استقبلت القارة الأفريقية العام الجديد على إيقاع هجمات الميليشيات الإرهابية في عدد من دولها. وكانت هجمات ميليشيا (أنصار الدين) المتحالفة مع تنظيم القاعدة وسيطرتها على مدينة ليري بشمال مالي أواخر نوفمبر 2012، ونزوح عشرات الآلاف من سكان الإقليم إيذانا ببدء موجة عنف نشط من جانب المسلحين الأصوليين في عدد من مناطق إفريقيا وما ينطوي عليه ذلك من امتدادات لتيارات العنف الأصولي في عدد من بلدان القارة السمراء خلال عام 2013. وحيث الفقر، والتردي الاجتماعي والاقتصادي شائعان في أفريقيا ومتوسط دخل الفرد فيها لا يتعده 25ر1 دولار يوميا تكون القارة السمراء بيئة مثالية للعناصر البشرية الحانقة والتي لا يتولد إليها أي نوع من الانتماء الوطني وهو طراز لقيام المنظمات الإرهابية بتجنيده ؛ لذلك كانت مهمة القاعدة سهلة للغاية في تجنيد مئات من شباب القارة للانخراط في صفوفها وصفوف المنظمات التابعة لها على امتداد شمال وغرب وشرق القارة. وتوجد في أفريقيا عدة تنظيمات إرهابية منبثقة عن تنظيم القاعدة وتمثل في مجموعها وكلاء للقاعدة في مناطق القارة المختلفة ويعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشمال أفريقيا أبرز وأخطر تلك التنظيمات ..الذي بدأ نشاطه فى مطلع التسعينيات منطلقا من حركة المقاومة الإسلامية في الجزائر التي عارضت إلغاء الانتخابات التشريعية في الجزائر عام 1992 وهى الحركة التي كانت في الأصل فرعا تابعا للجماعة الإسلامية. واستقلت عنها في عام 1998 بعد اتهام الجماعة الإسلامية بعدم التمييز بين المدنيين والعسكريين في عملياتها. وتشير الدراسات الصادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إلى أنه بدعم من أسامة بن لأدن تبنت الحركة المقاومة الإسلامية فكرا أصوليا سلفيا متطرفا وغيرت اسمها للجماعة السلفية المقاتلة للدعوة والجهاد وأعلنت دون مواربة أنها تعمل تحت مظلة القاعدة حتى يناير 2007 وهو العام الذي غيرت فيه الجماعة مسماها لمنظمة القاعدة في المغرب الإسلامي. ويقدر خبراء مركز سياسات الشرق الأدنى في واشنطن عدد منتسبي (القاعدة في المغرب الإسلامي) بما لا يقل عن 28 ألف فرد ما بين داعية وممول ومسلح عند بدء تأسيسها ومعظمهم تلقى تدريبا في أفغانستان لكن الخبراء يقدرون عدد مقاتلي الحركة في الوقت الراهن بنحو 2000 مقاتل في مناطق استهدافها العمليات للمصالح الغربية والمنشآت العسكرية التي تشمل الجزائر و ليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب وتونس كما لا تجد الحركة غضاضة في استهداف المدنيين طالما كانوا من الأجانب.