حالة من الاحتقان الشديد خلقتها حملة تمرد بينها وبين شباب الحركات والأحزاب السياسية المعارضة بعد نجاح ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان عن الحكم. الأمر بدأته «تمرد» حينما وجد أعضاؤها أن كل من حولهم يصفق لهم على ماحققوه من نجاح، أدي إلى نسيان دور الحركات والأحزاب السياسية التي شاركت الحملة في عملها، مع أنها شريك أساسي في هذا النجاح، فقد جمعت لها ملايين التوقيعات على استمارة سحب الثقة من محمد مرسي وفتحت مقراتها للحملة في كافة المدن والمحافظات من أجل تخزين الاستمارات بها، فأدى عدم إعلان تمرد للإعلام أن تلك الحركات والأحزاب شريك في هذا النجاح إلى خلق احتقان بينها وبين جميع الكيانات السياسية التي عملت معها في جمع توقيعات المواطنين. واستمرت قيادات تمرد «محمد عبد العزيز ومحمود بدر وحسن شاهين» في الظهور على شاشات القنوات الفضائية بكثافة بعد عزل مرسي دون الإشارة - خلال البرامج التي ظهروا فيها- إلى أحقية الأحزاب والحركات أن تنال نصيبها من تسليط الضوء الإعلامي عليها، ودون أن يشركوا معهم شباب الثورة في البرامج التي ظهروا فيها، الأمر الذي كان له تأثير كبير على غضب هؤلاء الشباب من تمرد. وزاد الأمر سوءا بين تمرد وشباب الثورة من مختلف الحركات والأحزاب بعد ذهاب قيادات الحركة للقاء المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت بمفردهم دون أن تخطر الحملة أيا من الأحزاب أو الحركات بهذه المقابلة لإشراكهم فيها، فحصل عدد من النشطاء السياسيين على صور محمد عبد العزيز ومحمود بدر وحسن شاهين وهم يجلسون مع المستشار عدلي منصور، وقاموا بنشرها على صفحات «فيس بوك» ممزوجة بصورة الراحل عمر سليمان الملقب بالجنرال العجوز في لقائه مع شباب الثورة بعد ثورة يناير مباشرة في إشارة منهم إلى أن تمرد باعت تلك الحركات والأحزاب من أجل عقد الصفقات بمفردها والتفرد بالمشهد السياسي كما فعل الشباب الذي اجتمع بعمر سليمان. اجتماع حملة تمرد مع الرئيس عدلي منصور لعرض خارطة الطريق التي وضعتها للفترة الانتقالية وترشيحاتها للحكومة جعل بقية الشباب في الكيانات السياسية المعارضة يطلبون لقاءه هم الآخرون لعرض رؤيتهم لتلك المرحلة، حتى تعددت خرائط الطريق والترشيحات للحكومة لكل هذه الكيانات السياسية، بعد أن كانت توجد خارطة واحدة قبل 30 يونيو يتفق الجميع عليها وعلى الأسماء التي سيعرضونها على الرئاسة لتعيينها في الحكومة، بما فيهم حملة تمرد نفسها، والذي أدى في النهاية لاستبعاد جميع الترشيحات، وتعيين الدكتور حازم الببلاوي رئيسا للوزراء، وهو الذي لم يتم طرح اسمه في اقتراحات تمرد والأحزاب والحركات، لدرجة جعلت عددا من الشباب على الفيس بوك يكتبون أن تمرد صنعت انشقاقا في الصف الثوري، وأنها سبب المجيء بالأسماء التي تم تعيينها في الحكومة بعد أن كانت الترشيحات تذهب للدكتور البرادعي وعدد من الشخصيات التي تعبر عن الثورة. وزاد الأمر تعقيدا واحتقانا بين «تمرد» وشباب الثورة حينما قام كل من أحمد ماهر - منسق حركة شباب 6 إبريل- والناشط السياسي شادي الغزالي حرب، والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح بمقابلة رئيس الجمهورية كممثلين عن شباب الثورة، وانتهت المقابلة بأن هؤلاء الشباب سيسافرون لأمريكا ولندن لتوصيل رسالة للدولتين أن 30 يونيو ليس انقلابا عسكريا وإنما موجة ثالثة لثورة يناير صححت مسارها، الأمر الذي استنكرته «تمرد»، وتساءلت: من أعطى الحق لهؤلاء الشباب الحديث باسم الثورة، وكيف يمكن لماهر أن يقول لأمريكا ولندن أن 30 يونيو ليس انقلابا في ظل أنه يقول على صفحته على موقع التواصل «تويتر» إن ماحدث يعتبر انقلابا عسكريا على شرعية مرسي، الأمر الذي أعقبه إرسال رسالة من الإيميل الخاص بشادي الغزالي حرب بعد هذا الأمر يهدد تمرد بفضح الأموال التي حصلت عليها خلال عملها بالحملة وأن أعضاءها عملاء يعملون لصالح جهات معينة وهو ما أنكره شادي بعد ذلك، وقال إنه تم اختراق الإيميل الخاص به وإرسال تلك الرسالة للصحفيين من أجل نشرها. وعلى الجانب الآخر كذب ماهر أيضا ما تم كتابته على صفحته بتويتر بأن 30 يونيو انقلاب عسكري، وأنه تم اختراق حسابه هو الآخر.