توجد فى أفريقيا عدة تنظيمات إرهابية منبثقة عن تنظيم القاعدة وتمثل فى مجموعها وكلاء للقاعدة فى مناطق القارة المختلفة ويعد تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وشمال أفريقيا أبرز وأخطر تلك التنظيمات.. وتشير الدراسات الصادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أنه بدعم من أسامة بن لادن تبنت الحركة المقاومة الإسلامية فكرا أصوليا سلفيا متطرفا وغيرت اسمها للجماعة السلفية المقاتلة للدعوة والجهاد وأعلنت دون مواربة أنها تعمل تحت مظلة القاعدة حتى يناير 2007 وهو العام الذي غيرت فيه الجماعة مسماها لمنظمة القاعدة فى المغرب الإسلامى. ويقدر خبراء مركز سياسات الشرق الأدنى فى واشنطن عدد منتسبى (القاعدة فى المغرب الإسلامى) بما لا يقل عن 28 ألف فرد ما بين داعية وممول ومسلح عند بدء تأسيسها ومعظمهم تلقى تدريبا فى أفغانستان لكن الخبراء يقدرون عدد مقاتلى الحركة فى الوقت الراهن بنحو 2000 مقاتل في مناطق استهدافها العملياتى للمصالح الغربية والمنشآت العسكرية التى تشمل الجزائر وليبيا ومالى وموريتانيا والمغرب وتونس كما لا تجد الحركة غضاضة فى استهداف المدنيين طالما كانوا من الأجانب. وفى بداية ديسمبر من عام 2012، أعلن مختار بن المختار الجزائرى المولد والزعيم السابق لخلية (القاعدة فى المغرب الإسلام) فى ليبيا انشقاقه عن القاعدة عدم رضاه عن ضيق نطاق عملياتها، وقال إنه سيشكل جماعة جديدة أطلق عليها اسم (جماعة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا) التى ستطال عملياتها مناطق في النيجر وتشاد وبوركينا فاسو وعموم منطقة شمال أفريقيا والساحل الأفريقى الغربى. وفي أكتوبر 2011 انشقت عن منظمة (القاعدة فى المغرب الإسلامى) جماعة أطلقت على نفسها اسم (جماعة أنصار الدين) بقيادة إياد حاج غالى وهو الرجل القيادى الذى لعب دورا مهما فى ثورة الطوارق المغاربة خلال فترة التسعينيات من القرن الماضى، وعام 2006 عندما عمل حاج غالى وسيطا للإفراج عن رهائن أجانب اختطفتهم (القاعدة في المغرب الإسلامى)آنذاك. ويعمل تنظيم (أنصار الدين) فى السيطرة على مناطق شمال مالى وتحديدا منطقة ازاواد الجبلية مع موريتانيا واعتبارا من أكتوبر 2011 بدأت قيادة (أنصار الدين) أعمال تجنيد للمقاتلين وأذاعت فى فبراير 2012 بيانا بالفيديو حددت فيه هدفها وهو تطبيق الشريعة فى مالى وقامت اعتبارا من مارس 2012 بتوحيد قواتها مع قوات الحركة القومية لتحرير "أزواد" وشن هجمات على قوات الجيش المالى. وترصد الدوائر الغربية بقلق بالغ تلك التطورات على الساحة الفريقية وبخاصة حلف شمال الأطلنطى الذى أصدر مطلع هذا العام سلسلة من التقارير حول الأوضاع الأمنية وأنشطة القاعدة فى شمال أفريقيا وامتداداته فى جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.