سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمرو موسى «دبلوماسي الشعب».. سطع نجمه بهجومه على البرنامج النووي الإسرائيلي.. تولى «الخارجية» في 1991 وخرج منها بعد 10 سنوات «مرفوع الرأس».. قرر اعتزال الحياة الحزبية بعد رحلة قصيرة ب«المؤتمر»
"دبلوماسي الشعب" يعتزل الحياة الحزبية.. "موسى" حصل على العديد من الأوسمة.. قاد حملة شعبية ضد البرنامج النووي الإسرائيلي.. من أوائل المساندين لثورة 25 يناير.. ترشح لتولي منصب رئيس الجمهورية ولكنه خسر. "عمرو موسى".. اسم يعرفه المصريون، ويحظى بشعبية كبيرة بينهم، لم لا ؟ وقد تعلقوا بشخصيته القوية منذ أن كان وزيرا للخارجية، ثم أمينًا عاما للجامعة العربية، وأخيرًا رئيسا لحزب المؤتمر وقياديا بارزا بجبهة الإنقاذ الوطنى. إلا أن "موسى"، وبشكل مفاجئ، قرر أن ينهي رحلته الحزبية القصيرة، وما بين هذا وذاك يبقى لموسى شعبية كبيرة نظرًا لما يتمتع به من كاريزما وصلت لحد وصفه ب"دبلوماسي الشعب"، ذلك اللقب الذي أطلق عليه إبان فترة عمله وزيرًا للخارجية، وتحديدًا بعد حادث الصدام الشهير بينه وبين الإسرائيلي شيمون بيريز في المؤتمر الاقتصادي للتنمية في الشرق الأوسط الذي دعت إليه كل من روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية وحضره موسى رئيسًا لوفد مصر. ولد "عمرو موسى" يوم 6 أكتوبر 1936 في القاهرة، لعائلة تنتمي إلى محافظتي القليوبية والغربية، حيث حصل على ليسانس حقوق في جامعة القاهرة عام 1957، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي للعمل بوزارة الخارجية المصرية 1958. تدرج عمرو موسى في العديد من المناصب داخل وزارة الخارجية المصرية، حيث عمل في عدة إدارات وبعثات مصرية، حتى أصبح مستشارًا لوزير الخارجية المصري عام 1974، وقضى موسى أغلب سنوات خدمته في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن تولى مهمة مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة قبل أن يتم تعيينه وزيرا لخارجية مصر عام 1991، وفي عام 2001 شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى عام 2011، حتى قدم استقالته بعد يوم واحد من تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقرر ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية. حصل دبوماسي الشعب خلال رحلته الدبلوماسية على العديد من الأوسمة منها وشاح النيل من جمهورية مصر العربية في مايو 2001، ووشاح النيلين من جمهورية السودان في يونيو 2001، بالإضافة إلى عدة أوسمة رفيعة المستوى من الإكوادور والبرازيل والأرجنتين وألمانيا. كما كان ل"موسى"، العديد من المواقف السياسية التي جعلت له شعبية طاغية تمتع بها طوال الفترة الماضية، وقد بدأت هذه الشعبية في التبلور بعد الحملة التي شنّها على البرنامج النووي الإسرائيلي، وهجومه الحاد على الدول العربية التي هرولت للتطبيع مع المحتل، ما يعتبره المواطن المصري الرجل الذي يتكلّم بلسانه لا بلسان دبلوماسية النظام الحاكم. كما ساهمت معارضة موسى للعدوان الأمريكي على العراق، في تأجيج شعبيته، خاصة بعد حملة الهجوم والتجريح العنيفة التي شنتها دوائر الحكم في الكويت إلى حد قول نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي أن موسى "مجرّد موظف لا أكثر ولا أقل، وسيتعرّض للمحاسبة بعد انتهاء الحرب". كان الأمين العام لجامعة الدول العربية من أوائل المساندين لثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس مبارك، وقام موسى بزيارة لميدان التحرير، وعلى الرغم من رفضه للتعديلات الدستورية التي تبناها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شئون البلاد أعقاب إسقاط مبارك، والتي أجريت على بعض المواد، أعلن موسى رسميا نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، مؤكدا أنه "من حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة أن يطمح لمنصب يحقق له الإسهام في خدمة الوطن، ولكنه خسر الانتخابات ولم يحصل إلا على نسبة 10،93% من إجمالي الأصوات وبعد خسارة موسى الانتخابات لم يعتزل الحياة السياسية بل صرح بكل وضوح بقبوله لنتائج الانتخابات وتقبله للهزيمة وعزمه على المضي قدمًا في سبيل نهضة ورفعة البلاد ووضعها على الطريق السليم. وقد بدأ أولى الخطوات بالفعل بوضعه وثيقة سميت بوثيقة العهد وقام بعدة مشاورات مع عدد من الساسة المصريين والكتاب ورجال الدولة أعلن عن إطلاق مبادرة لتشكيل تحالف الأمة المصرية الذي يجمع عددا من الأحزاب السياسية والحركات الوطنية والثورية، بالإضافة لعدد من الشخصيات العامة الوطنية والشخصيات السياسية المعروفة حتى تم الاجتماع مع كل من الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي أعلنوا من خلاله عن تشكيل جبهة الإنقاذ الوطني بعد إعلان الرئيس المعزول عن الإعلان الدستوري. بدورها حاولت جماعة الإخوان أن تستقطب عمرو موسى لها بعد اجتماعه بأحد قادتها حتى تبث روح الانشقاق داخل الجبهة ولكنها فشلت، ولكن اليوم وبعد تاريخ طويل من الحياة السياسية والحزبية قرر موسى أن يعتزل الحياة الحزبية للأبد.