يبدو أن بعض شباب الثورة؛ يري في العمل السياسي "سبوبة" من أجل الوصول إلى السلطة والحصول على الغنائم؛ خاصة في أعقاب نجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين؛ والسعي للتخلص من الآلاف من قيادات الجماعة من الجهاز الإداري للدولة؛ وهو ما جعل لعاب العشرات من النشطاء السياسيين يسيل أملا في الجلوس على "الكراسي". فمنذ بيان القوات المسلحة الذي أعلنت فيه عن ضرورة مشاركة الشباب في الحكومة الانتقالية؛ انتابت معظم شباب الثورة المعروف منهم على الساحة السياسية وغير المعروف حالة من الفرقة والاختلاف والسعى لإظهار أنفسهم بأنهم السبب في نجاح 30 يونيو. البداية كانت مع شباب حملة تمرد "محمد عبد العزيز ومحمود بدر وحسن شاهين" الذين وجدوا في الكاميرات ضالتهم؛ وأرجعوا الفضل ل"تمرد" في عزل الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان من الحكم وأنها قادت المشهد السياسي حتى تم تخليص الشعب المصري منهم، وجعلوا من أنفسهم المتحدث باسم الشعب؛ دون التشاور مع القوى الثورية؛ وانفردوا بعرض الرؤى السياسية وخارطة الطريق على الرئيس عدلي منصور لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل الحكومة دون مشاركة بقية القوى السياسية التي ساعدت الحملة على جمع توقيعات المواطنين لخلع مرسي. محاولة شباب "تمرد" التحدث باسم 30 يونيو؛ خلق حالة من الاحتقان بين شباب الثورة أولها لدى حركة شباب 6 إبريل والتي كانت لها القيادة أثناء ثورة 25 يناير، وحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية لما كان لها من نشاط سياسي في الشارع بين المواطنين، وكذلك تكتل القوى الثورية الوطنية لما قدمه في العمل السياسي من مبادرات ومشروعات سياسية منذ تدشينه، وكذلك جبهة 30 يونيو والتي تضم عددا كبيرا من شخصيات شباب الثورة وكان لهم دور فاعل في ثورة 25 يناير مثل "إسراء عبد الفتاح، ومحمود عفيفي، وشادي الغزالي حرب، وخالد تليمة، وأحمد دومة، وأحمد حرارة، وعلاء عبد الفتاح، وغيرهم"، فالجميع كان يسعى للمشاركة في رسم خارطة الطريق بعد إسقاط الإخوان. وازداد الأمر سوءا؛ مع ترشيح بعض أسماء شباب الثورة لعدد من المناصب السياسية في الوزارات ومؤسسات الدولة، وهو ما دفع معظم الكيانات السياسية على تقديم أنفسها وكوادرها من خلال طرح خطط سياسية إصلاحية تحل أزمات ما بعد حكم الإخوان حتى تظهر على الساحة السياسية فيتم اختيار أحد منها لتولي منصب ما. المفاجأة؛ كانت تركيز الإعلام عن تولي شباب تمرد فقط للمناصب السياسية للدولة وترشيح "محمود بدر" وزيرا للشباب، و" محمد عبد العزيز" و"حسن شاهين" مساعدين للوزراء، وقابل معظم شباب الثورة الأمر بالاستياء نظرا لمساهمتهم على مدى 3 أعوام في الحراك الثوري ومشاركتهم مع تمرد في إسقاط الإخوان، فبدأت بعض الحملات تخرج على صفحات "فيس بوك" من بعض شباب الثورة غير المعروف التي ترفض تعيين محمود بدر وزيرا للشباب أو حتى محمد عبد العزيز وحسن شاهين مساعدين للوزراء، وتساءل ما الذي يملكه هؤلاء الشباب تحديدا من خبرات حتى يتم تعيينهم في تلك المناصب خاصة وأنهم ذكروا أن فكرة حملة تمرد لم تكن فكرتهم من الأساس وأنهم لم يكونوا إلا أداة لتنفيذ الحملة. الدعوات التي انطلقت قبل تشكيل حكومة الدكتور الببلاوي – التي انتهت دون اختيار أحد من شباب الثورة في تشكيلها- طالبت بأن يتم تقسيم المناصب على جميع الشباب الذي ساهم في الثورة منذ بدايتها وليس فقط في 30 يونيو، الأمر الذي كان له دور كبير في إدخال الناشط السياسي "خالد تليمة" ضمن الموضوعين على قوائم الترشيحات لتولي المناصب السياسية وجعله في النهاية يحصل على منصب نائب وزير الشباب، كما تم أيضا إدخال الناشط وليد عبد المنعم رئيس تحالف شباب الثورة ضمن المرشحين لتولي منصب سياسي والذي جعله يتولى في النهاية منصب نائب وزير التموين، وعلى الجانب الآخر عزف محمود بدر عن تولي منصب مستشار الرئيس ورفض محمد عبد العزيز وحسن شاهين أية مناصب.