المرشد لاعب عرائس مرتعش و"البنا" كان عميلا لبريطانيا والوهابية شعار السيفين يعبر عن دموية الجماعة وأن الأرض دار حرب لا دار سلم الجماعة فرضت عناصرها داخل مفاصل الدولة وأظنهم لم يستطيعوا حتى الآن الشعب كله في خصومة مع نظام الإخوان الذي يحاول طمس الروح الثقافية المصرية الجماعة حالات نفسية ينبغى معالجتها ومشروع "الخلافة" رجعى ومتخلف "بحلم ياصاحبى وأنا لسه بحبى/ بدنيا تانية ومصر جنة/ واجى احقق الحلم القى موج عالى طاح بى/ ونعود سوى نطوى الأنين بالحنين". سنوات كثيرة مرت على هذه الكلمات وما زال صاحبها يتقاسم الحلم مرافقا شاب الثورة، يعلنها هنا وهناك بفرحة الطفل داخله أن إيمانه الشديد بعبقرية شباب حركة "تمرد" لن يخذله، وأن مصر التي أحبها ستنجو من قبضة جماعة الإخوان المسلمين وحلم الخلافة مع نهاية الشهر الجارى.
فالرجل استطاع ترويض أعوامه السبعين وذهب طوعا لمقر وزارة الثقافة، وسط كبار مثقفى الأمة وشبابها المبدع يعلنها صريحة أن اعتصامه تعدى وزير الثقافة الذي وصفه بأنه "نكرة" ورئيس مجلس الوزراء ال "الفاشل"- على حد قوله، ساعات متواصلة يقضيها بين اجتماعات المثقفين ومواهب الشباب ليذكرنا جميعا بأن الوطن "وادى وبوادى وبحور وجسور وموانى/ توحيد وفكر وصلاة/ تراتيل غنا/ وابتهالات/ وكل ده في مصر ياولاد حلوة الحلوات".. إنه عم سيد حجاب "شاعرا ومفكرا"، حضر بيننا ولبى دعوتنا ليؤكد أن الشعب المصرى "ساعة الهوايل يقوم قايل يابلداه وييجى شايل هيلا هب شايل حملها ويعدل المايل". - بداية نود الاستماع إلى شهادتك حول اعتصام وزارة الثقافة بعد دخوله الأسبوع الثانى على التوالى؟ بداية الاعتصام لم يكن ضد أحد أو من أجل أحد، وتم بدعوة من شباب المثقفين والمبدعين والتحق بالصفوف أبناء جيلى من المبدعين الكتاب والفنانين والأجيال السابقة لنا، وكل هذه القامات الكبيرة لا يمكن أن يزايد على شرفهم ولا على مواقفهم المستقلة من وزارة الثقافة والسياسات الثقافية التي كانت سائدة من قبل، لا أظن أحدا يستطيع المزايدة على الأستاذ بهاء طاهر، والأستاذ صنع الله إبراهيم ولا العبد الله، التحقنا بهذا الصف من أجل المشاركة في الحراك الشعبى العام في مواجهة هذه السلطة الظلامية الغاشمة، ولم نقم ضد وزير الثقافة ولا حتى الوزارة أو "مرسى" نحن نعرف أن هؤلاء جميعا مجرد عرائس يلعب بها لاعب عرائس عجوز مرتعش وراء ستارة ربما كانت في المقطم وربما كانت في دهاليز التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين، نحن جزء من حركة المقاومة الشعبية المصرية في مواجهة الهجمة الظلامية التي استهدفت القضاء ثم الإعلام ثم الثقافة التي هي الذاكرة المصرية وروح هذه الأمة المصرية ومحددة الهوية. والمعتصمون داخل وزارة الثقافة جزء من الشعب المصرى الذي ثار على السلطة الفاشلة التي لم تحل أي ملف من الملفات الحيوية المصرية والتي أصبح وجودها غير شرعى بعد أن سال دم الشهداء على يديها والتي أصبح وجودها يهدد الأمن العام، والأمن السلمى الأهلي بكامله، لذا أصبح واجبا رفضها وإزاحتها وإسقاطها، ونحن مع حركة "تمرد" التي ستبدأ خطوات نهاية هذا النظام في 30 يونيو الجارى. - كيف استطاع المثقفون توجيه أهداف الاعتصام من مطلب إقالة وزير الثقافة إلى ماهو أعم بإسقاط النظام الحاكم؟ أظن أن الشباب وحركة "تمرد" يمثلان الجبهة العبقرية في هذه الثورة التي بدأت 25 يناير ثم اختطفت وأوقفت مسيرتها من قبل قوى الثورة المضادة، فالأخيرة فتحت الباب أمام الشباب ليتعلم من الإخفاقات الماضية، ثم يقرر أن يعود للثورة بسلميتها رغم محاولات النظام الحالى جر الشباب للعنف كى يسهل هزيمتهم.. ولكن الشباب تعلم من شعبه وابتكر حلولا قاد بها الشعب ونحن المثقفين من بين صفوف الشعب ونقف في وسط حركة الرفض العام لهذا النظام الفاشى. والمثقفون في وسط الشعب المصري قادرون على إسقاط الحكم الفاشل بكامله ونحن لسنا في خصومة مع شخص هذا الوزير النكرة أو شخص رئيس الوزراء الفاشل، لأن الشعب كله في خصومة مع هذا النظام الذي يحاول طمس السيادة الشعبية والروح الثقافية المصرية. - ما ردك على من يحاولون تشويه صورة سيد حجاب ب "صاحب أوبريت اخترناه.. معتصم ضد وزير الثقافة"؟ مثل هذه المحاولات تسقط تحت حذائى دون أن أعيرها انتباها، وما قاله أحد الصغار الذي دار على المحطات: " إن سيد حجاب المعتصم في وزارة الثقافة مش هو اللى كتب اخترناه"، هذا جاهل ويؤكد جهله أو كذاب ويظل على كذبه، "ويظل العبد يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا"، وهذا نراه يوما بعد يوم من هؤلاء المتأسلمين، وكما تعلم أن أوبريت "اخترناه" ليس لى وكتب كلماته الشاعر "عبدالسلام أمين". انا لست من المطبلين ولم أكن يوما من المطبلين، ومنذ التطبيع وأنا في جبهة المقاومة للنظام القائم سواء نظام مبارك أو السادات، وفى عام 2009 كتبت قصيدة واحدة وهى ديوان "قبل الطوفان الجاى" يهاجم الأنظمة القائمة في شرقنا العربى ويقول إنها إلى زوال وأن العالم كله مقبل على مرحلة ثورة إنسانية شاملة ستنتشر على أيدى الشباب في أنحاء العالم كله، وهذا ما حدث. - وكيف ترصد بعين الشاعر والمفكر تحركات جماعة الإخوان المسلمين منذ ظهورها حتى الآن؟ لا خلاف على أن هذه الجماعة مبنية على وهم، ففى عام 1928 سقطت الخلافة العثمانية وفى 1932 بدأ العالم في الدخول إلى عصر الدول الوطنية والقومية، وجاء هذا المعلم المتواضع الثقافة إلى حد كبير، تلميذا لمن يسمى الإمام رشيد رضا، الذي ثبت تعاونه مع المخابرات البريطانية لفترة طويلة، ألا وهو المسمى بالإمام حسن البنا، هذا الشيخ الصغير الذي زعم لنفسه إمامة المسلمين بغير حق والذي تصور أنه يسترد أستاذية العالم من خلال إقامة الخلافة من جديد، فكانت حركة وحلما ضد اتجاه الزمن، هذه واحدة، وعندما تنظر إلى شعار الجماعة تدرك قدر الوهم الذي هم فيه، غارقون ويختزلون المسلمين في شخصهم المتواضع الصغير الجاهل الموهم هم فقط الإخوان المسلمين ومن عداهم ليسوا بمسلمين، الشعار بالسيفين يعبر عن دموية الجماعة وأن الأرض دار حرب لا دار سلم، أما القرآن الكريم الذي يبدأ باقرأ ويدعو للمعرفة والرحمة والممتلئ بالآيات التي تحض على السمو الأخلاقى والإنسانى يختزلون آيات التفكر والتدبر والتعقل في آيات الجهاد "وأعدوا".. يختزلون الإسلام في شخصهم والقرآن في "وأعدوا"، وكل هذا يصب في تنفيذ مشروعهم الرجعى المتخلف "الخلافة". الإخوان مشروع ضد الإنسانية والتاريخ، مشروع طوال فترة وجوده كان عميلا مباشرا للاستعمار كما كان السيد رشيد رضا عميلا للمخابرات البريطانية كان حسن البنا عميلا متعاونا مع المخابرات البريطانية ولقاءاتهم يتحدثون عنها في الوثائق الأمريكية البريطانية، كما كان عميلا للوهابية السعودية، والتاريخ يحتفظ له بصورته وهو يقبل يد الملك عبدالعزيز، وما قاله كثيرون حول أنه كان يتقاضى مرتبا شهريا من وكيل وزارة المالية السعودية، حتى في عصر مبارك عقدوا الصلات مع المخابرات الأمريكية ولولا مساندة أمريكا لما وصل الخونة العملاء لمواقع السلطة وتهديد أمننا القومى. - ماذا فعل الإخوان المسلمين في مصر التي أحبها سيد حجاب؟ هم ما زالوا يحاولون ولكن هم أفشل من أن يفعلوا في مصر شيئا، مصر أكبر منهم ولا يملكون رجال دولة أو سياسة أو ثقافة، ما زالوا يفكرون في تخريب مصر وتجريفها وإضعافها حتى تصبح ولاية في حلمهم الوهمى "الخلافة" والتي يستحيل عودتها.. الجماعة قامت بفرض عناصرها داخل مفاصل الدولة ولكن أظنهم لم يستطيعوا حتى الآن، هم واهمون لا يرون الواقع ومجرد حالات نفسية عقلية ينبغى معالجتها. - وماذا عن سيناريوهات 30 يونيو وما ستشهده البلاد خلال الأسبوع الأول من يوليو المقبل؟ يخطئ من يتصور أن 30 يونيو سيكون الضربة القاضية، الشعب المصرى الآن يكسب هذه المعركة بالنقاط، نقطة بعد نقطة، والقوى الوطنية ارتضت قيادة "تمرد" لهذه المرحلة، وهؤلاء الشباب لن يتركوا الميادين حتى يتحقق الانفراج الديمقراطى، أما قطاع الطرق الممثلون في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المتأسلمين قطعوا الطريق على هذه الثورة وأوقفوا مسيرة المرحلة الانتقالية، ونحن الآن بصدد أن نفتح الطريق من جديد للمرحلة الانتقالية التي تبدأ بإسقاط هذا النظام وتأسيس نظام انتقالى يؤسس لدولة الثورة القادمة. - وكيف سيتعامل الشعب مع تهديدات الجماعة؟ الإخوة المتأسلمون والإرهابيون والقتلة السابقين يرسلون يوما بعد يوم التهديدات الدموية ويرفعون شعار "مرسى أو الاستشهاد"، ورغم كل هذا هم جبناء لن يقدروا على مواجهة الشعب المصرى، وترتيبات هذا اليوم تسعى لتفويت هذه الفرصة عليهم، وأنا كتبت لهم منذ أيام قليلة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر".. " متخفش من كلب مسعور سعاره قرب نهايته/ ده جبان وخيبان ومذعور/ مش هيوصل لغايته".. أنا غير قلق نهائيا فتهديداتهم لا تخيف الشعب والشباب مصرون على سلمية المظاهرات ويحرصون على حمايتها لأن الجماعة غير قادرة على شن حرب على الشعب المصرى بكامله. - هل تتوقع قبول المعارضة متمثلة في جبهة الإنقاذ لمطالب الجماعة حول التفاوض والحوار من أجل حل الأزمة؟ ما يحدث في مصر الآن يتجاوز كل النخب، فالشارع سبق النخب وهؤلاء الشباب هم الذين استطاعوا أن يحسوا بنبض الشعب بعد أن احتضنوا الرغبات الشعبية في برنامجهم السلمى، وأظن أنهم لن يسمحوا بظهور النخب المتآمرة التي تبرز في كل وقت وتنتمى لفكر ونظام قديم وتملك فكرا طبقيا، فالقيادة الآن للشباب وهم من يقومون بالتفاوض في المراحل القادمة. - هناك تخوف ما ينتاب المصريين يدور حول تدخل القوى الخارجية خاصة أمريكا وإسرائيل في الشئون الداخلية المصرية بعد 30 يونيو؟ أمريكا ليس لها صداقة دائمة أو عداوة دائمة، فهى دائما تقف وراء مصالحها وتسعى بالضرورة أن تجد في أركان اللعبة السياسية من يمرر مصالحها في حماية إسرائيل بالأساس، فهى تحاول الاتصال بكل الأطراف، والمعروف أن أمريكا تساند الدكتاتور لآخر لحظة ثم إذا اكتشفوا استحالة بقائه يرسلون به إلى مكان بعيد ويقولون كلاما طيبا عن الديمقراطية، فهم أرسلوا "بن على" للسعودية ومبارك ل "شرم الشيخ".. والأهم أن أمريكا والقوى الصهيونية لا يستطيعون أن يفرضوا إرادتهم على الشعب المصرى لأنه وحده صاحب الكلمة والرقم الصعب في هذه المعادلة. - هل سيفلت "مرسى" وتبرأ ساحته من دم الشهداء مثلما حدث مع "مبارك"؟ أظن الفترة الانتقالية القادمة ستكون المدخل الطبيعى لهذه المحاكمات بعد تأسيس السلطة الانتقالية للعدالة، ولن يمكن بناء دولة الثورة إلا على أساس من العدالة الانتقالية وحل المشكلات المتعلقة بالتنمية والعدالة الاجتماعية، في هذا الإطار كل من أفسد سوف يقدم للمحاكمة بقوانين العدالة الانتقالية المستقرة والمجربة في حالات سابقة كثيرة. - وما رأيك فيما يقال بخصوص إدخال بعض عناصر الشيعة إلى مصر بالتحالف بين إيران والجماعة؟ المشروع "الأمريكي الصهيونى الوهابى" في المنطقة يستهدف إثارة هذه النعرات الطائفية ومازلنا حتى الآن في الجيب الأمريكى وما زالت إرادتنا السياسية مُسلبة، نحن مازلنا منخرطين في هذا المشروع التخطيطى، وأظن أن هذا الخريف الإسلامي الذي أعقب الربيع العربى هو محاولة للالتفاف على ثورات الشعوب في المنطقة لتحويلها لحروب طائفية ومذهبية.. ولكن الكل يعلم أن الدولة الفاطمية استقرت طويلا في مصر وظل المصريون من أهل السنة برغم عشقهم ل "آل البيت"، وظل المصريون في إطار السنة منذ الفتح الإسلامي حتى تاريخنا هذا، ولا يوجد خوف من تشيع المصريين، فالمسألة تثار في إطار انضمام الإخوان للمشروع "الصهيو أمريكى" في المنطقة لتفتيت دول المنطقة لولايات وإمارات عرقية طائفية لتسهل قيادتها بواسطة إسرائيل التي سوف تصبح في تصور هؤلاء مخزنا للسلاح في المنطقة، وقيادة إسرائيل موهومة، هذه لعبة سخيفة لن تنطلى على أحد، والإخوان منخرطون في هذه اللعبة لأسلمة دولة الطوق حول إسرائيل في إطار المعركة بين الهلال الشيعى والسنة في المنطقة، وكل هذه المحاولات عبثية ومحاولة لجر الأمة العربية والإسلامية إلى ميدان يبعد بنا عن معاركنا الحقيقية في مواجهة الاستعمار والصهيونية. - وهل تسعى الجماعة للاستعانة بحماس وإيران لمواجهة الشعب المصرى في 30 يونيو؟ مهمة الأمن المصرى أن يمنع تسرب العناصر خارجية ويترك الساحة للشعب المصرى ليحسم الموقف الداخلى بقدراته الذاتية. - وكيف كان حال الثقافة بداية من عهد الرئيس جمال عبدالناصر حتى الآن؟ بطبيعة المثقف الحق يقف على يسار كل سلطة حتى التي يؤمن بوطنيتها، في جيلنا كنا خارج وزارة الثقافة، وخارجها نبدع، وكانت السياسة الثقافية آنذاك ترى في الثقافة خدمة ينبغى أن تقدم للجماهير التي تستحقها ومن خلال وزارة الدكتور ثروت عكاشة، تأسست المعاهد الفنية لتحسينها وتأسست الثقافة الجماهيرية لتوزيعها على مستحقيها في الأطراف، بعد ذلك جاء زمن رأى في الثقافة سلعة ينبغى تقديمها لمن يقدر على دفع ثمنها، فشاهدنا طول فترة السادات ومبارك ثقافات المهرجانات والاحتفالات الكبرى إلى أن تقلص الاهتمام وتراجع دور الثقافة الجماهيرية، ونحن الآن بحاجة إلى تأسيس استراتيجية ثقافية تتناسب ودولة الثورة القادمة وتتجاوز هاتين السياستين الثقافيتين وبحاجة لتأسيس ثقافة وطنية حقيقية عقلانية تقف في مواجهة الجهل والخرافة وتنمى العقل النقدى لدى الشعب وتؤسس لعالم الحداثة وما بعد الحداثة.