عاجل| البنك المركزي يكشف تراجعات حادة في معدلات إنتاج مصر من الحديد والاسمنت وسط استهلاك متزايد    الخيار الاستراتيجي لبيزنس "بن سلمان".. الحجاج بين الترحيل أو مطاردين من شرطة مكة    وزيرة التعاون الدولي: القطاع الخاص ركيزة رئيسية لتحقيق النمو وخلق فرص العمل    إزالة مخالفات بناء في الشروق والشيخ زايد    رفع الحد الأقصى لبطاقات العلاج لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة المنيا (تفاصيل)    كتائب القسام تعلن مقتل أسيرين إسرائيليين في قصف جوي على رفح    قصف مستمر وانتشار للأمراض الخطيرة.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة    عودة الشناوي.. كولر يعلن تشكيل الأهلي لمواجهة فاركو    وزير الشباب والرياضة ومحافظ الغربية يطمئنان على الحالة الصحية للسباحة شذى نجم    جوكر الدفاع.. فليك يقرر تغيير مركز نجم برشلونة    قبل عيد الأضحى.. «تموين الإسكندرية» تواصل الحملات الميدانية على المخابز والأسواق لضبط المنظومة    «عاش دور رمضان».. كوميديا أحمد عز وعمرو يوسف مع كريم قاسم بسبب «ولاد رزق 3» (فيديو)    بعد الإعلان عنه.. كيف علق أحمد فهمي على تقديم مسلسل «سفاح التجمع»؟ (خاص)    رسائل تهنئة عيد الأضحى 2024.. كلمات بسيطة لإسعاد زوجتك    إسعاد يونس تكشف ل«الوطن» كواليس ظهورها بالحلقة الأخيرة من دواعي السفر    دعاء لأبي المتوفي في يوم عرفة: اللهم اجعله من أهل اليمين    "خلي بالك".. ضوابط صلاة عيد الأضحى 2024    «صيام»: نطبق استراتيجية متكاملة لتعريف المواطنين بمشروع الضبعة النووي| فيديو    جامعة بني سويف تحقق إنجازا عالميا جديدا    أول صورة للضحية.. حبس المتهمة بقتل ابن زوجها في القناطر الخيرية    «التنسيقية».. مصنع السياسة الوطنية    واشنطن تعتزم فرض عقوبات على جماعة إسرائيلية هاجمت قوافل مساعدات غزة    حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على إسرائيل    جيش السودان: مقتل أحد قادة "الدعم السريع" في معركة "الفاشر"    طيبة التكنولوجية تُشارك في ورشة عمل لتعزيز قدرات وحدات مناهضة العنف ضد المرأة    وزارة العمل: تسليم شهادات إتمام التدريب المهني للمتدربين من شباب دمياط على مهن الحاسب الآلي والتفصيل والخياطة    الفيلم الوثائقي "أيام الله الحج": بعض الأنبياء حجوا لمكة قبل بناء الكعبة    صيام عرفة سنة مؤكدة ويكفر ذنوب عامين.. المفتي: من لا يملك ثمن الأضحية فلا وزر عليه    وكيل «الصحة» بمطروح: تطوير «رأس الحكمة المركزي» لتقديم خدمات طبية متميزة للمواطنين    لبنان يدين الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب البلاد    تضامن الدقهلية: ندوة تثقيفية ومسرح تفاعلي ضمن فعاليات اليوم الوطني لمناهضة الختان    القاهرة الإخبارية: مستشفيات غزة تعانى نقصًا حادًا فى وحدات الدم    قنوات MBC مصر تستعد للعيد بخريطة أفلام عربية وأجنبية وهندية ومسرحيات كوميدية    بجمال وسحر شواطئها.. مطروح تستعد لاستقبال ضيوفها في عيد الأضحى    حج 2024| النقل السعودية تطلق مبادرة «انسياب» لقياس حركة مرور حافلات الحجاج    تردد قناة الحج السعودية 2024.. بث مباشر للمناسك لمعايشة الأجواء    "ليس الأهلي".. حفيظ دراجي يكشف مفاجأة في مصير زين الدين بلعيد    هل صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عامين؟.. توضح مهم من مفتي الجمهورية    الأمين العام لحلف الناتو: توصلنا لخطة كاملة لدعم أوكرانيا تمهيدا لقرارات أخرى سيتم اتخاذها في قمة واشنطن    ماذا يحدث للجسم عند تناول الفتة والرقاق معا؟    الفرق يتجاوز 30 دقيقة.. تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى في محافظات مصر    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    لجنة الاستثمار بغرفة القاهرة تعقد أولي اجتماعاتها لمناقشة خطة العمل    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    65% من الشواطئ جاهزة.. الإسكندرية تضع اللمسات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك    «التعاون الدولي» تُصدر تقريرا حول التعاون مع دول الجنوب في مجالات التنمية المستدامة    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    فحص 694 مواطنا في قافلة متكاملة بجامعة المنوفية    نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    فرج عامر: أوافق على مقترح الدوري البلجيكي.. ولا أستطيع الحديث عن عبد القادر وخالد عبد الفتاح    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكاءه في مباراة بيراميدز وسموحة    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو يكح الجوسقي يكتب: حكاية إخوان الأشكيف
نشر في فيتو يوم 28 - 06 - 2013


إخوان الأشكيف.. وأشكيف الإخوان
كلكم تعرفون أن مصر تحاول خلال هذه الأيام التخلص من الأدران التي علقت بها، وكانت أسوأ هذه الأدران تلك الجماعة التي أطلقت على نفسها جماعة الإخوان، وهي كما تعلمون جماعة ذات تشكيلة متنوعة، فقد أخذت من الخوارج فكر التكفير، ومن الشيعة تقديس الأئمة فقدسوا مرشديهم، ومن الماسونيين شكل التنظيم والأهداف، معضلة هي جماعة الإخوان خاصة أنها خدعت الشعب المصري الذي ظنها زمنا جماعة طيبة تبتغي تطبيق شرع الله، فإذا بها تطبق شرع البنا، قالت لنا إنها تريد تطبيق الشريعة، فطبقت الشنيعة، ولأنها تحاول هذه الأيام تصدير الخوف والقلق للشعب المصري وتريد إرهابه وتخويفه حتى لا يخرج ثائرا عليها، فقد أخذت تطلق العديد من الشائعات، وسلطت بعض الغربان التابعين لها بأن ينعقوا فوق أشجار الوطن، ولكن ظنهم خاب، وظهر إصرار الشعب على الذهاب للاتحادية لإسقاط مرسي وجماعته من فوق كرسي الحكم.
وذات ليلة من الليالي السرمدية التي لا تنتهي ولا تتكرر، كنت في حانة درب المهابيل كما يقولون "لا بيا ولا عليا" أجلس وحدي أعب من الشراب الرخيص، شراب الجعة المحلي الذي لا يسكر ولا يغيب العقل ولا ينوبني منه غير وجع البطن، وإذا برجل طويل القامة عريض المنكبين يهبط علىَّ كما يهبط النسر على كتكوت مهيض الجناح، من أنت أيها الزائر الغريب؟ وماذا تريد؟
قال لي أنا الشاطر؛ خيرت الشاطر.
وماذا تريد مني أيها الرجل الغريب عريض المنكبين؟
سمعت عن قدراتك في تخويف الجماهير وكبت جماح ثورتها، فجئتك على عجل لعلك تنقذنا مما نحن فيه.
ولكنني لا أعرف إلا تخويف الخرفان.
قال خيرت الشاطر وهو يتصعب: لست عن هذه أسأل، فنحن خائفون بالفعل، أنا أسأل عن تخويف الشعب.
قلت له: المسألة تفرق كتير يا شاطر بك، فتخويف الخرفان يحتاج إلى مرشد يكون في الأصل طبيبا بيطريا فهو المتخصص في معرفة كيف يقود الراعي قطيع الخراف، أما تخويف الجماهير فهو اختصاص الأشكيف.
قال مستغبيا إياي: أنا أظن أننا نمتلك في جماعة الإخوان عدة أشاكيف رهيبة ولكنني أريد أن أعرف كيفية توجيههم واستغلالهم، وأريدك أن تساعدني بخبرتك خصوصا بعد أن تلعلع دماغك من كئوس الجعة.
قلت له مستغبيا إياه: ألم يكن لديكم برنامج كامل لحزبكم، ألم تتحدثوا عن مشروع النهضة؟! أظن أنك لو قلت للشعب الآن إن لم تعودوا لبيوتكم سنطبق مشروع النهضة سيخاف الشعب ويعود إلى دياره، فمن كانت بلوته النهضة، هانت عليه بلوة مرسي.
قال مستغبيا إياي: بلوة مرسي، وهل لمرسي بلوة؟! مرسي له جماعة، وهي جماعة كاسرة ستكون مثل الأسد، وليس أي أسد ولكن زوجة الأسد الشرسة.
قلت له: لا تفرق كثيرا، فكل الحكاية هي تبديل مكان حرف من الحروف في كلمة بلوة وتصبح جماعتكم كزوجة الأسد، ولكن الغريب أنكم أنتم مثل الأسد نفسه.
قال مستفهما: أي أسد؟
قلت: الذي قطعتم العلاقات معه.
قال: ما علينا، ولنعد إلى تخويف الشعب، ماذا نفعل، وكيف نحرك الأشكيف؟
قلت له وكأنني أستجديه: وكم ستمنحني يا أخ خيرت؟
قال بفراغ صبر: ما تريده سيكون لك.
قلت فارضا شروطي: أول هام أن تحضر لي جعة أصلية من طراز "استرجل" يا خيرت.
قال: لك هذه، غالٍ والطلب رخيص.
قلت مستغبيا إياه: المسألة ليست سهلة يا أخ خيرت لأن الاسترجال ليس أمرا سهلا هينا.
قال مستغبيا إياي: ولكن الجعة أمر هين يا أخ أبو يكح الجوسقي.
المهم استمهلته أياما ثم عاد إلىَّ وهو يتوق شوقا إلى خطة تخويف الشعب عن طريق الأشكيف، وفي الحانة أجلسته مع بعض أصدقائي، حيدر بن بيدر وفتلة بن نملة وصلعت بن ملعت وأحمد أبو ازدحمد، فقال لي خيرت: ما هي الخطة، هل انتهيت منها؟
قلت له مؤكدا: نعم وقد سهر عليها معي مجموعة من الخبراء الكبار وها أنت تراهم يجلسون معنا الآن.
قال وقد استبشر خيرت خيرا: هيا اشرحوا الخطة.
قال حيدر بن بيدر: يجب أن نطلق الشائعات.
رد خيرت: نحن نفعل ذلك بالفعل.
قال أحمد أبو ازدحمد: يجب أن تجلس معكم السفيرة الأمريكية لتعطي انطباعا بأن أمريكا تقف معكم، فأمريكا هي أكبر أشكيف في العالم.
رد خيرت: جلسنا..
قال فتلة بن نملة: اخرجوا في مليونية استعرضوا فيها قوتكم واكذبوا وقولوا كنا ثلاثة ملايين فيخاف الناس.
رد خيرت: فعلنا، بل وطلبنا من بعض العواجيز من أصحاب الكروش أن يحركوا أياديهم وأرجلهم وهم يقولون: هع، حتى يظن الشعب أن هذا هو الكونغ فو.
قال صلعت بن ملعت: نقول إن حماس ستساعد الإخوان فيخاف الشعب.
وختمت أنا: ونقول بعد ذلك كله إن هذا بمرجعية إسلامية.
أبدى الشاطر فرحته الشديدة من حكاية المرجعية الإسلامية، وقال لنا وهو يبدي إعجابه، ولكن لا زالت لدينا عدة أشاكيف.
قلت له: أعلم هذا، فلديكم الجماعات الإرهابية وقادتها مثل عاصم عبد الماجد ومحمد عبد المقصود وغيرهما، وأنا أقترح أن تستغلوهم وفقا لعدة محاور.
استفهم الشاطر: وما هي هذه المحاور؟
قلت له: المحور الأول هو أن تجعلهم يتكلمون، إذ يكفي أن يراهم الشعب ويسمع صوتهم فيخاف.
وقال حيدر بن بيدر: المحور الثاني مختلف تماما عن المحور الأول، ويتلخص في أن نعرضهم في فترينة الإخوان ليراهم كل الشعب فيخافون منهم.
وقال أحمد أبو ازدحمد: المحور الثالث مختلف عن المحورين السابقين، وهو أن نضعهم في أقفاص شديدة الحراسة بحديقة حيوانات الجيزة، فيراهم الشعب فيخافون.
وقال صلعت بن ملعت: والمحور الرابع يختلف كليا وجذريا، وهو أن نضعهم في السيرك القومي ونجعل من يريد أن يراهم يدفع التذكرة، وبالتالي تستطيعون حل مشاكل مصر الاقتصادية، فهؤلاء أشاكيف نادرة الوجود.
قال الشاطر: ولكن الشعب سيتعود عليهم بهذه الطريقة ولن يخاف منهم.
قلت له مستغبيا إياه: وهل تظن أن الشعب المصري من الممكن أن يخاف من هؤلاء، هؤلاء سيصبحون فرجة وسيزفهم الشعب في زفة أسطورية، ولكن بعد أن نستهلك هؤلاء من الممكن أن نبحث عن أشاكيف أخرى.
رد خيرت متخوفا: نحن يا سيد أبو يكح نخاف من هجوم الشعب على قصر الاتحادية لأن سقوطه يعني سقوط الحكم.
قلت له مستغبيا إياه: خذ من عبد الله وتوكل على الله يا أخ خيرت، هذه خطة أشكيفية نادرة.
انصرف خيرت وهو يطمئن نفسه، ومرت عدة أيام، وحينما كنت أجلس في أحد الأيام في الحانة بدرب المهابيل، جاء لي الشاطر باكيا ناعيا حظه النكد، قلت له ما الذي حدث لك يا أخ خيرت؟
قال والدمع يترقرق في عينيه: تكون في بقك وتقسم لغيرك يا جوسقي، سبقني إليها عكاشة.
قلت مستفهما: ومن عكاشة هذا؟!
قال باكيا: توفيق عكاشة، قام هو من تلقاء نفسه بدور مهم في التخويف، وطلب من الشعب أن يخرج إلى ميدان التحرير وليس إلى قصر الاتحادية، فقال لي المرشد بديع: وما فائدتك يا خيرت، عكاشة يقوم بالواجب على خير ما يرام، لذلك لسنا في حاجة لخدماتك.
أخذت أبث في نفس الشاطر الطمأنينة وأقول له إن الجماعة لن تتخلى عنك أبدا، فأنت ابنها البار الذي قادها للحكم ويقودها إن شاء الله ليس لحكم واحد، ولكن للعديد من الأحكام "الجنائية".
أومأ الأخ خيرت وقسمات وجهه تدل على أنه انتوى على شيء ما ثم خرج من مجلسه معي وغادر الحانة وانصرف عن درب المهابيل وهو يردد: الأشكيف هو الحل.
وليس لي أنا أبو يكح الجوسقي إلا أن أقول بعد أن دلق خيرت وجماعته على الشعب المصري حلة الشائعات التخويفية المليئة بالأشاكيف نفس القول المأثور لعبد السلام النابلسي " يارب أشكفها، بس كفاية كدة، ما تأشكفهاش أكتر من كدة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.