عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، يعيش بين ماضٍ ملطخ بالدماء وحاضر يحن إلى دماء تسيل. "عاصم عبد الماجد محمد ماضى" هو اسمه -كما جاء فى بطاقته الشخصية- من مواليد عام 1957 بمحافظة المنيا التى تلقى تعليمه فى مدارسها إلى أن تخرج فى كلية الهندسة من جامعة أسيوط، ثم على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال. وشارك عبد الماجد فى عدد من العمليات الإرهابية التى قامت بها الجماعة الإسلامية، وأبرزها اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات فى 6 أكتوبر 1981 فى حادث المنصة الشهير، وقد صدر ضده حكم بالسجن 15 عاما أشغالا شاقة فى مارس 1982. كما اتهم أيضا فى قضية "تنظيم الجهاد" الشهيرة -عقب مقتل السادات- بمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور، فقد كان على رأس القوة التى اقتحمت مديرية أمن أسيوط، واحتلتها لأربع ساعات، لتسفر العملية عن مصرع 118 من قوات الشرطة وعدد من المواطنين بخلاف إتلاف المبانى والسيارات. وأصيب عبد الماجد فى هذه المواجهات بثلاث طلقات فى ساقيه، مما أعجزه عن الحركة، ونقل إلى المستشفى حيث تم إلقاء القبض عليه ونقله بالطائرة إلى القاهرة، ليصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 30 سبتمبر 1984. ومرت سنوات وتخلت الجماعة الإسلامية عن العنف بعد مبادرة "نبذ العنف" التى أطلقتها عام 1997 من جانب واحد، وقد شارك فيها عبد الماجد بكتابه "ميثاق العمل الإسلامى" الذى كان يعد دستور العمل والمنهج الفكرى للجماعة الإسلامية، ولكن بعد مرور ما يزيد على العشرين عاما خرج عبد الماجد فى وسائل الإعلام ليضرب بما جاء فى المبادرة عرض الحائط، وقد أكد عدم ندمه على قتل أفراد الشرطة فى أسيوط، معتبرا أن العمليات كانت لخدمة الله والدين، كما لم يعلن ندمه على مقتل السادات، وقد أكد أن مقتله كان ردا من الجماعة على ظلمه. ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، فقد ظهر عبد الماجد كناطق رسمى باسم الجماعة الإسلامية، وأصدر العديد من التصريحات التى سببت الجدل والغضب فى الشارع المصرى، وكان أبرزها تصريحه فى يوليو 2012 حين قال: "إن هؤلاء العلمانيين حاولوا تنصيب ممدوح حمزة أو البرادعى رئيسا لمصر بعد إنجاح مخططهم، إلا أنهم فشلوا فى ذلك، ولعب الجيش دورًا عظيمًا فى القضاء على هذا المخطط". ولم يفته أن يهاجم ميدان التحرير، فوصف ثوار التحرير-فى فترة حكم المجلس العسكري- بأنهم "بلطجية يريدون إحراق الوطن وتمزيقه وإحداث فوضى سياسية وأمنية من أجل مصالح أمريكية وغربية"، فضلا عن قوله: "أن ميدان التحرير مليء بالمخدرات والجنس". ومنذ عدة أشهر، وبالتحديد فى أبريل الماضى، أعلن عاصم عبد الماجد استقالته من الجماعة الإسلامية بسبب ما وصفه ب"القيود والضوابط" المفروضة بما لا يجعله قادرا على مواجهة الثورة المضادة، واتخاذ مواقف أكثر تحررا وقوة تجاه مساعى الفلول ومحاولتهم تصدر المشهد السياسى مرة أخرى، ورغبة منه فى عدم تحميل الجماعة الإسلامية مسئولية مواقفه وتصريحاته، إلا أن هذا الموقف لم يستمر سوى أيام، فقد أعلن تراجعه عن الاستقالة، مبررا ذلك بالرغبة فى إبقاء الجماعة يدا واحدة. ولم يزل على تأييده للرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى حتى بعد الثورة الشعبية التى أطاحت به فى 30 يونيو الماضى بموافقة الجيش، لكن عبد الماجد اختفى بعد الإطاحة بمرسى، ولم يظهر فى أى من وسائل الإعلام، إلا أنه عاد إلى الظهور مرة أخرى فى منصة اعتصام رابعة العدوية، فقال: "المعركة الآن على الدين، والثورة التى توجت نجاحها باختيار رئيس إسلامى"، وهدد الأقباط كى لا يشاركوا فى التظاهرات حتى لا يتعرضوا للذبح على يد من وصفهم بالبلطجية الذين سيندسون بين المتظاهرين.