقة إدارة الجماعة للاعتصام بهجوم ونقد عنيف من أنصار الجبهة السلفية وكثير من عناصر الجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى كثيرين من أفراد جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم، وهم الذين يطلق عليهم التيار السلفي داخل الإخوان، بسبب مايحويه الاعتصام من وجهة نظرهم لمخالفات منافية للشريعة، تمثلت في إذاعة الأغاني والموسيقي المحرمة وظهور السافرات بين المعتصمين، وقيام كثير من الشباب المعتصمين بالرقص والغناء بحجة أنها أغانٍ وأناشيد وطنية حماسية. الرافضون لطريقة إدارة الإخوان للاعتصام اعتبروا هذه الأفعال وحدها كفيلة بعدم نصرة الله سبحانه وتعالي للمنادين بعودة الدكتور محمد مرسي والمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية. وكشفت المصادر أن قيادات كبيرة من الجبهة السلفية طلبت من منظمي الاعتصام منع هذه المخالفات، وهددوا بالانسحاب منه ومعهم أنصارهم، والإعلان في وسائل الإعلام المختلفة أن اعتصام رابعة العدوية مخالف للشريعة الإسلامية. قيادات الاعتصام، خاصة الدكتور عبد الرحمن البر - مفتي جماعة الإخوان المسلمين - حاولوا إقناع المعترضين بأن ما يحدث يأتي في إطار المبدأ الفقهي "الضرورات تبيح المحظورات"، وأن التيار الإسلامي في حالة حرب مع أعداء المشروع الإسلامي من العلمانيين والليبراليين والأقباط والحزب الوطني المنحل، يدعمهم الجيش والشرطة، ولابد من تصدير صورة للخارج تفيد بأن غالبية الشعب المصري ترفض الإطاحة بالدكتور مرسي، وأن ماحدث انقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب، مما سيؤدي في النهاية إلى إفشال ما يروجه الإعلام المعادي للمشروع الإسلامي - من وجهة نظرهم - بأن جميع الموجودين في رابعة هم الإسلاميون فقط. المصادر أكدت أنه أمام إصرار الكثيرين على اعتبار ما يحدث في اعتصام رابعة مخالف للشريعة وأنهم سيعلنون انسحابهم من الاعتصام، اقترح بعض قيادات الجماعة الإسلامية وفي مقدمتهم الدكتور محمد الصغير عضو مجلس الشعب المنحل، تنظيم اعتصام آخر في منطقة ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة يلتزم بمعايير الشريعة الإسلامية، ويمنع فيه ارتكاب أي مخالفة تحت أي مبرر، ويترك للمعتصمين حق ااختيار بين الميدانين، ويتيح لمن يجد في نفسه شكا من ارتكاب إثم في اعتصام رابعة العدوية التوجه إلى اعتصام ميدان النهضة. وبالفعل عقب البدء في اعتصام النهضة انضم له أعضاء الجبهة السلفية، وكثير من عناصر الجماعة الإسلامية وعدد من متشددي الإخوان باعتباره غير مخالف للشريعة الإسلامية، ليصبح اعتصام رابعة قائما على مبدأ الضرورات تبيح المحظورات، وأن الحرب خدعة ويجوز الكذب فيها.